الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
للبيع !!! جنسية عراقية
حامد كعيد الجبوري
2011 / 4 / 30مواضيع وابحاث سياسية
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/7785cc01-3672-425b-93ad-30d8bef81228.jpg)
بلاد ألفناها على غير رغبة
وقد يؤلف الشئ الذي ليس بالحسن
وتستعذب الأرض التي لا هواءها
ولا ماؤها عذب لكنها وطن
صفي الدين الحلي
قبل أيام خلت كتبت موضوعتين أحداهما ( من الجحيم الى الجحيم ) ، وأخرى ( من الهدم الى الهدم ) ، في كلتي الموضوعتان تحدثت عن ممارسات حزبية وسلطوية للقادم الجديد ، مقارنة مع المجتث البعث ، خلصت لنتيجة مفادها أن التغيير الذي حصل في العراق لم يكن ألا امتدادا لنظام قُبر ، قلت حينها أن لم يكن صدام حسين يستحق اللعن لأكثر من مرة في اليوم أثناء حكمه الوحشي ، فهو الآن يستحق منا اللعن بعدد مسبحة ( ام 101 ) نستعيرها من المتأسلمين الجدد ، وبمعدل مسبحة كاملة بعد كل وجبة أكل ، وملاحظة ان يكن اللعن بعد الطعام ، لكي لا نحرم شهية تناوله ، وسبب لعني لصدام هكذا لأنه السبب المباشر لوصول إمعات كثيرة ( لا تهش ولا تنش ) لمناصب وكراسي حيوية جدا ، وقد أكن مبالغا أن قلت أن الأمريكان يقدمون للبلد سواء رحل أم لم يرحل صدام حسين ، ولا أريد اليوم التحدث عن القرصنة السياسية ، والكعكة العراقية ، والأحزاب التي بدأت ( تفرِّخ ) أحزابا جديدة ، ولا التحدث عن البرلمان العراقي وكوارثه ، ولا الدستور العجول ومآخذه ، ولا الرئاسات الثلاثة ومنافعها ، ونوابها المثنى والثلاث والرباع ، ولا المحسوبية ، والعشائرية التي غذيت مرة أخرى لتنشط وينشط روادها معها ، ولا الحديث عن الخدمات وعدم وجودها ، ولا المائة يوم المحسوب لها ألف حساب من هنا وهناك ، ولا ، ولا ، ولا ، فكوارثنا التي نعيشها بظل هؤلاء لا تعد ولا تحصى ، ولكن هناك كارثة ستحل بنا قريبا ، أو قل حلت ولكن ببطء وبشكل تدريجي ، رموزها كتلا وأحزابا ، وحدانا وزرافات .
همس بأذني أحد أصدقائي بأن صديقنا ( فلان ) خرج أبنه ولم يعد لداره منذ فجر أمس ، ولأننا أصبح بديهيا لنا أن من يفقد هذه الأيام لا يمكن أن يعود لداره بسهولة ، لذا فضلنا عدم مهاتفة صديقنا ونرقب أخباره من بعيد ، مر اليوم الأول ، والثاني وصولا لليوم الرابع عشر وابن صديقنا خرج ولم يعد ، بدأ اليأس يدب لنا رويدا رويدا ، وقلنا أن الشاب سوف لن يعود ، وعلينا انتظار العثور على جثته ، وحكمنا هذا لمجريات كثيرة سابقة عشناها ونعيشها أولا ، وثانيا عودة أحد المفقودين الحليين لأهله بعد ثلاثة أيام ، إذن أين ذهب أو قل أختفي نجل صاحبنا الأوسط ، بعد هذه الأربعة عشر يوما رن هاتفي النقال ليعلن لي أحد أصدقائي بعودة أبن صديقنا الذي خطف ، على عجالة ركبت سيارتي وصحبت من هاتفني وذهبنا لنبارك لصديقنا عودة ولده ، استقبلنا الرجل بحفاوة وفرحة لا توصف ، دخل في الحديث مباشرة ليقول باختصار شديد ، فجرا هيأ ولده نفسه للسفر الى بغداد للتبضع ، أخذ معه 20 الف دولار ، أستوقف سيارة للأجرة وركبها ليذهب الى الكراج الموحد ، ما إن صعد للسيارة شهرت بوجهه مسدسات و ( خناجر ) ، من الركاب المختفون داخل سيارة الأجرة ، اليوم الأول أتصل الرجل بولده عن طريق الهاتف النقال ولم يفلح ، وهكذا بدأ فصل التفتيش وأخبار السلطات بذلك وبدون جدوى ، في اليوم العاشر وبعد يأس طويل طرقت بابه الساعة العاشرة ليلا ، رجل غريب دخل لداره مطالبا إياه ب 50 الف دولار ، ليست فدية لولده لكنها قرض على ولده ، قال صاحبنا لذلك الرجل ، طيب حينما يأتي ولدي تعال وخذها منه ، أجابه لا هيأها لي وستجد ولدك عندك ، إذن هذا هو الخاطف ، وقال مهددا من الأفضل لولدك عدم أخبار الشرطة ، وأن تصورت اني أتيت لوحدي فأنك واهم ، هناك في الشارع قبالة دارك سيارتان لنا ، ونحن لن نتصل بك عن طريق النقال بل نحضر لك بأوقات نختارها نحن ، يقول صاحبي درست الأمر وجها لبطن فوجدت أن لا خيار لي غير ذلك ، بعد يومين أتاني شخص أخر كما يقول صاحبي وقال ، هيأ لولدك 100 الف دولار وعرفنا انك من عائلة جيدة وأنت رجل مسالم فماذا تقول ، قال صاحبي وما هو الضمان لتسليمه لي ، قال الخاطف لا ضمان لك أبدا ولا خيار إلا واحدا فقط ، ( سلم بلم ) ، قلت له حاضر ، قال إذن غدا موعد التسليم والاستلام ، يقول صاحبي هيأت المبلغ كاملا وانتظرت مقدم ولدي مع خاطفيه ، مرت ساعات الليل الأولى ثقيلة ولم تطرق باب داري كما يقول ، الساعة الرابعة والنصف فجرا طرقت الباب طرقا خفيفا ، عرف صاحبي أن الخاطف أتى ، يقول فتحت باب الدار فإذا بسيارة وولدي يجلس في المقعد الخلفي محاطا بأزلام غي ملثمين ، قال هذه أمانتك ناولني أمانتي ، أنزلو ولدي وأعطيتهم المبلغ المقرر وغادروني في حينهم ، الغريب ان ولدي لم يعرفني ولم يكلمني بحرف أبدا ، سحبته من يده لداخل الدار فاستجاب طوعا ، نكلمه لا يرد علينا ، نسأله لا يجيب ، ذهبنا به الى بغداد في نفس اليوم وعرضناه على طبيب نعرفه ، قال الطبيب لهم أن الشاب أخذ جرعات من ( الهروين ) أو غيره ، لذا يتوجب عليكم متابعة حالته النفسية والصحية لاحقا .
لا أقول شيئا ولا أعلق بحديث ما لأننا بدولة القانون ، بل أحدث من يقرأ كلماتي هذه وأقول ، ( يرحم والديه اللي يعرض جناسينه العراقية للبيع ) ، ونعرف أنها لا تساوي ثمن ورقها ، ومع ذلك نمد أيدينا كما المتسولون ونقول لمن يقرأ كلماتنا ، ( مروتكم جدوا لنا من يمنحنا جنسية ما وحتى وأن كانت أسرائلية ) ، فاليهود ارحم علينا من أبناء جلدتنا ، بل من ديننا ، بل من مذاهبنا ، ألم يقل الله بكتابه العزيز ( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا ) ، وأنا أخاطب الخالق قائلا له ، لا يا ربي أن أرضك غير واسعة فقد ضيقها علينا الحكام الجوف في كل الدنيا ، ناهيك يا رب أن عراقنا ضيقوه علينا فلا حق لنا ان نعيش في كردستان مثلا ، ولا في المحافظات التي تحمل هوية مذهبية معينة ، فلمن نشتكي أيها الرب العظيم ، للإضاءة ........... فقط .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص
![](https://i4.ytimg.com/vi/WVJszRaW4to/default.jpg)
.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن
![](https://i4.ytimg.com/vi/ZV-Z-TqRKkQ/default.jpg)
.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي
![](https://i4.ytimg.com/vi/tiwRf0VkLmM/default.jpg)
.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد
![](https://i4.ytimg.com/vi/G5BNz7ZJ_Zw/default.jpg)
.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر
![](https://i4.ytimg.com/vi/mN7n4b8XFKQ/default.jpg)