الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرونزاج في الأول من مايو !

محمد المراكشي

2011 / 5 / 1
كتابات ساخرة


في كل الأرض ،للشهور حلاوتها ..تصيب الشجر و الحجر و البشر ! فلنيسان حلاوة ريح الربيع الذي يزهر في دواخل الانسان بمجرد ورود أو لنسمة هواء مفعم بعطور الزهر . ولفبراير نضج الأرض و رذاذ ما تبقى من مطر,أما اكتوبر فله حلاوة جمع الأوراق المتلاشية الجافة التي تغطي حديقتك ! أو حديقة المدرسة !
لا أحد ينكر حلاوة الشهور ،لكننا لا نأخذ من الشهور إلا لعناتها ،فيما يشبه لعنة الفراعنة ! بلاد العرب تستطيع إفراغ كل شيء من مضمونه الرائع ،فتزودنا بمزيد من عناء الشهور التي نكرهها بمجرد انتهاء راتب هزيل في اليوم السادس على أكثر تقدير !
لم نأخذ من فبراير هذا العام إلا الغضب على حكومات تخشبت على كراسي متخيلة،خلف أنا ضخمة لا يستطيع احد أن ينكر أنها من صنع عربي بامتياز ! إننا المسؤولون المباشرون عن كل عجرفة من حاكم أو وزير ..فنحن من صنع أناه المتضخمة ..وكأننا خلية نحل نصنع العسل كي نترك الآخرين يأخذوه منا ،فلا ينوبنا إلا رائحة الأدخنة المسيلة للدموع !
و لم نأخذ من نيسان إلا كذبته التي تفرعت عنها كذبات تكفينا لقرون و عصور و أزمنة ! فنحن أمم لها اكتفاؤها الذاتي من الكذب ،وأوصلتنا طفرات الاعلام و التقنيات الحديثة إلى مرحلة تسويق الكذب للآخرين ! بداية من نصر اكتوبر الزائف ،وانتهاء بمؤامرات الخارج على أنظمة حمقاء خرقاء لا تصلح إلا للسقوط مع أوراق الشدر التالفة !
ووسط هذا الكم الهائل من الأكاذيب تأتي لعنة كبرى هي لعنة ماي،تشبه دخولك بلا إذن إلى حضرة توت عنخ أمون ! تخرج منها وقد أصابك المس اللعين ! لم أعد أحب مايو ،فالأول منه سموه في بلادنا الفاتح ماي. ! و أنا لي حساسية من كلمة الفاتح العظيم ذاك..حيث أصابت لعنته شعوبا بأكملها ! ثم إن نقابات بلادي العتيدة التي تراقص الحكومة كل عام ،تلعب على وتر الفاتح من مايو ، فتوهمنا أنها تضغط بشارع سيخرج حتما يوم الأول من ماي ،وهي تعرف حق المعرفة أنها لا تستطيع إخراج نملة إلى الشارع ،أو إنهاض دجاجة من على بيضتها !
توهمنا نحن أنها تتوفر على شارع قد يخرج بإشارة واحدة للإحتجاج ،هي التي تعرف أننا لم نعد نفهم إشاراتها القديمة ! ثم من يريد أن يجرب نفسه وقوته فل يختر له شارع بعيدا عن الأول من ماي الذي يخرج فيه كل الناس من العمال المغرربهم إلى الطفيليين و الأولاد الذين يريدون فقط أخذ الكاسكيطات !
و لأن الحكومة تعرف اللعبة جيدا ،فهي تسايرها و توهم النقابات أنها خائفة مرعوبة من تظاهرات ماي ! لذلك فإن الحكومة تفعل ما تشاء و النقابات تقبل أي شيء و المغرر بهم يفرحون بأي شيء !
أما المغبونون ،فلم تعد تستهويهم أن تجرهم تلك النقابات كلها إلى الشارع في عز الشمس ،إذ لم تعد من هواية لتلك النقابات البليدة سوى البرونزاج في شوارع البلاد !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر