الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكلمة المتقاطعة أركان

زكرياء الفاضل

2011 / 4 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الكلمة المتقاطعة أركان
تميّز الشعب المغربي في جوّ الربيع العربي بهدوئه وصلابة عزيمته في التغيير وطموحه العنيد لبناء مجتمع مدني حضاري وديمقراطي، لكن يظهر أنّ هناك من ضايقه نضج الجماهير المغربية فكريا وسياسيا وضاق صدرا بالتطورات الحاصلة في مجتمعنا التي فرضت نفسها على النظام بجسارة وتحد لم يسبقهما مثيل، فعزم على زلزلة الاستقرار الأمني للمغاربة وزرع الاضطراب في نفوسهم لعلّهم يتراجعون عمّا هم فيه من "غي". ولم يجد من سبيل لتحقيق غايته الدنيئة غير عملية إرهابية أودت بحياة أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم يسترزقون أو أحبوا المغرب وفضلوه عن أقطار أخرى.
قد يكون من الصعب التنبؤ بمن وقف وراء هذه العملية الشنيعة حيث الظرف الزمني يمكن أن يضع في قفص الاتهام عدة جهات من الممكن جدا أن تكون لها مصلحة في العملية الإرهابية:
1. المخابرات المغربية: وتستهدف ترويع المجتمع المغربي ليتراجع عن مطالبه في التغيير خاصة المطالبة بمملكة برلمانية بعدما فشلت في تشويه صورة حركة 20 فبراير، ثم فرض نظام الطوارئ لمنع الاحتجاجات الشعبية المستمرة.
2. جهات بالسلطة محافظة: وتطمح لإرغام القصر على المضي في النهج القديم المحافظ للحكم بالمغرب لما اكتسبت من امتيازات ومصالح من خلاله.
3. جهات أجنبية: وقد ضايقتها خطوات المغرب نحو دمقرطة المجتمع، وقد عبرت جهات عربية رسميا عن قلقها من تنازلات النظام لصالح الشعب رغم بخلها، فقررت "إقناع" النظام المغربي بعدم صحة نهجه.
4. جهات أصولية: اقتنعت أنها لن تسيطر على حركة 20 فبراير وبالتالي لن تتمكن من فرض شريعتها على المجتمع وإقامة دولتها الأخوية حسب التصور السلفي، خصوصا وأن التيارات البارزة، ليس فقط في حركة 20 فبراير بل وكل الحركات الاحتجاجية في العالم العربي باستثناء، ربما، اليمن وليبيا، يسارية وديمقراطية. وهذه الوضعية بيّنت هشاشة إدعاءاتها حول شعبيتها وقوتها السياسية في المجتمع.
5. عصابة إجرامية: الهدف من عمليتها الإرهابية تصفية حسابات أو إظهار القوة لمنافسيها.
مهما يكن من الأمر ومهما يكن المخطط لهذه الجريمة في حق الإنسانية تبقى الجهات الأمنية هي من تتحمل المسئولية لأنها لم تقم بواجبها المباشر وهو توفير الأمن للمواطنين والضيوف خاصة وأن لها تجربة من واقعة الدار البيضاء. وكان عليها من المفروض توفير حماية ساحة جامع الفنا بشكل أكبر وذلك عن وضع بوابات أمنية يمرّ عبرها كل راغب في الدخول للساحة وتربط بينها حواجز مع انتشار لرجال الأمن حول الساحة وداخلها. لكن أمننا لا يكون نشيطا إلا في مطاردة الدكاترة والمجازين العاطلين أو الجماهير الشعبية عندما تنتفض ضد الظلم الاجتماعي والتهميش السياسي والاقتصادي. والسبب في ذلك أن رجاله يؤدون قسم الإخلاص للملك لا للشعب مما يجعلهم يتفانون في حماية القصر ويتقاعصون في توفير الأمن للمواطنين الذين في نظرهم حشرات وأوباش لا يستحقون اهتمامهم. إن الزائر للمغرب سيلاحظ كيف أن أحياؤهم تنعم بالأمان بتوفير الحماية اللازمة لها بينما الأحياء الشعبية غارقة في الجريمة وخير دليل ما حصل بمدينة سلا من فترة غير بعيدة أو حي العكاري أو يعقوب المنصور بالعاصمة الرباط حيث تجار المخدرات يقفون علانية بالشوارع يوزعون سمومهم على مراهقينا وشبابنا دون مراقب ولا محاسب. وكذلك الوضع بالدار البيضاء ومراكش عينها وباقي المدن المغربية.
لننتظر ما سيتمخض عنه البحث واضعين كل الاحتمالات الأعلاه نصب تفكيرنا دون تطرف في التحليل ولا انسياق وراء العاطفة. ولندين جميعا هذه الجريمة أشد إدانة وليحيا مغربنا بلدا ديمقراطيا آمنا كما عهدناه ولتقطع كل يد، كيفما كانت ومن أينما أتت، تستهدف أمن شعبنا وطموحاته الديمقراطية المشروعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طائرات بوينغ: لماذا هذه السلسلة من الحوادث؟ • فرانس 24 / FRA


.. رفح.. موجات نزوح جديدة وتحذيرات من توقف المساعدات | #غرفة_ال




.. جدل الرصيف الأميركي العائم في غزة | #غرفة_الأخبار


.. طلاب فرنسيون يطالبون بالإفراج عن زميلهم الذي اعتقلته الشرطة




.. كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية