الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارحموا عمال غزة في الاول من ايار 2011

سلامه ابو زعيتر

2011 / 4 / 29
ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية


بسم الله الرحمن الرحيم
* مقال بعنوان : ارحموا عمال غزة في الأول من أيار 2011م
* بقلم النقابي : سلامه أبو زعيتر
في الأول من أيار ومن كل عام تحتفل الطبقة العاملة وجميع العمال فى العالم بعيد العمال العالمي انه اليوم الذي تستعرض فيه الجماهير الشعبية قواها .
ويأتي ذلك في ظل أجواء المصالحة وتوقيع حروفها الأولى وفرحة الشباب التي تزامنت مع خروجهم للاحتفال في ساحة الجندي المجهول ، وما تعرضوا له من اعتقال وضرب عشية التوقيع اعتبره الكثيرين بادرة غير موفقة نتلمس منها مستقبل المصالحة والنوايا المبيتة ، ولكن أملنا أن تتحول المصالحة لحقيقة وواقع صادق نابع من حاجة فلسطينية تترفع عن أي مصالح فئوية ضيقة.
فتزامن المصالحة مع الأول من أيار عيد العمال العالمي الذي تجتهد فيه الحركة النقابية والأطر العمالية والمؤسسات ذات العلاقة لإحياء هذه الذكرى والفعالية بشكل يليق بها وبحجمها وبحجم معاناة العمال في غزة والتي تراكمت همومهم ومشاكلهم وقضاياهم بسبب الاحتلال بحصاره أولا والانقسام وتداعياته ثانيا .

العمال وقود الأرض وسواعدها التي تبني كلما توفت لها فرص العمل والإمكانيات والمكان المناسب لذلك ، فعمالنا هم المصدر الأساسي والرئيسي للإنتاج في اقتصادنا الفلسطيني إن وجد ... ولكن للأسف يعلم الجميع بذلك ولا يبالي ؟؟؟؟!!! فلا نسمع أو نرى اهتمام بهذه الفئات الفقيرة والمحتاجة رغم اتساع عددها وكبر حجمها ، والتي ضمن برنامج ومسلسل بدأه المحتل وفاقمه الانقسام تحول فيه العمال من قوى منتجة لقوى مستهلكة واتكالية واصبحت تعتمد علي الاعانات والمعونات التي توزع عليها بطريقة التسول وهذا حطم شخصيتهم واضر بسلوكهم مما انعكس سلبا علي المجتمع ، وأحد أهم مكوناته الأساسية .

العمال الذين حلموا بمستقبل أفضل ونادو بالمصالحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام وقدموا على مذبح الحرية الشهداء والجرحى والمعتقلين مثلهم كباقي شرائح وفئات شعبنا ودفعوا فاتورة الصراع مع المحتل لا احد يسمع صوتهم أو يعمل لحل مشاكلهم بشكل علمي ومنهجي وتنموي ، أي تنمية هذه في ظل الكبونة التي يستخدمها المسئولين لإتقاء شر العمال والغريب الصمت بين العمال ولكنهم معذورين أمام كل القضايا الوطنية والانقسام والاحتلال بعدوانه وحروبه علي شعبنا تختلط عليهم الأمور فيلجئون إلي الصمت .

قضايا العمال كثيرة وخاصة قضايا عمال غزة تحتاج لتحرك كبير وقوة تأثير سلمية لا عنيفة علي الأرض والخروج بصوت واحد يحمل كل المطالب وطموحات العمال ، والغريب ما نسمعه من تحركات أمنيه لمنع العمال من إحياء ذكري الاول من ايار الا وفق مقاييس يضعها الأمن في غزة بحجة أن لا تستغل هذا الفعالية لصالح تنظيم علي حساب أخر أو تخل بالأمن ، وهذا برغم توقيع المصالحة الفلسطينية ، وبرغم حجم معاناة العمال ومآسيهم وترقب العالم أن يعلو صوت عمال غزة لما عانوه من المحتل وسياسته في استمرار الحصار الذي يدفعوا ثمنه ، إلا أنهم لا يستطيعوا ان يخرجوا بجماعات او يظهروا بيافطاتهم في أماكن عامة مفتوحة خوفا من أجهزة الأمن ( فقر وقمع ) وهذا يتزامن مع العديد من الاستدعاءات من قبل أجهزة الأمن للعديد من النقابيين ونشطاء مجتمع مدني اخذوا علي عاتقهم إحياء فعالية الأول من ايار مما جعل التراجع واضح في شكل الفعالية التي كانت من المفترض تكون مسيرة عمالية من ميدان فلسطين لساحة الجندي المجهول ترفع شعارات عمالية مندده بالاحتلال والحصار والانقسام ، ومن خلالها يتم توجيه رسائل لجهات قد تساهم في تخفيف معاناة العمال مثل الرئيس أبو مازن والحكومة وهيئة الأمم المتحدة ومنظمتي العمل العربية والدولية بهدف إيصال صوت العمال كما كان من المقدر دعوة متضامنين من مؤسسات نقابية صديقة دولية للمشاركة بالمسيرة ، لكن الظاهر أن الأمور لا تسير بهذا الاتجاه ، وإنما تتجه لإحياء الفعالية بطريقة خجلة ومحدودة ولن يكن لها تأثير كبير .
مازالت الحريات مقموعة وتخضع لمزاجية إطار سياسي يمنح جماعته حق إحياء الذكرى بطريقته وبرعاية حكومته ولا يكترث للآخرين تحت شعار وعلهم ما أحيوها ولا رفعوا صوت العمال .
العمال شريحة وفئة كبيرة من أبناء شعبنا وتحتاج لمعاملة خاصة وجهد مشترك لحلها ويجب أن تخرج من عنق زجاجة الاستقطاب السياسي والحزبي ، وتتجه نحو الجميع والتفرغ الجدي للعمل عليها ضمن خطط وبرامج تنموية ويمنح العمال الحق فيها لحرية المشاركة في رسم أي سياسات عمالية تساهم في الارتقاء بواقع العمال عبر ممثليهم الحقيقيين لا من يركب علي أكتافهم ويساعد في تجاهل مطالبهم وحقوقهم خاصة المنتفعين علي حساب الآم ومشاكل العمال .

رغم مشاكل العمال وتعقيدها لكنها ليست مشاكل نووية أو ذرية فبالإمكان التحرك باتجاهها والعمل فعليا علي حلها وذلك وفق خطة اغاثية تنموية اقتصادية مناسبة تستند لتحرك جماعي وجدي منظم يتشارك فيها القوي الاجتماعية وخاصة الشركاء الاجتماعيين من حكومة وأصحاب عمل وعمال علي قاعدة الشراكة والحوار الاجتماعي ، وإصدار قوانين تساعد في تنظيم واقع العمال وأهمها قانون حماية وتنظيم العمال العاطلين عن العمل تقوم فلسفته علي إعفاءهم من كل الالتزامات وأعباء مالية مثل الرعاية الصحية المجانية والتعليم لأبنائهم وإعفائهم من رسوم المعاملات الحكومية والكهرباء والمياة وغيرها ، كمساهمة من الحكومة في تخفيف معاناتهم وتمنحهم حق تشكيل نقابة لهم تدافع عن مطالبهم ، مع ضرورة إنشاء صندوق تكافلي يهتم بالعاطلين عن العمل وتقوم سياسته علي أساس وبعد تنموي تشغيلي ، يدرس فيه الواقع ويتم دعم الأنشطة الاقتصادية المنتجة التي يمكن من خلالها توسيع دائرة خلق فرص العمل والتشغيل وفق واقعنا الفلسطيني وظروفنا المحلية ودعم المشاريع الصغير والاعمال اليدوية والتي يجب مراقبتها وتطويرها لتتجه نحو التنمية ....
الفكرة هي إعادة الاعتبار للعامل الفلسطيني من خلال خلق فرص عمل حقيقية منتجة ، وإخراجها من حالة التسول والكبونة التي حولتهم لاتكاليين غير منتجين ...
اقل ما نقدم لعمالنا في عيدهم احترام وحرية عمل وبرامج فرص عمل حتى لو بسيطة تعيد لهم الاعتبار بحياة وعمل لائق يضمن كرامتهم .

فيكفي إهمال للعمال وقضاياهم وتجاهل لمستقبلهم ومستقبل أبنائهم فكل يوم يزيد نسبة البطالة من خريجين وعمال يلتحقوا لسوق العمل وهم مسئولية الجميع .
عاش الأول من أيار يوم لنضالات عمالنا وكل عام وعمال فلسطين وعمال العالم بخير وأحسن حال وأتمنى أن يكون العام القادم أحسن حالا وتملؤه الآمال بالمستقبل .
* رئيس النقابة العامة للعاملين الخدمات الصحية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي