الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بضع مئات..بضع آلاف..مئات الآلاف..كرة الثلج تكبر

يوسف المساتي

2011 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


في سياق متميز باستيقاظ الوعي الشعبي العربي، وسقوط الأساطير المؤسسة للديكتاتوريات العربية، جاءت الدعوة إلى مظاهرات 20 فبراير في المغرب، وقد اختلفت المواقف من هذه الدعوة باختلاف المرجعيات الصادرة عنها، فبينما بادرت حركات المعارضة بشقيها الإسلامي واليساري إلى تأييد الدعوة، تجاهلتها أغلب الأحزاب السياسية، فيما شن التيار المحافظ حملة شعواء على رموز الحركة، متهما إياها بخدمة أجندات أجنبية، مستغلين انتماءات وميولات بعض أعضاء الحركة.
لقد نجحت هذه الحملة مبدئيا في تشويه صورة الحركة، غير أن انضمام شخصيات وازنة ولها مصداقيتها إلى الحركة من حجم الرميد والسفياني والساسي ومحمد بنسعيد ايت ايدر...الخ، شكل ضربة إلى الحملة المضادة لحركة 20 فبراير وأعاد إليها بعضا من مصداقيتها، التي ستكبر بعد الخروج الأول للحركة، والذي مر في أجواء حضارية، وتعاملت معه السلطات بذكاء بالغ، رغم أحداث الشغب التي تلت المظاهرات إلا أنها كانت نقطة سجلت لصالح الحركة ولصالح السلطة أيضا.
هكذا وبين المظاهرة الأولى في 20 فبراير والمظاهرة الثالثة في 24 أبريل، تحركت عجلة الإصلاحات وتحققت مكتسبات كانت مطلبا للحركات الحقوقية والمدنية في المغرب لسنوات خلت، كما ألقت حجرة في بركة مياه السياسة الآسنة، وفتحت النقاش على قضايا وانشغالات كبرى، وألغت منطق التوافق الذي كان سائدا داخل الساحة السياسية المغربية، والذي حولها إلى مسرحية هزلية سمجة، بلا طعم ولا لون ولا رائحة.
في اعتقادنا الشخصي أن المكسب الأكبر للحركة ونقطة قوتها هو نجاحها في استيعاب كافة الفصائل من أقسى اليمين إلى أقسى اليسار، وتوحيد الشعارات والمطالب، وتجاوز الخلافات الصغرى، لقد انعكس هذا الأمر على الحركة لتتحول من بضع مئات خلال المظاهرة الأولى إلى مئات الآلاف خلال مظاهرة 24 أبريل، وهو ما يبرز المنحى التصاعدي الذي اتخذته الحركة، ومدى قدرتها على التأطير وعلى استقطاب المزيد من المؤيدين.
كما أنه يؤشر من جهة أخرى على انهيار جدار الخوف الذي كان بداخل المواطن المغربي، والمتأمل للحركة الاجتماعية بالمغرب خلال الشهرين الأخيرين سيلمح الأمر بوضوح، لقد عاد إلى المواطن المغربي بعضا من إحساسه بالكرامة وبإنسانيته، وبحقه في التمتع بخيرات وطنه، كما عاد إليه –وهذا هو الأهم- الأمل بجدوى الدفاع عن الحق والكرامة، بعد عقود من الانبطاح ومن اليأس ومن دفن الرأس في الرمال.
إن حركة المطالبة بالتغيير أصبحت تكبر يوما بعد يوم، لكن برغم ذلك يظل السؤال مطروحا حول مدى قدرة الحركة على الاستمرار ومواجهة التحديات المقبلة، يظل هذا السؤال معلقا إلا أن يجيب عليه القادم من الأيام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة