الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات مقتل بن لادن

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2011 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يعتبر مقتل بن لادن انتصارآ قويآ للحرية والعدالة والديموقراطية في كل انحاء العالم ، فرحيل ارهابي روّع العالم بكوارثه وفظائعه لابد أن يكون له تأثير على دفع قوى النور في مواجهة قوى الظلام ، التي تعمل على التغلغل في المجتمعات كافة الغربية منها والشرقية ، الشمالية منها والجنوبية .

قد يجادل البعض أن رحيل بن لادن لايعني نهاية فوريه لتنظيم القاعده الارهابي ، وهذا أمر لاغبار عليه ، ولكن لا يجب ان ننسى أن بن لادن ينتسب الى عائلة من أغنى أغنياء السعوديه على الرغم من تبرأ العائلة منه الا أن ميراثه وثرواته التي جمعها والتي تقدر بمئات الملايين من الدولارات كانت توفر تمويلآ جيدآ للتنظيم ، اضافة الى علاقاته مع ممولين سريين من دول الخليج العربي ، ولاشك أن هذا الرحيل لرأس التنظيم ومموله الأكبر لابد أن ينعكس على القدرات الحركية والتنظيمية للتنظيم خاصة وأن ضعف التمويل سيشل كثيرآ من خطط التنظيم ويفقده كثيرٌ من الاتباع والمعاونين الذين كانوا يتعاونا مع التنظيم أو يوفروا له غطاءً وملاذً آمنآ على شاكلة فصائل من قبائل الطوارق التي توفر الحماية والملاذ لجزء مهم من تنظيم القاعده في بلاد المغرب العربي وجنوب الصحراء ، والتي كانت في المقابل تحصل على تمويلات ومدفوعات مالية نظير ذلك .

فان أضفنا الى ذلك التطور الكمي والكيفي النوعي للعمليات والمواجهات الأمنية ضد هذا التنظيم فاننا التنظيم يكون أمام معضلة من ارتفاع حدي كبير في التكاليف المالية والادارية والتنظيمية لعملياته الارهابية ، خاصة وان التنظيم قد واجه خلال السنوات الماضية تنسيقآ دوليآ مكثفآ في سبيل تجفيف ينابيعه التمويلية ، مما يفرض على التنظيم مزيدآ من الصعوبات ورفعآ متواصلآ للتكاليف والمجهودات اللازمة للقيام بأعماله الاجرامية الارهابية .

ويعتبر اضعاف تنظيم القاعدة بهذا الشكل المؤثر نصرآ مهمآ للثورات الشعبية العربية التي ما فتأت نظم الحكم فيها تردد شعارات الخوف من سيطرة الاسلاميين على الحكم وسيطرة تنظيم القاعده على الشارع والمجتمع ، مما سيسبب كوارث للدول الغربية وللعالم أجمع ، وقد أصبح من المؤكد ان وجود أنظمة الحكم هذه هو ما تسبب في وجود ودعم تنظيم القاعده وخلاياه في العالم الاسلامي بل ان أنظمة الحكم هذه لم تتورع عن التعاون مع هذا التنظيم من حين لآخر ، بالطبع في الخفاء وبعيدآ عن أعين المخابرات الاجنبية لتعطي المبرر لوجودها في اطار سياسة الخوف ، اخافة المجتمعات المحلية الخاصة بها والمجتمعات الدولية من ذلك البعبع (وهو كذلك فعلآ) المسمى بتنظيم القاعده .

من ناحية أخرى لابد من استغلال هذه المناسبة واعلان الدول الاسلامية خاصة من خلال تنظيمات المجتمع المدني والتنظيمات الشعبية تأييدها لهذه الخطوة ودعمها لكل الخطوات التي من شأنها اجتثاث كل التنظيمات الارهابية والمتشدده من كافة انحاء العالم ، وهو ما سيعطي انطباع وتأكيد قوي لرفض المسلمين لكل أشكال التشدد الديني والمذهبي ورفض العنف ، وهي الصورة التي للأسف نجح تنظيم القاعده وغيره من التنظيمات المسماه بالجهادية والسلفية في نقلها ال العالم جاعلين بسبب أقوالهم وأفعالهم المسلم مرادف للارهابي .

وهو الأمر الذي يحتاج منا ثورة شعبية أخرى ولكنها ليست على مستوى الشارع وانما على مستوى الفكر والتعليم والأسلوب والممارسة ، ورفض كل الجماعات والتنظيمات التي تدعي التحدث باسم الدين واحتكارها للدين بصرف النظر عن أسلوبهم الناعم في الكلام او ابتساماتهم أو وعيدهم وصراخهم على المنابر ، فلابد من القضاء على كل هذه الجماعات والتنظيمات والتخلص منها لأن وجودها يعني القائنا في أنفاق سحيقة مظلمة من التخلف والضياع والظلام ، ونشر للكراهية والاقصاء لمعارضيهم الذين درجوا على تسميتهم بالكفار ، فالخلاف مع أمثال هؤلاء يخرج من مجال الاختلاف والخلاف البرامجي السياسي والمنهجي العملي الى اطار ضيق يحددون هم أبعاده من الايمان والكفر والصدق والضلاله وفقآ لتعريفاتهم الذاتية ومفاهيمهم الخاصة ، فان أردنا النور فلابد من التخلص من خفافيش الظلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ثاني يوم لزيارته: بوتين يؤكد الرغبة بزيادة التعاون مع الص


.. المحامون غاضبون في تونس • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أجرى عملية لطفل فقد 3 من أطرافه.. طبيب أمريكي محاصر في غزة ي


.. تواصل أعمال النسخة الـ 29 من معرض الكتاب في المغرب وسط إقبال




.. تقدم ساحق لروسيا في أوكرانيا والناتو يهب للنجدة... فهل تحدث