الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الجزيرة-.. هل غيرت مسارها؟

عبدالمنعم الاعسم

2011 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


"الجزيرة"..
هل غيّرت مسارها؟
الحديث عن "فضائية الجزيرة" يدخل، دائما، في صلب موضوع الاعلام الجديد وقدرته على استباق وصناعة الاحداث وليس التعليق عليها كما كان الامر في السابق، ولا يبتعد هذا الحديث، ايضا، عن العلاقة بين الفضائية والجهة الممولة التي هي الحكومة القطرية، والمشكلة، ان الكثير من الكتابات حول هذا الموضوع تنزلق الى التبسيط في رصد محددات الاتجاه العام لاداء الفضائية، وفي تأويل تابعيتها الحكومية، فتعيدهما الى غرفة توجيه اسلامية متحزبة، مرة، والى اجهزة مخابرات دولية مرة اخرى، والى مشروع تآمري اقليمي مرة ثالثة.
المحللون الموضوعيون لا يقللون من شأن خطوط وتشابك الاعتبارات التي تحكم اداء "الجزيرة" ولا يغفلون جملة التناقضات بين المضامين الاعلامية للقناة ومضامين الحكم الذي يمولها، بين انشغالها الحماسي بمشروع الاسلام الجهادي والتيار القومي، وانفتاحها اللافت على السلام (والعلاقة) مع اسرائيل والوجود العسكري الامريكي في قطر. بين الاستطراد في نقد الحكومات العربية (والتركيز اللجوج على انظمة معينة) حد تعريض علاقات قطر بتلك الدول الى التوتر، وكفّ النقد عن دول اخرى لا تختلف الاوضاع فيها عن غيرها.
ومنذ البداية كان المراقبون الاعلاميون قد توصلوا الى استنتاجين اصبحا معروفين، الاول، ان "الجزيرة" ومن خلال الاختراق الذي احدثته في منظومة الاعلام التقليدية والمتخلفة والمخصية في المنطقة زادت من وزن الامارة الخليجية، دبلوماسيا واقتصاديا ومعنويا، على مستوى الاقليم والعالم، والثاني، اخفاق مؤسسات اعلامية اطلقتها دول وجماعات موسرة هنا وهناك في كسر شوكة "الجزيرة" وعزلها والتشويش عليها.
وفيما اندلعت حركة الاحتجاجات في المنطقة شاءت "الجزيرة" ان تضع ثقلها الاعلامي الى جانب هذه الحركة، وان تتصدر الهجوم على الزعامات العربية التي بدأت تترنح تحت اقدام الملايين الغاضبة، والجديد انها كسرت حاجز الصمت حيال بعض الدول التي كانت تنعم بخدمة معينة كانت تحصل عليها من القناة، ولم يكن هذا الموقف ليثير الاستغراب، فان "الجزيرة" تقوم، في الواقع، بترجمة رسالتها المبكرة بتبني عاطفة "الشارع العربي" ونبضه وردود افعاله الى الواقع، حتى في حال تصاعد شعارات التجييش والعنف والاعمال الانتحارية.
وقد يبدو للبعض بان "الجزيرة" غيّرت من إدائها، هذه الايام، ونقلت رسالتها الى ميدان آخر مختلف، وذهب البعض الى افتراض استقالة (وزعل) بعض مقدمي برامجها كدلالة على هذا التحول من مسار الى آخر، فيما الحقيقة تتمثل في ولاء هؤلاء الى دول او الى جماعات نافذة في المنطقة لم يكن امام القناة بـُدا من ضمها الى المغضوب عليهم من قبل المحتجين.
من داخل هذه الشبكة من المجسات والقراءات لابد من الاجابة على السؤال التفصيلي الذي يتشامر به الكثيرون: هل كانت الجزيرة على صواب دائما؟. فاقول، كلا، لم تكن على صواب في جميع مواقفها الاعلامية، بل انها لم تكن حريصة على البحث عما هو صائب، بل عما هو يرضي جمهورا واسعا ومهمشا في منطقة تزخر بالاحداث والمظالم والخوف والجهل.
انها مدرسة "الناس عايزة كده" في نهاية المطاف.
*
" مراقبة الألم من وراء الزجاج شئ مضحك.. كالأطرش الذي يسمع موسيقى".
محمد الماغوط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمة حيادية بسيطة للسيد عبد المنعم الأعسم
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 5 / 1 - 11:08 )
يا سيدي الكريم..قناة الجزيرة التلفزيونية..تشبه اليوم عاهرة قديمة, كثر زبائنها ومعاشريها..تريد أن تتحرر من قواديها.. ولكنها تبقى مربوطة بماضيها وحياتها كعاهرة.. أما عن ابنة عمها التي تدعى (العربية) والتي مارست وتمارس في نفس الشارع نفس مهنة قريبتها تحت إمرة نفس القواد, لا أظن ـ أيضا ـ أنها تستطيع أن تمارس مهنة أخرى.. شــريـفـة!!!...
ألا تلاحظ يا سيدي الكريم, وبلا عجب وتدقيق عندما تسمع حرفيا دون أية فاصلة بسيطة نفس الخبر ونفس الترديد :
B B C
France 24
الجزيرة
العربية
نفس النبأ, نفس الصور, نفس الصيغة الإملائية.
لهذا أبدي تحفظا وريبة.. وأحاول الغربلة والتصفية والغسيل.. قبل تناول أخبار هذه المحطات وقبولها... عذرا ـ يا سيدي الكريم ـ لاستعمالي كلمات غير عادية أو أدبية..ولكنها ـ للصراحة ـ ضرورية.
ولك مني أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل