الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصل الدين عن الدولة مطلب شرق اوسطي للنهضة

فادي البابلي

2011 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يتحدث الكثير من الناس حول فصل الدين عن الدولة وهناك من يتقبل هذا الامر وهناك من يرفضه من يتقبلون هذا الامر اغلبهم يتبعون الحركة اليسارية العلمانية اما من يتمسكون برفض هذا القرار هم من يعتبرون ان الدين هو اساس الملك وينتمون الى احزاب دينية ان كانت مسيحية او اسلامية لمن الجانب المسيحي قليل جدا خصوصا في المنطقة العربية حيث يدور محور حديثنا حول فصل الدين عن الدولة في منطقة الشرق الاوسط والجانب العربي الذي يفرض في دساتيره دين الدولة هو الاسلام فقط من ما يشكل عقبة كبيرة جدا امام الكثير من القرارات والاحداث الجانبية التي يمر بها عامة الشعب..

وعلى سبيل المثال في الجانب المصري هناك ما نسبته 40% مسيحيين اقباط مصريين بعد حدوث الثورة في مصر قرر الساسة المصريون تعديل الدستور وقد طالب الاقباط بالتغير وليس التعديل لما يتضمنه الدستور المصري من نصوص ظالمة للشعب المصري واولها حول الاعتداءات التي تحدث للاقباط دون اي رادع في القانون المصري للمعتدين وفي الرواق الاخر ان دين الدولة هو الاسلام لهذا لا يسمح للرئيس قبطي ان يستلم الحكم او يغير في النصوص المصرية والكثير من الانتكاسات للجانب القبطي في هذه السياسة الظالمة وليس هذا فقط هناك الاعتراضات والشكاوى كثيرة من قبل الجانب القبطي على هذه السياسات الدكتاتورية كما ان المطالبات بعد الثورة المصرية بفصل الدين عن الدولة ذهبت ادراج الرياح نسبة الى ما اسموه ان الاغلبة في مصر هي مسلمة لهذا يجب ان يكون دين الدولة هو الاسلام..!



هذا كان جانب فقط من الاحداث التي تجري في الشارع العربي حول دين الدولة ولا يقف هذا الامر على الاديان بين الاسلام والمسيحية لكن هناك جوانب اخرى منها سياسي واقتصادي واجتماعي حيث يفرض دين الدولة الكثير من الحواجز بوجهة نظري على الافراد في المجتمع من حيث طريقة الحريات والانظمة المتبعة في الكثير من الاماكن ويتعبر دين الدولة وأحياناً "الدين الرسمي للدولة" في بعض البلدان "الكنيسة الرسمية للدولة" هو عقيدة دينية أو معتقد ديني تتبناه دولة ما بشكل رسمي في دستورها.

اما حين نقول نريد فصل الدين عن الدولة فهذا لما يتمتع بهِ هذا القرار من حرية للتعبير والتفكير ونقلة نوعية على الصعيد السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي وان لا نبقى ممزقين ومنشقين على بعضنا بفرض دين على اخر لما في ذالك من اعتداء على الدين الاخر ويعتبر فصل الدين عن الدولة بمصطلح اخر " العلمانية " والتي تعني وعدم إجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية. ينطبق نفس المفهوم على الكون والأجرام السماوية عندما يُفسّر بصورة دنيوية بحتة بعيداً عن الدين في محاولة لإيجاد تفسير للكون ومكوناته والعلمانية في العربية مشتقة من مفردة عَلَم وهي بدورها قادمة من اللغات السامية القريبة منها؛ أما في الإنجليزية والفرنسية فهي مشتقة من اليونانية بمعنى "العامة" أو "الشعب" وبشكل أدق عكس الإكليروس أو الطبقة الدينية الحاكمة؛ وإبان عصر النهضة بات المصطلح يشير إلى القضايا التي تهم العامة أو الشعب بعكس القضايا التي تهم خاصته. أما في اللغات السامية ففي السريانية تشير كلمة ܥܠܡܐ )نقحرة: عَلما) إلى ما هو منتمي إلى العالم أو الدنيا أي دون النظر إلى العالم الروحي أو الماورائي، وكذلك الأمر في اللغة العبرية: עולם )نقحرة: عُولَم) والبابلية وغيرهم؛ وبشكل عام لا علاقة للمصطلح بالعلوم أو سواها وإنما يشير إلى الاهتمام بالقضايا الأرضية فحسب لما تشكله من اهمية بالنسبة للبشر الذي يسكنون الارض اما بخصوص العبادة والروحانيات فهذه تعتبر خصوصية بين الفرد والاله ولا يتدخل فيها اي شخص او يدخلها في الدولة له الحق ان يتعبد لكن ليس له الحق ان يفرضها على غيره بموجب قوانين ودساتير..

ولو نظرنا الى الجانب الغربي في تطبيق قانون فصل الدين عن الدولة لوجدناها مزدهرة وقوية على الصعيد السياسي والاجتماعي والرياضي والاقتصادي ومن اولى تلك الدول هي امريكا وكندا والهند كورية الجنوبية فرنسا وتركيا حيث اتبعت هذه الدولة واخرى في منطقة اوروبا وامريكا بقارتيها وبعض دول اسيا منها تونس قبل سقوط بن علي ومصر في عهد مبارك وجدنا انفتاحا كبيرة وحريات كثيرة على الكثير من الجوانب ولو قارناها في دول اخرى تلتزم بفرض دين الدولة على القوانين وعامة الشعب لوجدنا ان لديها خلل كبير وكبت وقمع للحريات ما بين الافراد..

وهنا نحن لا نقول اننا نريد دولة علمانية وفصل للدين عن الدولة على حساب الاخلاق والانسانية والقيم السماوية واديانها والعبادات فيها وانما نريد دولة لها الحرية في كل شيء وليس العلمانية التي تنفي الاديان وما الى ذالك فهناك للعلمانية نوعان كما وصفها د عبد الوهاب المسيري حين كتب العلمانية نوعان علمانية جزئية التي تهدف إلى فصل الدين عن الدولة وهي العلمانية التي فشلت فيها الأنظمة العربية،وعلمانية شاملة أو مطلقة وهي منبوذة بشكل مطلق وهي علمانية الماركسيين والشيوعيين وتهدف إلى فصل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية عن مجمل حياة الإنسان.

ختاما نحن نريد فصل الدين عن الدولة لما له من فوائد على الدول وشعوبها على جميع الصعد نريد مبدأ آخر جديدا يعلو على التجربة الدينية في حكم الدولة ويفوقها، لكنه من جهة أخرى لا يخرج عن العقل ونطاق ذاتيته نحن نطالب باخذ حريتنا في القانون وفي المجتمع عبر فصل الدين عن الدولة وحتى تأخذ كل الطوائف حقوقها كاملة بغض النظر ان كانت اكثرية او اقلية يجب ان يعتمد الحكم على مبدأ عادل في تقسيم كل شيء ولا يوجد افضل من العلمانية لتحقيق هذه المطالب كاملة وسوف اختم مقالتي بمقولة شهيرة للفيلسوف السويسري جان جاك روسو

" الحرية صفة اساسية للإنسان، وحق غير قابل للتفويت، فادا تخلى الإنسان عن حريته فقد تخلى عن إنسانيته وعن حقاقه كإنسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها