الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة 20 فبراير و عيد العمال الأممي

حسن طويل

2011 / 4 / 30
ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية


فاتح ماي هو مناسبة للإحتفال بعيد العمال الأممي و فرصة في البلدان التي تعرف مد نقابي للتقويم و النقد و التفكير في تنمية و تطور آليات الدفاع عن الشغيلة . في بلدان الزيف و الفصام ،هي مسيرات بهلوانية ليس لها روح و إحتفاء كاريكاتوري بالبيروقراطيات المتحجرة التي تحسن ثقافة المتاجرة بالعمال و تتقن فن إجهاض كل محاولة لتحسين و ظعيتهم . عيد العمال في المغرب هذه السنة ، يأتي في خضم الحراك المجتمعي الدي فرضته حركة 20 فبراير للمطالبة بدولة الحقوق و الحريات و الديمقراطية و العدالة الإجتماعية ، مما يجعل من الشغيلة المغربية أحد أهم الفئات المعنية بهذا الحراك هدفا ووسيلة .
الخطاب المهيمن عند حركة 20 فبرايرلحد الآن، هي تعبير عن الفئات العليا من الطبقة الوسطى من إصلاح سياسي ذو الأفق " الملكية البرلمانية " و محاربة الفساد بمقاربة سياسية أكثر ماهي إقتصادية؛ بحيث تركز على الجانب المتعلق بإستفادة بعض الأشخاص من مسؤوليتهم السياسية و الإدارية للإستغناء في حين الفساد في المغرب هيكلي و أكثر تعقيدا و له مظاهر مختلفة ، يجد أساسه في النمودج الإقتصادي المعتمد و نوع الباترونا المسيطرة في المغرب . فالشعارات و القراءات الخاصة بالفساد لم تتطرق لنمودج علاقات الإنتاج السائدة في المغرب التي يغلب عليها علاقات رأسمالية رثة تتميز بالكمبرادورية و الطفيلية و الريع و سيادة قيم الإقطاع و النهب و الإستهلاك في غياب ثقافة الإنتاج و النزاهة و إحترام حقوق العمال .الطبقة الشبه برجوازية في المغرب ،هي في حقيقتها ميسورة -وهذا مايعبر عليه المغاربة بأصحاب الشكارة -أي مالكة رثة لوسائل الإنتاج بدون التشبع بالفلسفة المصاحبة لهذا التملك من حرية المبادرة و قيم الإنتاجية و الحرية و الليبرالية و التقدم الدي نجده لدى البرجوازية في البلدان المتقدمة . الباترونا المغربية تسعى دائما إلى ربط علاقات مشبوهة مع الإدارة للإستفادة من الريع و خرق القانون ، فهي تتصرف بمنطق العصابة لأنها ترى في الربح ،كنتيجة لمدى نجاحها بإستغلال جهاز الدولة عبر علاقات فاسدة مع الإدارة لخرق أو إستغلال القانون، و ليس كتتويج لسيرورة إنتاجية تخضع لمنطق المنافسة الشريفة و إحترام قواعد اللعب في السوق . بمعنى آ خر البرجوازية المغربية الرثة وجودها مرتبط بالدولة الفاسدة و غير مستقل عنها ، ولهذا فهي في تاريخها لم تتجرأ على إسماع صوتها بشكل مستقل عن الدولة لتطالب بمحاربة الإحتكار و تشجيع قيم الليبرالية من حرية و حقوق الإنسان و قيم الفردانية بل بالعكس نجدها في أغلب المحطات الهامة من نضالات الشعب المغربي إلى جانب المخزن . ثقافيا، هي حاملة لقيم المحافظة و الفصام و التخلف و الإقطاع وإقتصاديا، متشبعة بقيم الماصة لدماء العمال عبر الإستغلال البشع لهم و عدم الإلتزام بإعطائهم حقوقهم من دخل كريم و ظروف عمل ملائمة و مكتسبات إجتماعية و مدافعة شرسة عن القوانين المجحفة و السلوكات المشينة التي تمارس في أماكن العمل التي تشبه في جزء كبير منها للإقطاعيات القروسطوية . هي كخلاصة تمثل أكثر نمودج " الجوطية " و ليس " السوق الحديث " و تؤمن بذبح الثور في باب المصنع للحماية من العين و إ لإستتمار في إفساد الإدارة للحصول عللى الربح أكثر .
لكل هذا فحركة 20 فبراير المطالبة ببناء دولة الحقوق و القانون هي موضوعيا و منطقيا مع مطالب الطبقة العاملة و الفئات الدنيا من الطبقة الوسطى في صراعها مع الطبقة البرجوازية المشوهة المسيطرة في المغرب ، و لهذا يجب أن تفكر في توسيع مطالبها لتمس هذه الفئات و في فتح قنوات تواصل معها . إن تحالف الحركة مع هذه الفئات كفيل بإعطائها قوة و مصداقية في نظالها ، فإلتحاق هذه الفئات بالحركة يهدد بشكل كبير دولة المخزن لأنه يمس مصالحها عبر تأزيم علاقات الإنتاج ( هذا ما لاحضناه في آخر أيام حكم مبارك عند إلتحاق العمال حيث كانت بداية نهاية مبارك ).
كخطوات أولى يجب أن يكون لحركة 20 فبراير إستراتيجية لفتح قنوات التواصل والقرب مع الحركة العمالية عبر الإتصال مع العمال الكفاحيين والدعوة لوقفات تضامنية مع العمال خاصة في المصانع و الشركات التي تعرف إستغلال بشع لهم ، و إستغلال أي تحرك لهم للتضامن معهم . أما بالنسبة لفاتح ماي فيجب أن يكون فرصة لحمل شعارات تندد بمدونة الشغل الطبقية و المطالبة بتحسين الأوضاع الإجتماعية للعمال و الشغالين و رفض آخر حوار إجتماعي الدي تم بين البروقراطيات و الدولة و المطالبة بالعدل الضريبي و بإزالة الإعفاء الضريبي الدي يستفيد منه ملاكي الأراضي الكبيرة و بمحاربة بشاعة البرجوازية العقارية عبرإصلاح المنظومة القانونية للعقار و بمحاربة توزيع الأراضي بأثمان رخيصة و تفعيل آليات المراقبة و تشجيع الرأسمال المساهم في التنمية و المحترم لحقوق العمال و المنتج لفائض القيمة (البرجوازية العقارية فعلا مستفيدة كبيرة من دولةالمخزن مما جعل أصحاب الشكارات يتجهون للإسثثمار في العقار ) ،ومن أجل ضرائب متصاعدة على الثروات و بإحترام حقوق العمال و توفير ظروف عمل جيدة لهم . لنجعل من فاتح ماي يوم تكون فيه حركة 20 فبراير لفائدة العمال و من أجلهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل