الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحول.. !! ( إلى رشيد نيني ..)

محمد المراكشي

2011 / 5 / 2
كتابات ساخرة


حكاياتنا مع الحول لا نهاية لها ! نعتقد اننا نرى جيدا و لا نخطئ الأهداف التي تركز عليها أعيننا ! لكننا في الحقيقة لا نرى بالمقياس الذي يكذب علينا به طبيب العيون كلما زرناه كي نغير نظاراتنا الطبية !
حينما نريد أن نشير إلى شخص ما ،فإن الذي نعينه بالاشارة يضطر لسؤالنا عن اي شخص نقصد ! و حين نذهب لطبيب الأسنان أو صانع الأسنان ،نحتار في تحديد الضرس الذي يؤلمنا طوال الليل و النهار ! و حين نود ان نسافر نحتار في الطريق الأقل مسافة إلى المدينة التي نرغب الوصول إليها بسرعة !
و لهذا الحول كوارث لا تحصى في حياتنا الخاصة و العامة،فمصممو الطرق حتى لا نقول مهندسيها ،يركزون على جعلنا أكثر حولا ! يتقصدون جعل طرق عدة في بداية اي مشوار ،و حين تسرع تجد علامة تحديد السرعة مباشرة وبعدها بمائة متر قد تجد علامة إمكانية الإسراع إلى حد المائة في الساعة ! و من الغرائب أنك قد تجد المدينة أمامك مباشرة بعد الشروع في الدوس بقوة على البنزين ! حينها ينبت أمامك من عدم شرطي للمرور !
و كثير من الناس الحيارى من شدة هذا الحول الذهني ،يفقدون الضرس غير المريض لخطإ في التحديد ، و لا يكون من الطبيب أو ميكانيكي الاسنان إلا أن ينزع الهدف مرة ثانية ! فتخرج بثلاث خسائر:خسارة ضرسين و مبلغ مضاعف !
ومن حوادث الحول في بلادنا أن حملة قتل الكلاب المسكينة التي يسمونها الضالة ،لا تحيد عن مبدإ الحول ذاك ! فقتلة الكلاب بالسم يختارون دائما ضحاياهم المهادنين المتعودين على الناس ! وكثيرا ما قتلت قطط بلحم مسموم ،أو كلاب خرجت لتأدية واجب الطبيعة أو لبت نداء الإنسان ! وتبقى الكلاب الضالة الحقيقية طليقة حرة ! فهي لا تأمن للإنسان ،و لا تود طعامه ،بل منها ما لا يقترب نهائيا من اللحم المسموم !
هي مبدعة في فن الهروب إذا ما رأت قاتليها ،و مبدعة في العض المؤلم القاتل إن استفردت بك ليلا أوذات صباح باكر و انت تهم بشراء حفاظة طفلك !
أظن أن قتلة تلك الكلاب هم ايضا يخافونها ،فهي خطيرة و تهجم بشراسة ،و تميز من معها و من ضدها ! حتى أن البعض استحلى أن يأتي بعدد من جثث المخلوقات الأليفة موهما مسؤوليه أنه أمضى يوم عمل جدي !
بلادنا بأناسها و سلطتها حولاء ،و كأنه قد أتى زمن اعتبار الحول من آيات الجمال ،فكثيرا ما تخطئ الهدف الحقيقي ،و الضرس المريض ،و العلامة المرورية الصائبة ! و النتيجة الخطيرة أننا أصبحنا لا نستطيع فتح أفواهنا كي لا تقتلع باقي الأضراس ،و لا نستطيع الائتمان على أنفسنا و جيوبنا من علامات مرورية خادعة أو كلاب ضالة تعوي كالذئاب في ليل بلادنا الذي لا يريد ان ينتهي !!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر