الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هؤلاء ساسة أم مهرجون؟

جواد وادي

2011 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


هل هؤلاء ساسة أم مهرجون؟
جواد وادي

يقول ذوو الخبرة والباع في السياسة بأنها فن الممكن وهذا يعني أن السياسي ينبغي أن يكون على قدر من النباهة والموضوعية بسعة معرفية ووعي، ليقنع بشخصيته كل من يلامس طروحاته ويضفي عليه هالة من الاحترام وبالتالي يكون شخصا موثوقا به يتسم بالوعي والنزاهة والموضوعية وبعد النظر وقبل كل شئ بروح المواطنة الحقة ليغلّب الانتماء للوطن على مرجعيته الطائفية والدينية والقومية والإثنية والسياسية لنصفق له جميعا ونبارك له خطواته وجهوده في العمل بروح المسؤولية والتفاني من أجل الوطن والمواطن.
فهل أن سياسيينا في العراق يتميزون ولو بجزء يسير بهكذا توصيفات؟
للإجابة على هذا السؤال نعود الى يومية كل سياسي عراقي بغفلة من الزمن أمسك بالمنصب ليكون له مملكة خاصة به يعمل بمعزل عن توجه الحكومة التي هو أحد منتسبيها، فبدل أن يكون أمينا لوظيفته وحافظ سر لحكومته ينطق بلسان الجماعة ولا يغرد خارج السرب، شأنه شأن أي موظف سامي يمثل اتجاه الحكومة التي يعمل في إطارها، نجده وزيرا كان أم موظفا كبيرا يدلي بتصريحات ويلعلع بتهديدات ويعلن مخططات من شأنها أن تهد الحكومة وبالتالي الوضع السياسي مما يفقد الحكومة عنصر التوافق ويفسد خططها ويعود أمر منتسبيها كأمر ساكنة المارستانات من حيث طبيعة عملهم التي لا تتوافق وتصريحاتهم ليعود الوضع السياسي ضبابيا ولا يفهم المراقب طبيعته ومهمات فرسانه دونما توحيد في الخطاب والعمل والرؤيا ليطمئن المواطن أنه فعلا قد وضع ثقته في شلة سياسيه الذين إنتخبهم واللعنة على يوم الخطأ القاتل بالإدلاء بأصواتهم فكانت الصدمة المخيبة للآمال.
في الموصل قاد السيد المحافظ تظاهرة احتجاجية ضد حكومته المركزية وهو المسؤول الأول في المحافظة، بمعنى أنه يمثل الحكومة ومسؤول أمام الناس لسياساتها إن كانت سلبا أم إيجابا، فكيف له أن يبادر بهكذا إنفلات لا مسؤول؟ وما هي خلفية فعله هذا؟ وما الدافع وراء هذه الصبينة السياسية علما أننا كمواطنين متضررين من سياسة الحكومة ندين بشدة أعمالها وتجاوزاتها في الإهمال للخدمات بكل بنياتها وفساد منتسبيها الناهبين للمال العام.
ولكن ما لم نفهمه أن منتسبا حكوميا يقود إنقلابا بهذه الطريقة وهو ما يزال عضوا فاعلا فيها والأسوء من هذا أنه يهدد بالزحف على بغداد عندما أعلن أمام الحشد المؤيد له من المشبوهين عزمه على تطهير العراق من العملاء والخونة ويعلن الحرب ضد الإحتلال وهتف بسقوط النظام وهو جزء منه وأخوه رئيس برلمان الدولة التي لا يعترف بها السيد أثيل النجيفي
فمن يسعفنا بفهم هذا الموقف الطلاسمي علما أن السيد النجيفي قد أقسم دستوريا بالحفاظ على أمن وسلامة النظام والحفاظ على أسرار عمله.
طرف آخر من نسيج دولة العراق يصرح وبجرأة وأمام الملأ (بشان استقدام مقاتلين أجانب لصفوف جيش المهدي في حال تمديد الوجود الأمريكي بالإضافة الى مقاتلين من طوائف ومكونات أخرى لمقاتلة القوات الأمريكية لو لم تنسحب من البلاد)
هل هذه دولة أم ولاية بطيخ بدليل أن الانفلات السياسي عاد من الخطورة لتدلل أن الحكومة العراقية لا هيبة لها ومن الممكن أن تتحول الى حكومات عدة وبمراكز قرارات ما أنزل الله بها من سلطان أن لم تكن هي فعلا هكذا.
أين هي سلطة السيد رئيس الوزراء وكيف يتم السكوت على مثل هذه التجاوزات المخيفة دون محاسبة لإحالة الشاذين من الساسة للمساءلة وهذا حق دستوري؟ أم أنه كالآخرين من ساسته الميامين كل يعزف على وتر السلطة بانفرادهم بالقرار دون حسيب أو رقيب وكل يعزف على هواه .
أما القيادي في حزب الدعوة السيد خضير الخزاعي فأعلن على رؤوس الأشهاد بأنه (سيدمر التحالف الوطني ويفجّر الوضع السياسي في حال عدم المصادقة على ترشيحه لمنصب نائب رئيس الجمهورية)
الله..الله على هذه المواقف!
كيف لنا إذن أن ندين طغاتنا أذا قارناهم بسياسي عراقي سيحرق الأرض وما عليها وهو بعد لم يجلس على الكرسي ليصبح نائبا لرئيس منزوع الصلاحيات، أما اذا أصبح رئيسا فعليا وعلى فصالة طغاتنا فلا غرابة أن يحرق الأخضر واليابس على أن يسلم السلطة.
فهذا سيحرق العراق والآخر سيفتح الباب لمقاتلين من خارج العراق وآخر سيقود زحفا مقدسا للإطاحة بالحكومة ويحرر بغداد من الخونة.
هل شاهدتم فيلما كوميديا يماثل أو يقترب من سخرية الوضع السياسي في العراق وفرسانه السرياليين.
اذا كان السياسي العراقي بهذا القدر من الهشاشة الفكرية واللا إلتزام الأخلاقي فكيف نعقد الآمال لأن نحفل بمستقبل مضمون وهو بيد هذه المخلوقات الغريبة؟ يقينا سيكون مستقبل العراقيين على كف عفريت.
يبقى أن نقول للعراقيين أن لا يراهنوا أبدا على ساستهم، تشريعيين كانوا أو تنفيذيين وحتى حماة قانون وموظفين أدنى شأنا ومواقعا إن استمرت ذات الوجوه تمسك بسلطة القرار والخراب يحوم في كل الأرض العراقية.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ترصد انتشال ضحايا القصف الإسرائيلي لمربعات سكنية في


.. الصين تروج لسياستها عبر مذيعي الذكاء الاصطناعي




.. دراسة: صيف 2023 كان الأكثر سخونة منذ 2000 عام.. والحرارة مست


.. إسرائيل تضطر لاستدعاء فرقة -تشكيل النار- مجدداً للقتال في جب




.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |