الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاتل..سني في البحرين وعلوي في سوريا

زينب رشيد

2011 / 4 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بمثالية أفلاطونية قاتلة، وليس من نتائجها إلا قتل صاحبها وقتل ما تبقى من الشعب السوري، يحاول الشعب السوري ما أمكن عدم التلفظ بمسمى "علوي" اطلاقا، خوفا من الصاق تهمة الطائفية بثورتهم البيضاء السلمية الرائعة التي تعبر الى أسبوعها السابع اليوم بمزيد من الصمود والاصرار على نيل حقوقهم في القضاء على النظام العائلي الطائفي الديكتاتوري المجرم الذي أباد الى اليوم حوالي سبعمائة من أحرار سوريا متجاوزا بذلك اجرام من سبقوه من الطغاة البائدين الراحلين وغيرهم ممن يعدهم شعبهم بالرحيل القريب، ومنسوب القمع الدموي الكبير الذي مارسه نظام الأسد الابن كنت قد توقعته في أكثر من مقال وحتى قبل اندلاع شرارة ثورة الحرية والكرامة.

في المقابل فان النظام العائلي السوري مارس الطائفية في كل مناحي الحياة السورية، بشكل واضح وفاضح، عاش تفاصيله كل الشعب السوري على مدى أربعين عاما، فقادة الجيش الكبار جلهم ان لم يكونوا كلهم من الطائفة العلوية، وقادة فروع الأمن السياسي تحديدا كلهم من الطائفة العلوية، ورؤساء بقية الأجهزة الأمنية الكثيرة والمتنوعة والتي يصعب تعدادها وتسميتها كلهم من الطائفة العلوية، وان وجد غير علوي هنا أو هناك فان قيمته لا تعدو كونها مثل قيمة نائب الرئيس فاروق الشرع ابن مدينة درعا المحاصرة والذي لم يتمكن أمام كل تلك المجازر التي ارتكبت بحق أبناء شعبه عموما وأبناء مدينته درعا خصوصا، إلا من قول بضع كلمات مؤكدا ان رئيسه سيرضي جميع الاطراف في خطابه أمام مجلس المنافقين، فما كان من رأس هذا النظام إلا أن ضحك وضحك وضحك في استهزاء صارخ بالدماء التي سالت، وما كان من مجلسه غير الموقر إلا التصفيق والتطبيل والهتاف باسمه والادعاء بأن الوطن العربي لا يتسع لمواهب الديكتاتور وانه يستحق أن يقود العالم كله.

في كل فرع أمني علوي له كلمة الفصل وله الأمر والنهي في ذاك الفرع، وفي كل مؤسسة علوي يصل نفوذه الى حد الشراكة في تلك المؤسسات الحكومية، وفي كل دائرة علوي لا تمر معاملة إلا بأمره، وفي كل مشروع اقتصادي حكومي وخاص هناك علوي يشارك الحكومة بأكثر من النصف في مشاريعها ويشارك الأفراد بأكثر من ثلاثة أرباع مدخولهم.

في كل محافظة هناك العديد من "الكانتونات" العلوية أو بلغة أبناء عمومتنا اليهود "غيتو" لا يسمح بدخوله والسكن فيه إلا لعلوي، وعلوي موال بالتحديد، وتلك الكانتونات معروفة في كل المحافظات باسم مساكن الضباط، وهي بعبارة أخرى "مخازن قتلة ومجرمين"، ومنها تحديدا أطلقت النيران باتجاه مسيرات أبناء درعا الذين توجهوا من كل قراها بالأمس في محاولة لرفع الحصار الذي لا وجه شبه اطلاقا من حيث القسوة والفظاعة مع الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة، وكنت قد كتبت مقالا بعنوان عن سوريا وحاجتها الملحة لأساطيل الحرية قبل حوالي العام وذكرت فيه قبل أن تتعرض سوريا لما تتعرض له اليوم من حرب ابادة بكل معنى الكلمة أن يتوجه العالم بأساطيل حرية الى سوريا عوضا أن يتجه العالم ومعه سوريا بأساطيل الحرية الى غزة، وأكدت في تلك الفترة وليس الأن أنه مع كل الحصار المضروب على غزة فان الأحوال الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية وحريات الناس هي في غزة أفضل كثيرا مما هو موجود في سوريا، على الأقل لغاية وصول حلفاء النظام السوري في حركة "حماس" الى موقع التحكم في الناس هناك عبر انقلابهم الدموي الأسود.

وفي حرب الابادة المستمرة حاليا ضد الشعب السوري، فان العلويين وحتى يميزوا أنفسهم عن البقية من العسكريين ورجال الأمن المتواجدين اجباريا في ميادين التظاهرات، فقد ربطوا على سواعدهم شارات بلون مشترك تعطيهم ضوءا أخضرا أن يمعنوا في البقية، جيشا وشعبا ورجال أمن من غير طائفتهم قتلا واغتيالا، للشعب في رؤوسه وصدوره وللجيش والأمن في ظهورهم، وقد فعلوها حتى بدون أن يرفض الجندي أو رجل الأمن المختلف أن يطلق النار وبتعليمات من قياداتهم الميدانية وهي كلها علوية تلقت التعليمات بدورها من رأس الدولة وأخيه وعائلته وصهره، فقط ليثبت روايته الكاذبة بوجود مجموعات مسلحة وانها تطلق النار على الجنود ورجال الأمن وتقتلهم.

أبناء الشعب السوري يعرفون كل ما ذكرت وأكثر منه بكثير ولكن لا أعلم لماذا يتشبثون بتلك المثالية القاتلة التي ان استمرت ستودي بهم جميعا، من خلال اصرارهم على عدم ذكر القاتل بالاسم الطائفي له، فقد أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك بأن ثورتهم هي ضد الظلم والطغيان ومن أجل الحرية، وهي ضد من يسيطر على السلطة ويغتصبها ويمارس أبشع صنوف القتل والتعذيب والقهر والتجويع بحقهم سواء كان علويا أم غيره، فالطغيان والديكتاتورية لا دين ولا مذهب ولا طائفة ولا قومية لهما.

ان ذكر السوري لمذهب قاتله لا يعتبر نقيصة ولا وصمة طائفية بحقه، ولكن هو كذلك بحق القاتل الذي جًيش طائفته لتتحول لجيش من رجال الأمن والمخابرات تستبيح أرواح السوريين وحرماتهم من كل الطوائف، وهنا لا يمكن لأي سوري أن يكون علويا أكثر من العلوي ذاته، لأن الجميع رأى وسمع المعارض السوري "العلوي" السيد وحيد صقر الذي يلاقي احتراما واسعا في الشارع السوري وهو يقول ان عشرين بالمائة من أبناء الطائفة العلوية قد استفادوا من النظام الطائفي، وهؤلاء العشرين بالمائة هم حوالي ثلاثمائة ألف، هم كل القتلة والمجرمين من منتسبي الأمن والمخابرات والحرس الجمهوري وهؤلاء الذين يقطنون في الكانتونات الطائفية ومعهم هؤلاء الذين يشدون على أذرعهم شارات موحدة الذين يفتكون اليوم بالجيش قبل الشعب في سوريا.

ليس كل مسلم ارهابي ولكن كل ارهابي مسلم إلا فيما ندر، هذه قاعدة تنطبق على أبناء الطائفة العلوية في سوريا، فليس كل علوي قاتل للشعب والجيش، ولكن كل القتلة هم علويون بالضرورة إلا فيما ندر، وهنا فانني أطالب الثمانون بالمئة من الطائفة العلوية الذين ينتمي اليهم عارف دليلة وغيره من خيرة أحرار سوريا الى التبرؤ العلني اليوم قبل الغد من أفعال القلة القليلة من أبناء طائفتهم.

سيقفز الكثيرون بوجهي وسيتهمونني بالطائفية والمذهبية وردي المسبق عليهم هو أن يقرأوا ما كتبت بخصوص ثورة أهل البحرين وقبله عن معاناة الشعب العراقي في ظل وبعد الخلاص من الطاغية البائد صدام حسين، حين لم أتردد أن أذكر القاتل في كلا الحالتين بأنه "سني" مدعوم من سني، ولدافع طائفي بغيض تم تجييش الجيوش السنية والوهابية ضد الشعب البحريني في سبيل اخماد جذوة ثورة شعبه التي وان خمدت الان فانها قابلة للاشتعال في كل لحظة، ومحاولة منهم لاعادة عقارب الساعة الى الوراء في العراق حيث لا يمكن أن تعود، اضافة لذلك فان لا طائفة لي إلا الانسان وكرامته و لا دين لي إلا الانسانية التي تسمو بنا جميعا في هذا العالم فوق الدين وشروره.

في كل الحالات سينتصر الشعب السوري على جلاديه، سواء ذكرهم بالاسم أم لم يفعل، ولكنه ان فعل فانه سيشكل عامل ضغط على الغالبية غير المستفيدة من العلويين وهم مقهورين وعانوا ماعاناه بقية أبناء الشعب السوري من باقي الطوائف والمذاهب والأديان باتجاه التبرؤ من جرائم النظام المتلفح بالطائفة ومعه كل أذنابه، وسيرفع الغطاء عنهم باتجاه تعريتهم وفضحهم مما يسهل على الشعب التخلص منهم ويوفر كثيرا من الدماء في طريق الحصول على حريته وبناء دولته المدنية الديمقراطية التي ستتسع لجميع أبناء الوطن دون أن يكون لطائفة دون غيرها حق السيطرة على كل المناصب الأمنية والعسكرية والاقتصادية، أو يسمح لأبناءها بانشاء كانتونات طائفية لا غرض لها إلا الاشارة للجميع بأن أسيادكم هنا يقطنون فلا تقتربون.

الى اللقاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
نبيل السوري ( 2011 / 4 / 30 - 11:21 )
القاتل هو نفسه في الحالتين
هو الغاصب الفاسد القامع الناهب
هو لايهمه أي انتماء لاديني ولا مذهبي ولا بطيخين بل يهمه أن يبقى في الحكم ثم يورثه لفلذة كبده
هو لايسمع آهات المعذبين إن كانوا من طائفته أو من أي طائفة أخرى، فهؤلاء هم فقط ليسبحوا بحمد الحاكم وليشكلوا الشعب الذي لابد منه من أجل الحكم والنهب

سيدتي: الطاغية هو نفسه لايتغير في كال الدنيا، وكل ما يقال عن انتمائه الطائفي هو تفصيل يستعمله الديكتاتور النذل كأحد لعبه التي يتقنها ليواجه بها الشعب حين تأزف ساعة الرحيل


2 - من أفضل المقالات
علي السوري ( 2011 / 4 / 30 - 18:58 )
هذه من أفضل المقالات التي قرأتها لكتاب عرب عن الوضع في سورية. وأرجو من الكاتبة القديرة أن تخصص مرة اخرى مقالا عن موقف حركة حماس وغيرها في دعم النظام المجرم في دمشق، وكذلك الكثير من الاسلاميين المطبلين لما يسمونه نظام الممانعة. وشكرا
ملاحظة: أعجبتني ايضا مقالة للكاتب الفلسطيني نضال الصالح، عن معاناته في كل مرة كان يزور فيها سورية مضطرا، بما انه كان يستعمل مطار دمشق للوصول الى الاردن من احدى الدول الاشتراكية السابقة. وهذا ما يكذب ادعاء ابواق النظام عن فتحهم الحدود لكل مواطن عربي بدون سؤال عن خلفيته.. وان ذلك ادى لخول افراد سلفيين وانهم من فجروا الاوضاع هناك؟؟


3 - لسنا ضد أو مع الحاكم
ابن البلد ( 2011 / 6 / 19 - 10:50 )
من الظلم إتهام السنه أو العلوي ، البشر ليسوا منتشابهين منهم الصالح ومنهم الطالح ليس كل حاكم سني سيء او علوي غير سيء في البحرين مطلوب اصلاح سيطال السني والشيعي على حد سواء في سوريا كذلك انما الفرق بين هنا وهناك هو استعمال السلاح بعض المنافقين والوصوليين في سوريا استعملوا السلاح ضد الدوله قوات امن او جيش وهذا مرفوض بالقطع ليس في سوريا فقط بل حتى لو كانت امريكا او اوروبا عند قيام السود بامريكا باحتجاجات تدخلت القوات العسكريه لإيقاف الاحتجاجات في المانيا عندما قامت مجموعات مسلحه بعمل عسكري لم تسكت الحكومات المتعاقبه على الحكم إلا وعملت على إخماد هذه الاحتجاجات وكذلك إيطاليا وبريطانيا كذلك في إيرلندا فهل مسموح لهم الدفاع عن مصالح شعوبهم ومحرم علينا من قام بأعمال القتل والسطو والتنكيل بإبن بلده وهم من منتسبي حركة الاخوان المسلمين والتي توجد زعمائها في أحضان بريطانيا وامريكا وهم متآمرون مع العدو هل سيكون فعلها لصالح الشعب السوري وهو الشعب الممانع والمقاوم للهجمه الغربيه الامريكيه على منطقتنا وهي الحامي والراعي بعد أن كان الصانع لما يسمى بدولة إسرائيل اشك في ذلك والايام ستكشف زيف ادعائهم


4 - الاوضاع في المنطقه
احمد حسن عداي ( 2012 / 3 / 17 - 12:51 )
السلام عليكم اخوان احنا لابد ان نعرف ان البلد الذي يوالي ايران يكون محارب ولا يمكن لحكام العرب ان يعطوني تفسيرا واضحا حول سكوتهم عما يجري في البحرين والحرقه على سوريا ممكن اذا يتضح ان البلاد التي هي مع ايران محاربه لانها من الموالين لعلي وال علي ورفضت خلافة الباطل التي تقلدها اولاد الزنا من بعد النبي واخذوها من الامام علي (ع)ونحن مهما يكن فينا فنحن مع اير ان في مشروعها الكبير والسلام عليكم خادمكم احمد من العراق صلاح الدين الدجيل

اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن