الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيارات المالكي.. المُر والأمَرّ منه

عبدالمنعم الاعسم

2011 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



محاولات رئيس الوزراء نوري المالكي لبناء حكومة شراكة منسجمة وقوية تواجه (وتصطدم بـ) صعوبات تقرب من المستحيل، كما تتراجع فرصها في النجاح الى ادنى منسوب لها ما إذا اراد ان يتمسك بمنظوره لمفاهيم الشراكة والانسجام والقوة باعتبارها مفردات تعزز قيادة رئيس السلطة التنفيذية لماكنة الدولة وتمنحه المساحة الزمنية الكافية لكي يبرر الثقة التي يـُفترض ان يحظى بها من الكتل وزعمائها، فيما يؤكد، في كل مرة، انه قادر على تحقيق ذلك.
اقول، ان فرص هذا الخيار، بصريح العبارة، لم تعد متوفرة، وربما يلزمها معجزة، او انقلاب في المعادلات، مما لا يتوقع احد حدوثهما.
اللافت ان الكتل النافذة والمشاركة الان في الوزارة والعملية السياسية، المعارضة لرئيس الوزراء والحليفة له على حد سواء، غير مستعدة للترخيص له ان ينال هذه الفرصة أو ان يحصل على بطاقة بيضاء ليوقع ما يشاء عليها، وهي، بحسب التحليل الميداني للتوازنات في داخل مجلس النواب، قادرة على قطع الطريق عليه، وهكذا، فان هذا الخيار الاول للمالكي ذي الصلة بقيادة هذه الحكومة بحرية كاملة (مع ترشيقها واكمال نصابها) مشطوب من قائمة الاحتمالات، وعليه، كما يقول المنطق، البحث عن خيارات بديلة تبقيه في منصبه مع تعديلات في قوام الشراكة، كان نفسه قد لوّح بها.
اول الخيارات إبقاء الحال على حاله والمناورة في ساحة الموجبات الدستورية حتى الوصول الى مشارف 2014 والحرص على استرضاء الكتلة النافذة في تحالف الاكثرية(الصدريون) وهو يعرف الثمن الباهض لهذا الاسترضاء والتحديات التي تعترضه، فيكون كمن تحول من المـُر الى الأمر منه.
يبدو للمراقب ان المالكي اسقط من قائمة خياراته اكثرها مرارة وهي تقاسم سلطة القرار السياسي مع شريك (او شركاء) لكن بخارطة محسوبة (او آلية معلنة) تخفف من ادارته للملفات الاستراتيجية الممثلة بالامن، المال، الهيئات المستقلة،العلاقات والخ.. وقد تنقل بعض هذه الملفات الى سياق آخر ربما يتحسب من نتائجها، ولهذا التحسب ما يبرره إذا ما اخذنا بعين الاعتبار اجواء الريبة وانعدام الثقة والتهديدات المتبادلة في ساحة العملية السياسية.
ومن داخل هذه الشبكة من الاستعصاءات عاد الى سوق التداول الاعلامي خيار المالكي باقامة حكومة اغلبية، سرعان ما ظهر الى السطح ائتلاف العراقية بوصفها المعني بمثل هذه الحكومة: ان تقبل الصفقة المغرية غير المضمونة وغير المؤتمنة، أو تذهب الى المعارضة البرلمانية، وكلا الموقفين يزيد في تشظية وتآكل العراقية، وربما، لهذا السبب اطلقت محافل العراقية تسريبات عن البحث في تشكيل حكومة اغلبية من غير دولة القانون، وهنا، ظهر عبث خيار حكومة الاغلبية، وعدم واقعيته، بل واضيف الى الخيارات الاكثر مجلبة للصداع بالنسبة لرئيس الوزراء.
اما خيار اقالة الحكومة واجراء انتخابات جديدة الذي رُوّج له سابقا واعيد طرحه، هذه المرة، على لسان المالكي، فانه اكثر مرارة من جميع الخيارات حيث يضع الجميع بمواجهة الجميع.. والنتائج في العواقب، وما ادراك ما العواقب.
*
“الرجال العظام ليسوا بحاجة لغير اسمائهم”
*
برنارد شو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخطأ برنارد شو ..وكذب أصحاب محابس الشذر
مارسيل فيليب / ابو فادي ( 2011 / 4 / 29 - 22:59 )
لأن من اولويات ومتطلبات قادة دولة عراقنا .. انتمائهم الطائفي والعشائري ... زائداً لحية خفيفة أو كثيفة حسب الضرورة ، مع مسبحة يسر وخاتم فضة يتوجه فص شذر ... وقرارات ثورية على مثل ( قرار إلغاء وجود المكتب التنفيذي للاتحاد واعتباره غير شرعي ) ...واللهاث وراء مباركة المراجع في كل صغيرة وكبيرة حتى في شؤون السياسة الخارجية ... وجواز دبلوماسي مدى العمر ... والأهم من كل ذلك ، ضرورة الأعتراف وتطبيق مفهوم ( ‏لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ‏ ) ... وأن تكون شهادة الرجل حتى ولو كان حرامي وفاسد ، بشهادة امرأتين ( لأنهم ناقصات عقل ودين ) ... تلك من أهم أسس دولة القانون وبناء المؤسسات الدستورية في عراقنا الديمقراطي الجديد .


2 - المحاصصة والثمن الغالي
عقيل الكناني ( 2011 / 4 / 30 - 19:53 )
يبدو ان المخرج الوحيد لاي حكومة عراقية تريد النهوض بالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي واخراج العراق من عنق الزجاجة هو الغاء المحاصصة الطائفية والقومية وتشكيل حكومة قوية قائمة على اساس الاغلبية البرلمانية واعتمادها على الكفاءات في تسيير الامور دون النظر الى مصلحة الحزب الفلاني او الفئة الفلانية

اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم