الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعجوبة الثامنة!!

عمران العبيدي

2011 / 5 / 1
كتابات ساخرة


من خلال سير الاحداث في العراق يتبين ان لاشيء غريب في العراق فكل الاشياء قابلة للحدوث مادامت الدنيا تدور بالمعكوس ، ولم لا فلاشيء غريب غير الشيطان كما يقال .
الجريمة او الجنحة ليست بنوع واحد بل انها متلونة ومتعددة والمشكلة هنا ليس بنوع الجرم بل المشكلة بالقائم به حينما يطالب الانصاف والرحمة ، بل انه لايتوان عن رفع شعار او يافطة تقول ان الله لايحب الظالمين ونسي انه من ظلم نفسه قبل ظلم الاخرين له .
قضية التزوير في العراق اصبحت ظاهرة عامة ومتداولة وخرجت من صنف الافعال المخجلة التي يمكن ان تسبب الحرج للقائم بها، وتحول الى نوع من الجرم الذي يمكن ان يحتسب كأنه جزء من الشطارة والفهلوة، فالشاطر من يستطيع ان يزور وثيقة او شهادة ليتربع على كرسي ليس من استحقاقه ويمكن من جرائه ان يستحوذ على استحقاق غيره ويساهم بهدم البلد والذي هو ليس بحاجة الى هدم جديد.
ان الاستسهال في الاتيان بوثيقة مزورة والشعور بالامان من العقوبة ، وان حصلت فأن تأثيراتها لن تتعدى الفصل من الوظيفة جعلت نسب المزورين يزدادون يوما بعد آخر ، ومثل هؤلاء هم المرتشون ايضا حيث يبدوا انهم امنوا العقاب فعملوا ماعملوا وبأشكال متعددة وطرائق مختلفة.
كل هذا يمكن ان يكون مفهوما في ظل غياب القياسات في دولة مثل العراق حتى اصبح رقم عشرات الالوف من مزوري الوثائق رقما طبيعيا لايثير الاهتمام ، ولكن الشيء غير المفهوم ان ينطلق بعض المزورون في العراق بمظاهرة يطالبون فيها انصافهم واعادتهم الى وظائفهم التي كانوا يمارسونها، فهم علنا يعلنون انهم مزورون ويبدوا ان اية عقوبة لم تمسسهم سوى انهم فصلوا من وظائفهم ولانعرف كيف تم غض الطرف عن شخص زور وثيقة ، وكيف يمكن للدولة بعد الان ان تحاسب من سيزور مستقبلا وثائق وبأي قانون ؟، ولانعرف ايضا كيف يمكن اعادة اشخاص لمناصب حصلوا عليها بوثائق مزور وبأي حق يطالبون بهذا؟
التزوير لايمكن ايجاد تفسيرات وتبريرات له كون القائم به يعلم انه فعل يحساب عليه القانون ولايمكن ان يكون احد جاهل بأن التزوير يقع تحت طائلة المحاسبة القانونية، وهو يعرف انه سيحصل على شيء هو ليس استحقاقه، لذلك مهما قيل عن اسبابه ومبرراته سواء كان مدفوعا او مرغما تبدو كم يحاول ايهام نفسه قبل الاخرين.
انها قضية شائكة في العراق الجديد، وقضية تثير الاستغراب حقا ويبدوا انها دعوة صريحة للتزوير وعلى اصحاب الشهادات ان يلملوا اوراقهم وييأسوا من وظائف مادام المزورون اولى بها وفق قواعد اللعبة الادارية العراقية، انه العراق ، الاعجوبة الثامنة لعجائب الدنيا السبع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟