الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة تحليلية عن دواوين الشَّاعر الأب يوسف سعيد 10

صبري يوسف

2011 / 5 / 2
الادب والفن



رحلة فسيحة في رحاب بناء القصيدة عند الشَّاعر الأب يوسف سعيد

10


وأصدر في عام 1999 ديوان حول الأرض التراب السماء الماء، أطلقت دار النشر (دار نشر صبري يوسف)، على الفضاءات التي أصدرت الديوان عنوان: فضاءات الأب يوسف سعيد، ولقصة اصدار هذا الديوان قصة رائعة وفريدة من نوعها، حيث أنه كان يتواصل معي الأب يوسف سعيد عندما كان يكتب هذه الفضاءات الرحبة، عبر الهاتف، وكان يقرأ ما يكتبه عن الأرض مثلاً، وكنت (أحتال) عليه احتيالاً ايجابياً منعشاً، قائلاً له، أبونا بيّض ما كتبته وأرسله إلي عبر رسالة بريدية، وهكذا بدأت رحلة التواصل البريدي بيني وبين الأب يوسف سعيد، يكتب مقتطفات عن الأرض ثم يدقّها على آلته الكاتبة الالكترونية، ثم يرسل الاشعار إلي، وكنتُ بدوري أتصل معه قائلاً أبونا نقلتُ كل ما أرسلته إليّ على برنامج الوورد كي أصيغه صياغة اخراجية نهائية، وكل ما كتبته أصبح بعد الاخراج والتبويب بضعة صفحات فقط، فحبذا لو تتمم قصيدة الأرض ببضعة صفحات أخرى وهكذا خضتُ معه لعبة راقية تعتبر من ألذ وأمتع الألعاب التي خضتها مع مبدع في حياتي، وخلال أيام قلائل، كنتُ أتلقى منه هاتفاً وإذ به يقرأ شعراً حالما أرد عليه، يقرأ ويقرأ ثم يقول ما رأيك بهذه الاضافات حول قصيدة الأرض، رائع جداً أبونا.

كنت أتمتّع بقراءاته وجموحاته وتحليقاته الرائعة، وكنتُ أحرّضه على كتابة المزيد، وكنت أشعر كما ذكرت في مقدمة الكتاب أنه أشبه ما يكون بنزيف شعري، يتدفق شعراً، وهكذا انتقل من قصيدة الأرض إلى قصيدة التراب، واتّبعت معه نفس الطريقة التحريضية، فكلما كتب مقاطع عن الأرض، يتصل بي ويتلو عليّ ما كتبه ثم يكتبها على الآلة الكاتبة ويرسلها إلي، أدوّن ما يردني منه، ثمَّ أرد عليه بهاتف قصير قائلاً، أبونا ما كتبته عن الأرض ما هو سوى مدخل لعوالم القصيدة، اترك عوالمك تسبح في عوالم التراب! فكان يعود ويتمم القصيدة ثم أشرت إليه انه من الضروري الوقوف عند السماء، فقال لي فعلاً فكرة رائعة، وبدأ يكتب قصيدته عن السماء، وبعد أن كتب ما كتبه قلت له ما رأيك لو تقفل هذه العوالم بالماء لأنه محرك الكائنات كل الكائنات فقال لي فكرة رائعة حقاً ثمَّ بدأت رحلته مع عوالم الماء!

كان يدهشني أيما إدهاش في كيفية بناء نصه، لا أظن أن هناك شاعراً في العربية من جيله أو بعده بأجيال، لديه هذه الطاقة الشعرية في جموح القصيدة، تدفق غريب ومنعش وعميق. يحمل عبق الشعر دون أية تزويقات، يعتمد على خياله المتلألئ بحبق الشعر الأصيل وكأنه خلق فقط لكتابة توهجاته الشعرية، وعندما استكمل فضاءات القصائد، ذات العناصر الأساسية في الحياة، بدأتُ أصيغ وأبوّب القصائد بطريقة تناسب أجواء الديوان، وكنتُ أود أن يقدِّمه أدونيس بمقدمة من وحي عوالم نصه البديع، لأن أدونيس على صلة طيبة مع الأب يوسف سعيد، لكنّي لم أتمكّن من الحصول على عنوان أدونيس من جهة، وانشغلتُ في إعداد الديوان وإخراجه من جهة أخرى، واستهواني أن أتوقّف مليّاً عند عوالم تدفقاته، وبدأت أتغلغل رويداً رويداً في حيوية النص الذي كنتُ أشتغل على تبويبه ومراجعته واخراجه، فما وجدت نفسي في ليلة من ليالي كانون الأول الممطرة، إلا وأنا أفتح حاسوبي على برنامج الوورد، بعد رحلة فسيحة مع فضاءاته العذبة، أكتب الاستهلال التالي، والذي أصبح مقدمة للكتاب، وعندما قرأتُ له الاستهلال عبر الهاتف، قال لي أبونا، انشر هذا الاستهلال لأنه يناسب عوالم الديوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو