الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطوير الاداء الحكومي في العراق بين الواقع والطموح

احمد سردار عارف

2011 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ان الانطباع السائد عن الاداء الحكومي في العراق فيه الكثير من التعتيم والقليل من التخصيص ولكن القاسم المشترك في كلا الحالتين هو وجود وتفشي البيروقراطية وهو مرض اداري مزمن اسبابه واعراضه معروفة ولكن رغم ذلك فانه يستشري وبشكل ملفت للنظر في دوائرنا الحكومية رغم وجوده في كل دول العالم وان اختلفت المستويات والملامح، ان الاداء الحكومي في العراق بحاجة ماسة الى تطوير وهو امر فيه الكثير من المصارحة والشفافية وكذلك الارادة لمواجهة الاماكن التي تحتاج ذلك، فنحن نسمع ونقرأ يومياً عن مشاريع البناء والتطوير في الخدمات الصحية والتعليمية وفي مجال الاسكان اضافة الى قطاعات تشمل وزارات ودوائر ذلك علاقة وطيدة بمصالح المراجعين ولكن اغلب هذه المشاريع تسير في مهدها الى الرفوف والادراج دون متابعة او محاسبة او حتى سؤال، كما ان هناك الكثير من حالات الضعف والاخفاق في الاداء وبمؤشرات عديدة نذكر منها:
1. وجود عدد كبير من التشكيلات الادارية العاطلة كلياً او جزئياً نتيجة لظروف وسياسات واجراءات مثل وحدات التصنيع العسكري ومعامل تابعة لوزارة الصناعة وشركات لوزارات اخرى مع بقاء منتسبي هذه التشكيلات على قوائم الرواتب دون عمل.
2. العمالة الزائدة او غير الفاعلة في عدد كبير من الوزارات والدوائر المستقلة وفي كافة العناوين الوظيفية ومستويات الادارة مع وجود وزارت اخرى تشكوا من النقص الشديد في كوادرها.
3. الارتفاع الكبير في مجموع تكاليف الاجهزة الادارية والخدمات الحكومية وكذلك الزيادة الكبيرة للنفقات التشغيلية التي لم تؤدي الى زيادة جوهرية في حجم ونوعية الاداء فمثلاً هل تحسنت خدمات التعليم والصحة وتشغيل مرافق البنى التحتية ونظافة المدن وسرعة ونوعية انجاز المعاملات في دوائر الدولة او حتى هل عادت الخدمات الهاتف الارضي الى حالها السابق عام 2003 على اقل تقدير.
4. ضعف القدرة على الانجاز والتطوير في ميادين ادارة وتنفيذ المشاريع الحكومية مع ارتفاع تكاليفها المالية وانحرافها عن المواصفات الفنية المقبولة والاضطرار الى نقض بعض الاعمال واعادتها من جديد مع اطالة فترة التشييد. وعلى سبيل المثال مشاريع الارصفة وتبليط الطرق .
5. المشاكل والفساد الاداري المستشري في ادارة عمليات التجهيز والمشتريات الحكومية في دوائر الدولة وعدم القدرة على فرض الضوابط المناسبة للحد منها بحيث اصبحت مصدراً لثراء فاحش لاغلب العاملين عليها .
6.المبالغة في اعداد ورواتب ومخصصات شاغلي الدرجات العليا والممتازة وعدم وجود الانسجام والتناسب المطلوب مع رواتب بقية الموظفين وخاصة العقود والاجور اليومية.
لقد اصبح واضحاً وجلياً للقاصي والداني ان مؤسساتنا الحكومية قد وصلت الى مرحلة من الترهل والبيروقراطية والمركزية لدرجة انها اصبحت غير قادرة على مواكبة متطلبات هذه المرحلة وهي البناء والتطوير واعتماد التكنولوجيا في الاداء وتطوير الذات وان هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها دوائر الدولة بحاجة الى الخلق والابداع والمشاركة في العملية الادارية وفي اتخاذ القرار والعمل بروح الفريق وعلى هذا الاساس نحن بحاجة الى الاتي:
1- تطوير المهارات وكفاءات الموظفين وعلى كافة المستويات.
2- تنظيم دورات في فن الادارة الحديث لكوادر الادارة العليا في الدولة.
3- تحديث الفريق الاداري لمؤسسات الدولة الخدمية واستبدال العناصر السيئة لتوفير الخدمات وفق ارقى المعايير الدولية.
4- نشر مفاهيم الصدق والامانة والنزاهة وغرزها لدى موظفي الدولة.
5- الاعتماد على تبني مشروع الحكومة الالكترونية لتطوير الاداء والوصول الى تقديم افضل الخدمات الى المواطنين.
وفي النهاية اصبح من الضروري جداً تأسيس مؤسسة او هيئة لتطوير الاداء الحكومي التي ستكون خطوة مهمة نحو الاصلاح الاداري الذي يعتبر اساس العمل المؤسسي وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العراق للوصول الى التميز في الاداء والجودة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية