الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زاوية ربيع الحادة

هبة عصام الدين

2011 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



الزاوية .. المدينة التي غادرناها قبل عامين ولم تغادرنا، دعانا "ربيع شرير" -الإعلامي والأديب الراقي - وكان مضيفنا في مهرجان شعري امتد أسبوعا بين الزاوية وطرابلس، ربيع المعتقل الآن في سجون ليبيا والذي ترك في نفوسنا أثرا جميلا لا يقل عن جمال مدينته وطيبتها.
أذكر حين جاءنا خبر وفاة أحد شعراء ليبيا بينما نحن في الأمسية الشعرية، مما دعا مقدمها لإنهائها على عجل أنساه تقديم الشاعر المصري فارس خضر، فأبى ربيع شرير إلا أن يؤجل سفرنا ثلاثة أيام لينظم ندوة مستقلة لخضر على سبيل التكريم ورد الاعتبار .. ونظم لنا برنامجا لزيارة معالم طرابلس ولم يفارقنا خلالها.
كان ودودا ومضيافا وخفيف الظل محبوبا من كل أصدقائه، دائم الحديث عن حبه لمدينته الزاوية التي عاد لها بعد فترة عاشها في طرابلس، وانتهى المهرجان وعدت وفارس خضر ولينا الطيبي إلى مصر، وعاد عبد الرحيم الخصار للمغرب ومحمد على اليوسفي لتونس، وبقيت الصداقة تجمعنا وأصدقاءنا هناك.
وقامت ثورة ليبيا .. ليقطع ربيع رحلته ويعود لأهله في الزاوية، ويفقد أخاه الأصغر على يد وحوش القذافي .. كتب: "لقد خرجنا للجهاد ونعرف أننا سنموت بينما الذين تسللوا إلى المدينة مأجورون"..، مدينته التي قال فيها: (آه كم أحبك يا زاويتي الصغيرة/ ياهوائية المكان/ يازاويتي الحادة جدا جدا جدا/ أيتها المتقمصة لمزارع الجداران/ الضائعة من أجندة القرى/ يا الأرضية المتأرجة في الريح/ وطهر المكان من المكان/ يا حاملتي.. أنا.. ف ق ط / بثقلي هذا..).
ذلك العشق االمقيم جعله ورفاقه يتحدون الطاغية غير آبهين بالموت، ربيع شرير مقاتل مؤمن بحريته وشاعر متوحد مع أرضه يقول: (مدينتي/ تصوري لو أُنتزعت منك/ لأهبك شرف احتوائك مني/ كم رائع وجودنا فينا/ وانحلالنا في جوهر لا ماء له/ يصنع التأليه لذاته).
فرح بالثورة يكتب لأصدقائه على الفيسبوك:"يا الله.. هل يعقل أن يكون شباب الزاوية بهذا البهاء العظيم، الضاحكون كأن الرصاص يدغدغهم، المقدمون كأن الموت غنيمتهم، قلوبهم برتقال يشمس في الصدور"..
كان صوته يأتينا عبر الفضائيات مراسلا ثائرا، حتى رأيناه على قناة القذافي الرسمية بين مخالب نفس الوحوش بعد أن اختطفوا أمه وأخواته ليجبروه على تسليم نفسه تحت تهديد دنيء، ثم يتعمدون تعذيبه علناً وامتهان كرامته واغتياله معنويا، لا أستطيع أن أصف ما شعرت به حينها، مشاعر مختلطة بين الغضب وقلة الحيلة والحنق الشديد..
ياصديقي أنت البطل في هذا العالم السيء..أنت المخلد في الذاكرة وهم في مزبلة التاريخ مع الطغاة والجهلاء،استعراضهم هذا لم يمس كبرياءك وإنما كشف عن قذارتهم، يتباهون بوحشيتهم المخجلة، ويفسحون لك مكانا أكبر في قلوبنا، سلامتك ياربيع، ألف سلامة.................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة