الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمات خارجة عن القانون

حسن طويل

2011 / 5 / 1
كتابات ساخرة


عندما افتح الجريدة بحثا عن فتاة جميلة ، أفاجأ بأكلة الورود يلتهمون كل شيء ماعدا كراهيتهم و يشربون كل شيء ماعدا الخمر ، غاسول الحمام الروحي ، فأعلن عن غضبي. فأدهب مهرولا لأقرب بائع خمر رديء لأصيب الدماغ بعطل مرحلي، حتى لا ينفلت اللاشعور من عقاله ويتكسر على واقع يمزج بين روح الخمر اللطيفة و روح إمام يرى الدنيا وليمة مجانية و كمية قليلة من النفاق وكثير من المناورات مع السماء .
البارحة مساءا حضرت عرس ، لم أجد تفسيرا لرائحة الحزن فيه ، فالرقصات جريحة والزغاريد مبحوحة و الأبيض الدي ترتديه العروس هو أقرب للباس الموت و غطاء سرير المستشفى و سترة الممرضات . العروسان جميلان لكن خائفان ، والجمال يخجل عندما يلتقي الخوف .أظن أن السبب هو موت قطة للعروس و ربما هذا سبب كاف لجعل كل شيء بين قوسين حتى موسيقى الفرح التي تشبه إلى حد كبير بكاء إمرأة فقدت قطتها.
بعد فطور عبارة عن زيتون أسود و شاي أسود و بقايا خبز قضى ليلة البارحة منتظرا صباح الغد ، خرجت بذلة سوداء مرتديا رجلا أربعينيا أبيضا . وصل الموظف إلى مكتبه بعد أن حيى الكل ماعدا بائع السجائر وعون الخدمة . بعد مدة قصيرة دخل الموظف إلى مكتب مديره ، سكوت ثم ضجة ، مادا وقع ؟ ضرب الموظف مديره و بدأ بالصفعات ، الكل إستفاد من كم قليل من الضرب . خرج الموظف من الإدارة ، سلم هذه المرة على بائع السجائر ، وطلب منه سيجارة أشعلها ثم تابع سيره وعلى محياه رسمت إبتسامة فيها شيء من الأمل وكثيرا من مرارة إنطفأت .
صاح أحدهم في الشارع العام : سلة الخضار تتبعني ، ظحك الجميع من أحمق يهاب السلل. صاح مرة أخرى : زوجتي تلتهمني ، قال أحدهم ياريت كنت في مكانك فأحسن موت أن تأكل من طرف إمرأة .لم يعرفوأ السبب فقد بدأ صديقنا في الجري و الضحك ، توقف ثم دخل مطعما بئيسا ، طلب أكلا و شايا و هو يقول : كيف تسجنون الحمار الطيب في حقل من البصل وتتعجبون لكثرة بكائه.
إرتدت أحسن مالديها، وضعت ميكياجا جميلا و خفيفا و خرجت ، إبتدأت بأكل سندويتش لذيذ ورخيص مصحوبا بجعة باردة في حانة الحارة ، التي ظهر ت فارغة ماعدا زبونها الدائم الذي يهوى غرق روحه في كؤوس الويسكي و دفن جسده في العاهرات المحبطات . إقتربت منه و بدأ الضحك ثم بكت ثم بكى فتصايحا ثم تعانقا فسكتا و في الاخير قبلها و قبلته ثم صاحا على النادل ليزيدهما خمرا وينقص من صوت الموسيقى .
قاما بحمام خفيف ثم إلتحقا بالسرير ، هو فتح كتابه ففتحت مجلتها . خيم سكوت مخيف ، تكلمت ذبابة أراد أن يسكتها فساعدته رفيقته ، في الأخير قتلاها . عاد لكتابه ، فعلت نفس الشيء مع مجلتها . طال السكون حتى صاح ، بعد مدة نهض فأزال لباسه ، فخلعت رداءها . ثم بدأ صوت السرير القديم يتصر على السكوت . بعد مدة و بدون أي كلام عاد لكتابه ورجعت هي لمجلتها و عاد صياح طيران ذبابة أخرى إلا أن هذه المرة كان صوتها حزينا.
كان يحب القنينة ويعشق الخمر ، حتى أنه توسل لنحاث هامشي تشكيل قنينة فوضعها في جحره. كان الكأس مؤنسه و صديقه و عدوه ووسيلة صعلكته ، فهو بديل الزوجة المفقودة و المستقبل المأمول و الفشل المتكرر. فالخمر وشيء من المطر وقليل من الأكل هي سعادته ، وما أحلى أن يحمل القلم ليقضي على أفكارويدفنها في أوراق بعد السكر و ما أجمل أن تأتي إستيهامات لذيذة بعد قتل الدركي المستقر في الدماغ عبر سلاح الخمر .
يتعب كثيرا في إرتداء الأقنعة كل يوم و كل لحظة ، فهو يستخدم بكثرة وبغفراط كلمة " يجب " . فهذه زوجته يجب أن يتعايش معها رغم كثرة إختلافاتهم و شخيرها الليلي و هذا جاره يجب أن يضحك في وجهه مهما تكن الظروف رغم عدم إرتياحه لثرتره ونفاقه و هذا مديره يجب أن يطيعه و يحترمه رغم تفاهته و سطحيته . بعد مرور السنوات ، مل الأقنعة فأصبح وحيدأ و بدون عمل أوجار مستقرا في قبر وظع في شاهده مجموعة من الأقنعة . الكل بكى بدون دمع : زوجته وجاره ومديره وتأسفو على الأقنعة بدله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل