الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلاحنا نضالنا وشرعيتنا

الاشتراكيون الثوريون

2011 / 4 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الشرعية الثورية والشرعية الورقية
الملايين من الكادحين .. العمال والفلاحين والجنود والموظفين؛ الذين شيدوا البلاد، وحموها بدمائهم، وأنتجوا المأكل والملبس، ظلوا بعيدا عن صناعة مصير تلك البلاد، بل وحتى عن مايخصهم من قرارات..لكنهم أبدا لم يكونوا أغلبية صامتة خانعة.

فتاريخ الحركة العمالية المصرية يسجل فترات صعود نضالي، قد تليها فترات تراجع، لكنه لم يسجل ابدا موت الحركة العمالية..ومنذ نهاية 2006، وفي الوقت الذي تراجعت فيه حركة التغيير الديمقراطي، تصاعد النضال الاجتماعي، رغم القمع والقهر، محرزا انتصارات لم تقتصر على تحقيق بعض مطالبه الاقتصادية فحسب، بل أنه وعبر نضاله الفعلي أحرز مكاسب ديمقراطية، بانتزاع حق الإضراب والاعتصام، ثم حق التنظيم النقابي، وهما سلاحا الحركة الاجتماعية. بمعنى أن الحركة العمالية فرضت شرعيتها النضالية أو شرعيتها الثورية، وحولت كل تشريعات النظام إلى مجرد حبر على ورق.

تصاعد النضال الاجتماعي أكثر أكثر معبرا عن حالة الغليان في صفوف الجماهير التي انفجرت يوم 25 يناير، وكان العمال في قلب الثورة، وإن لم يكن قلب الثورة العمال والموظفين والطلبة والفلاحين..فمن أين أتت تلك الملايين إذن. ثم قام العمال في المواقع بإضرابات كانت هي الضربة القاضية لمبارك.

لم تجعل فرحة الاحتفال العمال يعتقدون ان الثورة قد انتهت، فقد أدركوا بحسهم النضالي، وبدون بلاغة، أن الثورة لن تكتمل إلا بمواصلة النضال لاقتلاع الفساد الذي زرعه النظام لسنوات طويلة، لن تكتمل إلا بتحقيق مطالب الجماهير في عيشة كريمة متمثلة في أجر عادل وآمان وظيفي، وتأمين اجتماعي وصحي، وفي دعم للسلع والخدمات الأساسية. الأهم هو حق الغالبية الكاسحة من ذلك الشعب في تنظيم نفسها في نقابات، وفي أحزاب تعبر عنهم بحق، دون قيود، تجعل نضالهم آداة في أيدي الأحزاب المترهلة المهادنة للسلطة ولرأس المال.

إن تاريخ الحركة العمالية في العالم، وفي مصر، طوال أكثر من قرن من الزمان، يعطي دروسا وخبرات: فالحكام هم الحكام حتى لو اختلفت درجة وطريقة استغلالهم وقمعهم، سيظلوا متحالفين مع الرأسمالية المحلية والعالمية، تلك التي تجعل الربح، ثم الربح، ثم الربح، هو هدفها، وأية تنازلات تقدمها، فهي تقدمها تحت ضغط نضال العمال، كما تتحين أية فرصة للانقلاب عليها. وإن اختلفت وجوه الحكام إلا أنهم يعبرون عن المصالح نفسها. وهو ما ظهر في القمع الشديد للحركة الاجتماعية، المصحوب بحملة إعلامية لتشويهها.

وفي المقابل فإن الخبرات النضالية، تعكس حقيقة كون العمال، وكل العاملين بأجر، طبقة لها مصالحها، التي لن تكون منحة من أحد، ولن يناضل أحد بدلا منها للحصول عليها، تؤكد فعالية أسلحة الضغط الجماهيرية، وحتمية تشبيكها وتنظيمها، فحق الإضراب وحق التكوين النقابي، الذي انتزعته الحركة من فكي نظام مبارك، لن يفلح الحكام الجدد، ولا الحكومة التي صعدت على أكتاف الثورة في انتزاعة.

في أول عيد حقيقي للعمال منذ زمن طويل، في أول أعياد الثورة.. نشهر أسلحتنا النضالية في وجه أي سلاح.. ونفرض شرعيتنا الثورية، أمام كل الشرعيات الورقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30