الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والجنون - زفاف الأمير – مختارات من النسخة الخاصة التي لم تكتب بلغة البادية! تليها نسخة للإستهلاك السريع!

عبدالله الداخل

2011 / 4 / 29
الادب والفن


لا تكنْ كاذباً يا نبيَّ الرؤى الذي يرى في خرائب كل نفس ٍصغيرةٍ في المنافي البذيئة

جثتـَهُ

لذا فأنّ بين كلامك شيئاً من الأناجيل الجديدة

وغالبَها

فإني ارسلتـُكَ بينهمْ لأنك منهمُ

فكيف لا يكون الزفافُ إثمَ الولائم كلها

وأكبرَ الآثام؟

فأنتَ لا تمسّ ُ نفسَكْ

ولا ترى في التكاثر موتاً

ولا شرورأً تراها تمرّ أمامَكْ

كاذبة ً، متكبّرة ً، جريئة

ولا ترى من النار سوى ذيولها التي لها لونُ السماءْ،

وكلما تنتضي من رأسك غيمة ً داكنة ً

مضيئة

أو سلكَ دُخان ٍ رهيفٍ يثرثرُ في المنتهى متذمراً

تكلـّمُ نفسَك :

لستُ منهمُ أبداً

لأن همومَ أيامي القليلاتْ

قد ألبسَتـْني

ما لا أشاءُ من الكساءْ

فكيف أفـْصُل نفسي

وكيف بانتشالها من براثن الآلهة؟

متى أختلي بهذا الألم؟

وليس في جداول الندم

ما يملأ ُ كأسي في المساءْ،

إذن متى أختلي بي

لأؤنـِّبَني وأشفيني؟

لأني أراني بأيام المنام الوجيز،

فكم يُغيظني أن لا أرى نبياً ينوبُ منابي

ولا سماءاً في سماء خرائبنا

ولا إلهاً يليني،

ففي التلال ِالتي تـُنبئُنا بالليل

كم سرتُ صوبَهمُ،

ركضتُ مجتهداً لنجدتهمْ،

مختصراً منامي

فتكرهني أيامُهم، لذا أبادلـُها

بغضَ الزمان بكيدهِ؛

وأكلـّمُ نفسيَ الباكية َ الصامتة

فتختلس النيرانُ من الجدولين

شيمة َالأشواك ِالغزيرة ْ

والتهابِ شرارها

متراكضاً يُلهـِبُ خدَّيَّ

إلى سماء رأسي

من الكانون الذي يَدْوي بصدري

يجهّزني لغزو مملكةِ الكلام

لذا تموت كل آمالي في اللغات

فما أملي بما سيأتيني من الغيوم هنا

سوى أن تؤكـْسِرَ لي

من نبيذ التين

وبرد الماء والطين

في بساتين بلادي

دواءاً شافياً

للنار في جبهتي

ولو في التخوم من نظري،

لأني تمرّدْتُ في أرض السكوت

كذلكَ ضد نفسي!

لأن الأميرَ ذا الريش ِالملوّن ِالذي يغتصب الإناثَ أمامي

كلما هزني الظما في الليل الذي يكتم الأجراسَ في جوفي

قد جاء من ألفِ غصن ٍ ميّتٍ

بألفٍ من الغاب الميِّتات

وَرَثَ اللهَ من جدتِهِ الغبية*

وابتسامة ً من أنثى صبية،

وغـُرّة ً من جوادٍ أصيل*

فهو مولودٌ ذهبيّ ٌ

له استسلامٌ وشيكٌ غريب

لأيّ كلام ٍفي سيرةِ الأنساب والأسباب والأزباب

والفروج الذهبية!

أمضى فترة التدريب كأيّ ٍمن الجندِ أيامَ غزو الهند

والأراضي الأجنبية؛

ثم جاء ليلٌ كثيرٌ يليهِ؛

فمنذ ولادته

بدأوا بتدريب الخدم

لإكمال الوليمة في يومها

يوم ِالزفاف

فيومَ يُزَفُّ الأميرُ تدوّي

كلماتٌ من مخلصين

مؤمنين بالله ممن يستظهرون أسماءَ ملائكةٍ

وفي يوم دين

يومَ تجيءُ النمورُ والأسودْ

والذئاب والفهود

وكلابُ الصيد

ترتدي ريشَها

وماساتِها؛

ويكونُ الهتافُ والنشيدْ

باسم السناجبِ والأرانبْ

وكلِّ ذي مخالب

لكم منا سلامٌ وسجود ؛

ستأتي الرصيفَ خنفساواتٌ جميلة

بسّامة ٌ

تـُموِّجُ كلّ ُبيضاءَ منها مجسّتـَها اليمنى سلاماً للجيادِ وراكبيها

من ذكور الخنافس الملوّنة

فينافِسُ الديدانَ والفئرانَ جيشٌ من الغربان

كي تنالَ ما كتبَ الربّ ُ لها مما يُستشَمّ ُمن الظربان

لكنّ مَنْ وثبوا خارجَ السياج ِالمصمَت الذي يردد أصداءَ سنابك الخيل

صخورٌ

هناك نصّبْتُ نفسي نبيّاً لأمور ٍ صغيرةٍ تشغلني

تخص أناساً سيكونون في منتهى التأريخ

بدون ملابس

فتختفي من لغتي الملابس

لذا صرختُ بكلّ ذي ثوبٍ كاذبٍ

أو إزار ٍ مبلل ٍ

أو جلودٍ لا أرى دماءاً خلفـَها

لأني لا أرى ما جرى، فكيفَ فـُضـْنا؟

ولم أرَ ما جرى خلفَ السدود:

يا شبابُ إنما الدينُ دستورٌ بشأن الإناث،

سنـَّهُ نفرٌ من شيوخ القرود!


فهبّ شيخ ٌمن الكلاب مكشّرا ً

وبوثبةٍ صار إلى منصّةٍ

بذروة الجدار،

كان كبيرَها

وكان بذيل ٍجميل:

كذبتمْ، فلديكم كثيرٌ من الدُّمى

لغش الأغبياءْ وغشـِّـنا

فليس فينا ذكـَرٌ لا يرى دربَهُ

أو تضللهُ لغة ٌ

أو يصيرُ بصيراً زائفاً

وهو بلا أنفِنا

فتكونُ الأرضُ من أملاكهِ

وآمالـُنا ندَماً

ويكون الدينُ سدّاً بينه

وكل أولادِهِ

والكونُ أسيراً لخيالات الجنون

ويسود الموتُ والإيمان

وكلامُ الأنبياء،

فتكون أغانينا خائفة ً، كاذبة ؛

أنظروا لي:

كأني في التلال

لي كلامٌ هنا من ظلال الجبال

ومكمن الآلهة،

فمن كان منكم أنانياً مخيفاً

فليأتِ هنا!

أنظر فيَّ أنتَ يا هذا

أأنا إله؟

أكنتُ زميلاً لمجرمين؟

أم جاملتُ مرضىً

سمَّمْتـُهمْ في أسرّتهم، أزكـّي صلاة َالكاذبين!

فلـْتأتِ أمامنا الآن

أرامل الممالك الصغيرة

وكذلك الأيتام

والضيوفُ من الشيوخ من تخوم مملكة الأرض الكبيرة

فكلهم شهودٌ بأن هذا الإلتواءَ كهذا الزمان الذي به شيءٌ كثيرٌ من ذيلنا

فهذا البذخُ الكبيرُ لا يُخجِلـُنا ككلاب

ولا جنونُ الزفاف

ولا مراوغات اللسان

لأنا تدرّبنا كثيراً بكل مناسبات الرصيف

بمرور جنائز الفكر أمامنا

في مأتم الإنصاف

فأنا الآنَ من جبلي هنا لا أرى اللهَ لأني مكانـَهُ

ولأني أكلـّم الديدان!


وتلاهُ في الكلام رئيسُ جمهوريةِ الأيتامْ:

مهلاً، ولكن كم الشمسُ تبدو وراء التلال جميلة

فلا تشدهنا المسافاتُ التي بيننا

كما بين ريش الغراب ولهجتهِ

فكيف لا نرى أوهامَهم؟

فمَن أسكر الناسَ ومن أماتَ آباءَنا؟

ومَن رشّ موتانا بزخـّات التراب

لتخضرَّ لليُتـْم أشجارٌ بغاب الخراب؟

أخبِرْنا ما ترى، فمَن هناك ومن وراءَ الجدار؟

أم تنتظر الكلامَ من هدهدٍ أو غراب؟

فهل سيكونُ اللهُ أيضاَ في مراسيم الزفاف؟

أجاب الكلبُ مبتسماً:

وأي مراسيم ٍ لأيّ زفافٍ أهم من هذا الزفاف؟

فلماذا تجيئون باللهِ إذن؟

إذ ْ سيأتي من "أورشليمَ" تخصيصاً ليشهد البائنة

فمن غيرُه يسجلُ هذا الزواج؟

ومن يكتب في السجلّ الكبير أنّ من أسرار هذا المَهْر فيضاً، بلا رصيفٍ، من جنائز الثوار؟

أجاب شيخ ُ الكلاب:

لا شيءْ، لا أرى شيئاً، إنها بيداءْ!

أرضٌ يباب

بلادٌ لا يراها رذاذ ٌ

فتكونُ مياهُ الكون من أسرار السراب

لذا فكلّ ُ رذاذةٍ

بها اغتسلتْ ذراتُ الرمال

جلبتْ إلينا إسمَهُ!

هنا تدخلتُ كالسائدين:

يُُستثارُ الهبوبُ كلما تنهض الشمسُ كي ترى وجهها في مرايا الماء،

فتهبّ الشمسُ أيضاً إلينا ُمن ألوانها فيهِ

ومن الأبصار الباكيات

فنرى في خلايا الماء

أسماءَ جَدّاتِنا

مثلما يغنـّي

غصنُ رمّان ٍلغصن ٍ ميتٍ من الصفصاف

شيئاً من لسان البلابل في النسيم

أو نشيداً من رفسةٍ أ ُولى

لذا فالشمس ظلت تدارينا هي الأخرى

شاهداً بأن في الغيرةِ ثوباً

لخوف السالمين،

وانتهيتُ هنا

كي أرى الغزاة َ صيّروا جيل الثائرين

موكباً من نادمين !

فللموتى السلام ،

وكيف لا نرسلُ الآنَ من وصايانا

وفلول الذكريات

كتائباً من تائبين

تجاوزوا الأوهام فراراً

وهواءاً صاخباً

بآذان الهاربين؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مليكةِ عصري التي ما زالت تمتصّ عمري
*حصان ٍأصيل ٍ مطهّم ٍ بالفن

* الإهداء: إلى أمراء وأميرات تلال القـُمام، في مختلف القارات، جامعي البلاستك المصنوع من نفط بلادهم، الناسين صلاتـَهم، (ونعمة َالله عليهم)، الذين سيقرأون هذا بكل تأكيد!
وإلى كوازيمودو
“almost the standard measure” of a perfect king!
وسيقرأ كوازيمودو أيضاً هذا الكلام، بكل تأكيد، على البلاك بري!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا