الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيرة في معايير النضال السوري الجديد

فايز السايس

2004 / 10 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


غلبني النعاس وأنا أمعن النظر وأتمعن في مفاهيم التطبيل والتزمير الجديدة وأساليبها المتطورة التي تتردد على ألسنة وأقلام الكثير ممن ألتأتت عليهم مواقف التاريخ المحسوسة والمسؤولة , نظراً لمعركة الشد والحسم , أو المد والجزر في صورة بريقية من مشهد مائع تكاد تعجز عنه القيادة السورية نفسها عندما تتذكر وتستحضر بطولات مناضليها البعثيين .
ولا أعرف هل من الممكن أن تقام سرادق العزاء البطولي لتمجيد هذا وذاك , والتهويل من لغة الخطاب الديماغوجي على رؤوس شعبنا المسكين الذي لا يمتلك قوت يومه , ولم يكن يعلم بأن الطبالين الجدد ممن يطلق عليهم لسان المعارضة الأخلاقية أضحوا منغمسين في لعبة خراب البيت السوري من خلال ما قد نسوه أو تناسوه وهم يجعلون من فوضى الأشياء عامل انتصار وانضباط لمسيرتهم المقدسة والتي تعجز عنا منابر دول الرغيف والقلم والعدل والكفاية أن تقدمها حرصاً على كثرة النفاق الاجتماعي ذات الصيغة الارتكاسية , وكأن خطابهم هو تحفيز على نكسة جديدة في لغة النضال التي يريدون الاصطياد في مائها العكر , معاودين كرة الليل والخيل والبيداء تعرفهم .
على عجالة قد لا أحبذ الخوض في غمار آصائلها وأيائلها , أقرأ الجديد والجديد والجديد , عن خطاب اليوم الآخر أو ما أحب أن أسميه خطاب المسافات الطويلة ( ليس على خلفية رواية سباق المسافات الطويلة ) هذا اللغو الصارخ الآثم الواهي المحشرج قد أبتلع أقاصيص الآخر الحقيقي الموجود , وبنى سياق جديد , مساره مرصوف على أخاديد مآثر المعتقل البطل المتفاني , ناسين أن التفاني هو الحرص على الذات والموضوع كما هو الحرص على الدور والموقف , وإذ نسوا السوريين أن لعبة الاعتقالات هي لعبة سياسية , (( كلمة حق يراد بها باطل )) فلا ينسوا أن الاعتقال للناس الذي يطبل لهم من أعرفه أو لا أعرفه هي لعبة قذرة يجرها أنفسهم من الذين يجدون دالتهم وضالتهم في الاقبية والزنازين والمعتقلات ( الانتركونتيننتل ) . فمن يتاجر بلعبة الموت لا يريد من هذا الموت إلا ابتلاع أصحاب الأحلام الرقيقة والمقصود هم الشعب نفسه , فبعض المعتقلين الذين يتاجرون بحريتهم تجارة الشتاء والصيف هم أشد خبثاً , وأكثر دهاء ومكراً , وخطراً على الشعب والوطن .
ابعدوا عن الشعب , ابعدوا عن الشعب , ابعدوا سمومكم عن الشعب السوري المسكين , وأتركوه يعيش حياته حرة كريمة بين كرامته و رغيف الخبز حتى ولو قتله الطاعون , أبعدوا يا من تتغنون بالرموز المعتقلين في أقبية النظام , أرفقوا بالشعب أرفقوا به , ليس المطلوب من النظام أن يرفق بالشعب بقدر ما هو مطلوب منكم أن تبعدوا عن أمنه وراحته وسلامة دهره .
لا يريد منكم هذا الشعب أن تغصصوه بأسماء المعتقلين والتي أصبحت تجارتكم المعهودة , لا يريد منكم حكومة فيها رياض سيف وزيراً للصناعة , ومأمون الحمصي رئيساً للبرلمان , ولا عارف دليلة وزيراً للاقتصاد الوطني , ولا أكثم نعيسة وزير عدل . مع احترامي لجميع الأسماء المذكورة , ودون همزاً من أي أسم فيها ,لا نريد لذة ألم حي , نريد لذة خصب وربيع , وعلاج ألم .
إذا كنتم من الذين يحبون هذا الشعب فكفوا بلائكم عنه . لأنه يريد منكم الراحة والسكينة و( عمار الدار السورية ) , لسنا بحاجة تذكير إلا بما قد نسيناه , لسنا بحاجة شيء أكثر من الإصلاح والأعمار والانتعاش والرخاء وسد أفواه جائعة , وحرية الوطن والمواطن في مأمن ومسكن ومأكل وملبس .
لا بد أن تتوجه الأفعال لشيء أسمى من لغة التحريض والأحقاد الدفينة التي تتدافع فيها الألسن على عتبات هرج ومرج واستحالة وعدم مبالاة , وكما المسيح أدمى روحه ليفطرها على راحة الناس وإنقاذهم قبل طاعة الله , وكما كلنا راعٍ وكلنا مسؤول عن رعيته , كذلك كلنا سورية وطناً وشعباً ومسؤولية .
والى الباقي من الحديث الذي لن ينتهي .
د . فايز السايس . حزب النهضة الوطني الديمقراطي في سوريا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير مؤسسة -شوا-: الدعوات لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات م


.. بوتين يقيل وزير الدفاع شويغو ويرشح المدني أندريه بيلوسوف بدل




.. بلينكن يحذر إسرائيل: هجوم واسع على رفح سيزرع -الفوضى- ولن يق


.. وزارة الدفاع الروسية تعلن السيطرة على 4 بلدات إضافية في خارك




.. الجيش الأوكراني يقر بأن موسكو تتقدم في منطقة خاركيف الأوكران