الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجير أركانة : المطالبة بالديمقراطية أكثر أحسن رد

حسن طويل

2011 / 5 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يعرف المغرب حراكا حضاريا سلميا تتزعمه حركة 20 فبراير للمطالبة بتغييرات و إصلاحات جوهرية هدفها بناء مجتمع المواطنة و الحقوق و الحريات . المطالبة بالتغيير هي عملية ليست سهلة ، فهي تجد في مواجهتها حاميي الفساد و الإستبداد و جبناء الحريات و الحقوق و منظري التخلف و الظلام و الأعداء الشرسين لكل تقدم و مدنية . مؤخرا أفاق المغاربة على صدمة الإنفجار الدي وقع في مراكش والدي اودى بحياة 16 شخصا لحد الآن و إصابة مجموعة من الأفراد ، هذا الحدث يفرض علينا أن نتعامل معه من خلال النقط التالية :
أولا هذ العمل إجرامي و هو مدان لأنه إستهدف أقدس حق إنساني الا وهو الحق في الحياة ،
- ثانيا : هذا العمل الإرهابي جاء في سياق المطالبة بالإصلاحات الديمقراطية و التغيير الكفيلة ببناء مجتمع الحقوق و الحريات . مما يقلق أعداء التغيير ومن لهم مصلحة في إستمرار الإستبداد و ديمومة قمع الحريات . أظن أن هذا العمل الإرهابي جاء لخلط الأوراق و للثأتير في إيقاع الحراك المجتمعي ، خاصة في بعض المطالب المهمة التي رفعت خاصة المرتبطة بتحديث الدولة و حداثتها مما يخشى على إزالة الطابع المغازل للأصولية المثمتل أساسا في مؤسسة إمارة المؤمنين ( التصريح الذي أذلى به المسمى الفيزازي و هو أحد شيوخ السلفية يمشي في نفس الإتجاه ) . وتعتبر قوى الظلام الأصولية التي تخاف أن يذهب الحراك في مطالبه بالحرية و الحقوق و العدالة إلى بناء دولة حداثية تهدد تجارتهم بالدين، أحد اهم الجهات التي لها مصلحة أيضا في خلط الأوراق ،
ثالثا: لقد كثر الحديث عن مؤامرة من جهات داخل من الدولة لتعطيل المسار و توقيف الحرا ك بحجة الإرهاب .أظن ان هذه التحاليل مصابة بعدة عوائق تجعل من قرائتها للحدث تجانب الصواب ويمكن تلخيصها كمايلي :
1-نظرية المؤامرة أداة مستعمرة بكثرة في مجتمعاتنا، لأنها تناسب نظرية الإسقاط المريحة للعقل. وهي تلعب دورا كبيرا كعائق إبستمولوجي معرفي أكثر منها أداة فعالة للتحليل،
2-سقوط أجانب كضحايا ، يجعل من الدول الأجنبية تدخل على الخط في التحقيق و المتابعة فهي حريصة على حياة مواطنيها ( ليس مثل الدول المتخلفة التي ترى في مواطنيها مجموعة من البعوض ). و هذا يخيف أجهزة المخزن و يجعلها تخشى من الدخول في مغامرة مثل هذه غير محمودة العواقب ،
3- تجربة ليبيا و سوريا حاليا تجعل من مجرد التفكير في إيقاف المد الثوري نكتة سوداء ، لان رغم القتل و و القمع الوحشي الممارس في هذين البلدين ، لم تتوقف ثورة الشعوب، بل إ زدادت توهجا و إصرارا وسمحت بتدخل و تضامن عالمي . فكيف يستقيم التفكير بإستغلال عملية إرهابية لإيقاف الحراك ؟ وهذه ملاحظة لا أظن أن المخزن غائبة عنه، خاصة مع مراقبة الإعلام والأنترنيت التي سهلت بفتح النقاشات و التحاليل و ساعدت على جمع المعلومات و سرعة الأخبار ( بمجرد وقوع العمل الإرهابي فتحت نقاشات عديدة في المواقع و طرحت أسئلة بطريقة مباشرة أوغير مباشرة تصعب من المهمات القذرة للدول )،
4-إن التجربة المصرية خاصة بعد سجن العادلي وفضيحة الكنيسة هي دروس لاي جهة تريد إستعمال نفس الأسلوب .فالمثال المصري تحول أكثر كمثال للردع و ليس للتقليد .
أطن أن الوسائل الحديثة للتواصل و الضغط الممارس على تنظيم القاعدة ، جعل من التنظيم "فكرة " أكثر منه تنظيما مهيكلا تقليديا . مما يجعل في بعض الأحيان ، مجموعة من الأفراد تقوم بعمليات نتيجة تفكيرها و تقييمها للأمور . كما أن إنتشارفي المرحلة الأخيرة ،مجموعة من التسجيلات في الأنترنيت المؤثرة و التي تحكي عن التعديبات ، ومهاجمة البعض لحركة 20 فبراير و إتهامها بالإلحاد و الفساد يجعل من فرضية العمل الإرهابي ملحة .
إن أحسن رد يمكن أن تقوم به حركة 20 فبراير هو دمج نبد الإرهاب فكرا و ممارسة في شعاراتها في المسيرات و الوقفات المزمع تنظيمها و التشبت أكثر بمطالبها و بشكل اكثر شراسة، لأ ن الجواب الناجع على من قام بالعمل الإجرامي ، هو المطالبة بالديمقراطية و الحريات و الحقوق أكثر فهذه القيم هي الكفيلة بفضح كل من يحب اللعب في الظلام و من يريد ديمومة الإستبداد .
ومن المقترحات العملية التي تناسب المرحلة ؛ القيام بمسيرة حضارية للتنديد بالإرهاب و القيام بأعمال رمزية ضد الحدث : التبرع بالدم- زيارة المصابين - الوقفات التضامنية أمام السفارات ضحايا هدا الإعتداء المجرم - الوقوف امام الكنائس ... في الأخير هذه قراءة متواضعة للحدث في بدايته ، ربما تساعد المعلومات و الأحداث مستقبلا توضيح الصورة أكثر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 1.5 بالمئة من سكان العالم نازحون قسريا | الأخبار


.. الدعم العسكري لأوكرانيا: ورطة أوروبية بلا مخرج؟ | بتوقيت برل




.. المؤثرة الجزائرية لينا تكشف حقيقة علاقتها المثيرة مع صفحات ا


.. يورو 2024.. التوقعات للمتأهلين من المجموعات النارية في ألمان




.. رفح تحت النار.. ما جديد مساعي التهدئة في غزة؟ | #رادار