الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلا وداع ... يا بن لادن

صلاح الجوهري

2011 / 5 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بدأ حياته بتقديم غيره للموت وأنهاها بمقتله وراء امرأة استخدمها كدرع بشري.

تلك هي نهاية بن لادن التي طالما كان العقل المدبر والممول الرئيسي لعمليات الإرهاب الإسلامي في العالم، وكان الملهم لكثير من القتلة في العالم الإسلامي.

لقد كان دائما ما يختفي ويراوغ في حين يقدم شبابا إلى الموت طوعا وهو من أعطى لنفسه الحق في الإفتاء وهو من طوع أمواله لخدمة أغراض شيطانية ملتحفا بشرعية زائفة إلا وهو الشرع الإسلامي الذي يرخص له إنهاء حياة أي شخص لمجرد أنه غربي أو غير مسلم بدعوى الحرية والمقاومة ونشر الدين.

أن عملية قتل أسامة بن لادن كانت عملية شاقة وصعبة ومعقدة جدا ولم يذكر لنا التاريخ أن بلدا أخذت تتعقب رجل واحد كهذا فمدة العشر سنوات كانت تطوع فيها كل الوسائل الاستخباراتية والرصد في سبيل تحقيق هدف واحد هو رقبة بن لادن. وأخيرل كللت تلك الجهود بموته في مخبئه. وربما في المستقبل القريب سيكشف لنا عن تفاصيل تلك العملية المعقدة.

أن بن لادن بعد أن هيئته أمريكا كشوكة في ظهر النظام السوفياتي لم تكن تتوقع أن ينقلب عليها حال تفكك الاتحاد بل لم يخطر ببالها أن الفراغ الجهادي الذي نتج بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان سيؤدي إلى تحول الاهتمام الجهادي حول قضايا المنطقة التي تتورط فيها أمريكا.

بن لادن كغيرة من البشر -وأسف لهذا التعبير- ما إن حقق نصرا كبيرا على المعسكر الشرقي السوفياتية الذي يناطح أمريكا حتى خيل إليه أنه يمكنه يناطح أمريكا، وهذا الطموح الذي جعله يتبنى قضايا هي الأبعد عن تفكيره فقط لمحاربة الطاغوت الأكبر ونشر دين الإسلام، فوجد ضالته بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية ثم تحرير الكويت ومقاومته غزو العراق ثم إمداده المجاهدين في صربيا والجبل الأسود ودعمه للحركات الإسلامية الانفصالية غرب روسيا الأن ومناوشاته وعملياته الإرهابية في أفريقيا ومصر والجزائر والسودان واليمن.

طموحه لم يكن له حد، فهو دائما متعطش للدماء وقد وجد ضالته في معاداة الغرب.

بعد 11 سبتمبر أيقظ بن لادن المارد الأمريكي الذي قلب المنطقة رأسا على عقب، فهذا المارد في محاولاته للعثور على البرغوث الذي ضايقه، إلا وهو بن لادن، غير الخريطة السياسية بكاملها في منطقة الشرق الأوسط وأنتشر الجيش الأمريكي بدعم عالمي هائل لمحاربة رؤوس الإرهاب وأوجد بن لادن ذريعة للوجود الأمريكي في المنطقة. فتم غزو أفغانستان ثم العراق وطوقت إيران وتبدلت النظم العربية إلى الإصلاح. كل هذا بسبب حماقة التفكير الإرهابي الذي أنتهجه بن لادن. وكلي اعتقاد أن ما فعله الأمريكان بالمنطقة ليس دفاعا عن الشرعية ولا محاربة اسلحة الدمار الشامل بل كان هدفة البحث عن بن لادن فقط في أعقد عملية عسكرية إستخباراتية يشهدها التاريخ، وللعلم فإنها جاءات في صالح أمريكا وإسرائيل وضد الإرادة العربية والإرهاب الإسلامي.

اوجدت أمريكا لنفسها قدم في الشرق الأوسط، زاد سوق السلاح الأمريكي في المنطقة، واستخدمت أسلحة متطورة وتم تجربتها في حربي أفغانستان والعراق، زات الاعتمادات المالية للتسليح، أعلنت أمريكا عدة مرات عدم تخليها عن حليفها الاستراتيجي الإسرائيلي، طوعت إيران لترهب دول الخليج وأوجدت لنفسها مصدر دخل لحماية الخليجيين، عملت على زيادة سعر البترول وكانت أمريكا هي الوسيط بين عمليات بيع وشراء البترول.

لم يكن متوقعا حدوث هذا التغير السريع في المنطقة وبين الانظمة العربية. فخلال عشرة أعوام فقط، تبدلت المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط بكاملها والشكر كل الشكر لبن لادن.

اليوم نهنئ أنفسنا بأن رمز من رموز هذا النظام الإرهابي قد قتل. وقتل بطريقة مشينة خائبة خلف امرأة أستخدمها كدرع بشري وليس في ميدان معركة يقاتل بشرف بل كان متخفيا عن أعوانة الذي يحركهم وهو نائم في فراشة الوثير وبين جنبات مبنى فخم استخدم كمخبى له.

اليوم قتل بن لادن ودفن بطريقة مهينة جدا للشعب الإسلامي. ونال ما استحقه وطوي التاريخ صفحة تضمه مع من يتساووا معه في المكانة، هولاكوا، هتلر، جانكيزخان وكافة القتلة وسافكي الدم.

أعزي الآن أقارب كل الذين قتلوا أو ترملوا أو تيتموا بسبب هذا الشيطان وأقول لهم أن نهاية كل قاتل هو القتل وها هو نراه مقتولا ومدفونا لا نعرف له قبرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعازينا الحارة
محمد بن عبد الله ( 2011 / 5 / 2 - 14:37 )
تعازينا الحارة لاسماعيل هنية و لعبد الهاري عطوان


2 - رأس الافعى
الطيب///عبد الله محمد صقر ( 2011 / 5 / 2 - 17:08 )
الكاتب المحترم لاستاذ صلاح , مقالك حقا كان أكثر من رائع وعبر بما يدور فى صدور كثير من المثقفين والقلاء لان هذا المدعو بن لادن يمثل الوجه القبيح للاسلام الذى نرفضه جميعا لانه جلب علينا العار والمذلة ولصق بالاسلام صفة الارهاب والقتل وازهاق ارواح الابرياء لدرحة أن المتصيدون على الاسلام المكائد يعايرووننا بمثل هذا النكرة ويصفون الاسلام بالارهاب الاسلامى , ألم يسأل بن لادن نفسه يوما سؤالا بسيطا : من أين حصل على الادوية التى كان يعالج بها , ومن كان يصنعها له ولغيره ؟
الم يكن عدوه هو الذى صنع الدواء , والملبس والمأكل , وأيضا السلاح الذى كان يحمله لقتل غيره من البشر ؟
لقد تسبب بن لادن فى تأخرنا مئات السنين هو وأمثاله من أعداء البشر الذين أباحوا أهدار دم الغير بحجة الجهاد المزعوم , هذه الزمرة التى جنت على الاسلام يجب محاربتها لانها أضرت بالمسلمين والاسلام ,


3 - الي الجحيم
موسي سوف الجين ( 2011 / 5 / 2 - 20:29 )
خبر مفرح حقا...وتعازينا الحارة لكل (الخنساوات!) التي تذرف دموعا حارة علي نفوق العميل المجرم....وتهانينا لكل الضحايا الذين (واللواتي) سقطوا ونزفت دماؤهم بسبب جنون وتخلف دراكولا الوهابية..


4 - كل إرهابي مصيره القتل
مريم رمضان ( 2011 / 5 / 2 - 23:52 )
كل إرهابي مصيره القتل بدآ بمحمد على يد يهوديه وأخرها بن لادن على يد أمريكيه.


5 - شكرا وتعقيب
صلاح الجوهري ( 2011 / 5 / 3 - 07:43 )
شكرا لجميع المعلقين وأحب أن اعقب على المقال بأني لم اتأني في كتابته وعادة هذا ضد ما أؤمن به فكثيرا أنتظر الخبر للتأكد وكثيرا أقرأ لكي ما تتكون لدي قناعة ما قبل البدء في الكتابة لكن هذا الخبر شدني وجعلني أكتب دون إنتظار لمزيد من التقارير الإخبارية.

واليوم قد قرأت هذا الخبر :
مسؤولون امريكيون يقولون إن المنزل الذي قنل فيه بن لادن كان يأوي اضافه اليه والقتلى الثلاثة الآخرين 23 طفلا و9 نساء

هذه عادة الإرهاب ... الخسة والنذالة... الجبن والوضاعة
الإحتماء خلف النساء والأطفال وإستخدامهم كدروع بشرية لعلمهم أن عدوهم إنسان لا يقدر على إيذاء أبرياء، لكن هم أنفسهم لا يتوانون لضرب أي مكان حتى ولو كان يحوي نساء وأطفال.
أستعجب من يقول عنه شهيدا وقد مات بعاره خلف إحدى نساءه التي كان يحتمي بها.

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي