الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل السوريون متخلّفون؟! محاولة للإجابة؟

حمزة رستناوي

2011 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


وصف أحد الكتاب " العلمانويين" الحراك الشعبي السوري الحيوي الجاري حاليا ً بأنّه حراك متخّلف ينطلق من بيئات أصولية متخلّفة؟

و علقّ أحدهم كذلك على شاشة فضائية رسمية بما معناه : أن البيئات المدينية العريقة في مدينتي دمشق و حلب لم تشارك في هذا الحراك و بقي الحراك على أطراف مدينة دمشق"محافظة ريف دمشق" و أن معظم سكان سوريا 12 مليون هم من الرافضين للتخريب و أن هذا الحراك الشعبي لا يعنيهم في شيء...الخ

و ما ذكرتُه هو اتجاه موجود داخل قطاعات من المجتمع السوري و مثقفيهم يجرى التصريح به قليلا و التلميح به أو إخفاؤه غالباً .

و قد يكون من المفيد التأكيد على ما يلي:

أولاً: إن هذا الاتجاه قد ينطلق من خلفية استأ صالية تغريبية تجاه الدين "المقصود به الإسلام " يشرّعن تجريد المجتمع عن البعد الديني للكينونة الاجتماعية ,و ليس علمانية إجرائية مطلوبة في حال المجتمع السوري , علمانية تفصل بين السياسي و الديني مع احترام حرية التديّن و تكريس مبدأ حيادية الدولة تجاه مواطنيها.

ثانياً: إن هذا الاتجاه قد ينطلق من خلفية ثقافوية تنظر إلى المجتمع السوري من برج عاجي, تنظر إلى شعبها كرعاع , و بما يكرّس انفصال "النخبة المفترضة" عن مجتمعها و عدم التزامها بمعاناته و قضاياه .

ثالثاً : إن هذا الاتجاه قد ينطلق من خلفية فئوية ترى في "الإسلام السنّي" خطر مهدّد لوجودها, من دون تمييز بين أطيافه الممكنة و المتفاوتة الحيوية , نجن أمام لبوس علمانوي غير مستقر لعصبية فئوية جوهرانية .

رابعاً: إن هذا الاتجاه قد ينطلق في عمومه من خلفية مدينية , تستعيد الصراع التاريخي العبثي بين أبناء المدينة و الريف,حيث أن هذا الحراك الشعبي- وفقا ً للمدّعين- ابن بيئات قروية و نازحين الريف إلى أطراف المدينة, أو من مدن ليست مدنيّة بما يكفي كحاضرتي دمشق و حلب الكبيرتين !.

*أن تكون مثقّفا ً هذا يعني التزاما إنسانيا و أخلاقيا ووطنيا تجاه أبناء بلدك بغض النظر عما نشاهده من أمراض المطلوب علاجها ,و قصور المطلوب تجاوزه.



*آمل أن يفهم نقدي السابق في سياق النقد الايجابي البنّاء و دافعهُ المحبّة , و آمل

ألا يثير نقدي السابق حساسيات و عصبيات جاهلية , المطلوب تجاوز صلاحياتها

خاصة في الظرف الحالي, فسوريا بحاجة لجميع أبنائها, أكرر جميع أبنائها , و بمعزل عن التمايزات الاجتماعية و العقائدية و الاقتصادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عوام
حسن الطائر ( 2011 / 4 / 29 - 10:30 )
رؤية التصالح مع التراث والعوام المنغرسين في هذا التراث رؤية انسانية لكن الى اي مدى ممكن ان تصمد هذه الرؤية واقصد الى اي حد لايلتف العوام كحبل المشنقة عمن يسعى الى تنويرهم وحثهم على كسر منظور التراث الاحادي في فهم الكون والانسان والحقيقة او عل الاقل يدعون الاخر المختلف وشانه ان مشكلة العوام لاتكمن في انهم لايريدون الاقرار بالتنوير ولكنها تكمن في انهم يهددون كل من لايشبهم

اخر الافلام

.. بشير شوشة: -من الضروري نشر المحتوى التاريخي على جميع المنصات


.. حماس تعلن وفاة أحد المحتجزين.. وإسرائيل توسع عملياتها باتجاه




.. في ظل الرفض العربي لسياسات رئيس الحكومة الإسرائيلية في غزة..


.. روسيا تكتسح الغرب في -معركة القذائف-.. المئات يفرّون من القت




.. جبهة لبنان على صفيح ساخن .. تدريبات عسكرية إسرائيلية وحزب ال