الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على إسرائيل أيضاً أن تتغير !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2011 / 4 / 29
القضية الفلسطينية


ردة فعل نتنياهو وليبرمان على اتفاق المصالحة الفلسطيني يفتقر إلى المسؤولية وإلى قراءة واعية لمجمل التغيرات العاصفة في العالم العربي، فهم قد أوضحوا بكل سطحية أمام وسائل الإعلام أنهم مع تكريس حالة الانقسام والتشظي لدى الشعب الفلسطيني مع كل ما تسببه حالة الانقسام من معاناة ومكابدة لكل فلسطيني يعيش حصار غزة وحواجز الضفة. كلاهما لا تعنيه معاناة الفلسطينيين لا من قريب ولا من بعيد بل إن إسرائيل هي السبب المباشر وتكاد تكون الوحيد في معاناة الشعب الفلسطيني بأسره وفي كافة أماكن تواجده.
ولكي نفهم ماهية ردة الفعل بلهجة التهديد إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، يجب أن نفهم طبيعة إسرائيل غير العلمانية بل والعنصرية، على عكس ما يفهم كثيرون من المفتونين بالديمقراطية الإسرائيلية.
تجدر الإشارة إلى أن ما أعطى الطابع العلماني للدولة العبرية هم علمانيو حزب العمل الذين حكموا الدولة خلال الخمسينيات والستينيات ونجحوا في مخاطبة الغرب بلغته التي يفهمها، لكن إسرائيل في حقيقتها دولة تقوم على أساس ديني، فهي أولاً وقبل كل شيء دولة لليهود، وما تزال الشريعة اليهودية نافذة في جميع مرافق الدولة.
حزب يجودات إسرائيل رفض قيام دولة علمانية لليهود ما قبل عام 1948، ثم جرت مفاوضات بين بن غوريون وهذا الحزب ثم تم الاتفاق فيه على أن الدولة سوف تحترم طقوس يوم السبت وأن طهاة الجيش سوف يخضعون للحاخمية ناهيكم عن العطل الرسمية في جميع الأعياد التي أقرتها التوارة.
يمكن القول أن الطابع العلماني للدولة كان طارئاً على إسرائيل وأن طابعها الديني آخذ في التبلور منذ ظهور شاس وديجل هاتوارة وكاخ والترنسفير للعرب وما شاكل ذلك من أحزاب دينية تسمح لها الدولة بالعمل الرسمي وبامتلاك مؤسسات ومدارس لتعليم التوارة وصحف وكل ما من شأنه أن يكرس إسرائيل كدولة للمتدينين اليهود، وتنتشر الدعوة والتبشير بإقامة إسرائيل من البحر المتوسط إلى نهر الأردن حيث أرض الآباء والأجداد بحسب اعتقادهم وأن على العرب أن يبحثوا لهم عن دولة عربية من أصل 22 دولة لكي يعيشون بها أما اليهود المساكين ضحايا المحارق النازية فليس لديهم سوى هذه الدولة.
فإذا كانت الحكومة الإسرائيلية محكومة بليبرمان وشاس - وإلا فلن يصبح هناك حكومة - تعتقد بأن الضفة الغربية هي أراض توراتية يجب استعادتها من المحتلين العرب، فعن أي سلام يتحدث العالم، وكيف تمكن اليهود من خداع الكرة الأرضية بعلمانية وديمقراطية بينما الواقع دولة دينية عنصرية كل ما لديهم هو طرد الفلسطينيين عبر التضييق عليهم وجعل حياتهم في بلادهم جحيماً لا يطاق لكي تجبرهم على الهجرة والرحيل ؟ لهذا السبب يتحدث نتنياهو عن دولة فلسطينية بحدود مؤقتة لأنه واثق بأن الواقع على الأرض سوف يتغير مع استمرار سياسة التهويد والاستيطان ونهب الأراضي وإقامة الطرق الالتفافية على حساب حياة الفلسطينيين.
ثمة مقعدين في الكنيست لحركة السلام فقط لا غير، ومن المتوقع أن تفرز الانتخابات الإسرائيلية القادمة حكومة أكثر تطرفاً لكي تظهر طبيعة إسرائيل الدينية على حقيقتها أمام العالم.
لا يمكن أن تستمر إسرائيل في إخفاء طبيعتها العنصرية عن العالم الآخذ في التغير، فمن كان يصدق بأن حسني مبارك سيكون في السجن وبأن ملايين من اليمنيين يعتصمون يومياً وبشكل سلمي في ساحات التغيير لكي تطالب بالحرية والديمقراطية وبأن الشعب السوري يثور على حكومة الثورة ؟ ما يجري من انتفاضات وهبات شعبية في العالم العربي يؤكد بأن الدول الديكتاتورية التي أنهكت الجسد العربي لن تظل قائمة إلى ما لا نهاية.
في سبتمبر القادم ستكون إسرائيل في مواجهة مع العالم أجمع في مجلس الأمن والأمم المتحدة، وإلا فإن عليها منذ الآن أن تتغير لكي تنسجم مع رغبة الإرادة الدولية التي لن تظل صامتة إلى الأبد على سياسة الاستيطان في أراضي الدولة الفلسطينية، وقبل ذلك فإن على إسرائيل أن تتغير لكي تصبح دولة علمانية لكل مواطنيها وليس لليهود فقط وإلا فلا يمكن الحديث عن السلام والمساواة في ظل دولة دينية عنصرية لن يكون بإمكان العالم الحر تقبلها أو التعايش معها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية | #عاجل


.. إسرائيل تعرض خطة لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع عشائرَ محلية |




.. أصوات ديمقراطية تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الانت


.. انتهاء مهلة تسجيل أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابا




.. إيلي كوهين: الوقت قد حان لتدفيع لبنان الثمن كي تتمكن إسرائيل