الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم ... كان سيتحول الى مزار!!

طلال سعيد يادكار

2011 / 5 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


لم يدفن بن لادن في اليابسة لأن الدول ( العربية والاسلامية ) رفضت أن تتسلم جثته وحسب المزاعم الأمريكية والسبب الثاني كان سيتحول قبره الى مزار ! لست متأكدا من السبب الأول , ولكني متأكد من السبب الثاني وأتفق مع أمريكا بأن قبره كان سيتحول ليس الى مزار فقط , بل الى قبلة لمئات الآلاف من الناس ! نعم كان سيتحول الى مزار, ولكن أي مزار ؟ ولمن من الناس ؟؟
كان سيتحول الى مزار لأولئك الناس الذين عانوا من جرائم القاعدة ليس من المحيط الى الخليج فقط بل في جميع بقاع الارض . كان سيكون مزارا للامهات الثكلى وللنساء الارامل ولليتامى ولكل الذين فقدوا فلذات أكبادهم على ايدي عناصر منظمته الارهابية ! نعم كان سيتحول قبره الى مزار .... مزار لرمي الجمرات ! لرجم قبره من قبل أولئك الناس الابرياء الذين فقدوا افرادا من عائلاتهم في العمليات الانتحارية التي قامت بها من أتبع الفكر المتطرف والمسموم لذلك الزعيم الدموي والذي لم يسلم من عملياته الاجرامية حتى بلده الذي ولد على ارضه!
إن قتل بن لادن بتلك الطريقة وعدم القبض عليه حيا ولو ( بتخديره ) والقاء جثته في البحر تحمل تساؤلات عديدة فيما يتعلق بعلاقته بامريكا ومشاركته في لعبة الامم والتي تديرها وكالة المخابرات المركزية منذ أيام الحرب الباردة ومنذ تلقيه الدعم المباشر من الادارة الامريكية في مقابل الوقوف في وجه المد الشيوعي في افغانستان تحت إسم الجهاد والتعهد بعدم التدخل في القضية الفلسطينية والابتعاد بتنظيمه عن اليهود وصراعهم مع الفلسطينيين! طبعا ويستثنى من ذلك الشعارات المعادية لاسرائيل والخطب الحماسية الجهادية لنصرة الفلسطينيين لدغدغة عواطف ومشاعر الناس البسطاء القابعين تحت ظلم الاحتلال الاسرائيلي منذ أكثر من نصف قرن !
لقد بقي التنظيم بعيدا عن القضية الفلسطينية وبقي بن لادن وفيا لعهده مع أمريكا فلم نرى للقاعدة أي دور على الساحة الفلسطينية ولم نرى المجاهدين الانتحاريين وهم يفجرون أجسادهم بين جنود الاحتلال الصهيوني مثلما رايناهم على الساحة العراقية وهم يفجرون أجسادهم القذرة بين أطفال ونساء العراق باسم الله ! وخير مثال على ذلك الزرقاوي ومن شابهه من عناصر القاعدة من بلاد الشام , فقد ترك أبو مصعب وأمثاله فلسطين وترك بلده الذي يرفع العلم الاسرائيلي وغادر الى افغانستان ومن ثم الى العراق ليس من أجل الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي , لأنه يعلم بأن العراقيين ليسوا بحاجة الى أمثاله لكي يدافع عنهم , بل لكي يثير الفتنة الطائفية ويقتل الأبرياء من الناس العزل!
لقد تحول بن لادن من صديق الى عدو وبارادة أمريكا لأن القوة العظمى تحتاج الى عدو لكي يحرك جيوشه واساطيله تحت أعذار ملاحقة العدو! وكان باستطاعة امريكا ان تتخلص من بن لادن قبل سنين ولكنها لم تفعل لكي تستغله كورقة جوكر في حروبها ولأنه كان من الناحية العملية ميتا ليس له اي تاثير فعلي على أرض الواقع ! مثلما كان باستطاعتها التخلص من صدام عام 1991 , ولكنها لم تفعل وانتظرت أكثر من عشر سنوات بعد أن استغلته حتى أخر لحظة !! إن التخلص من بن لادن الان تعني أن أمريكا قد وجدت عدوا بديلا , لأنها لن تستطيع أن تبقى كقوة عظمى بدون عدو ! حتى الإلـــــــه خلق لنفسه عدوا شيطانا ليبقى في الوهيته !
وبالتأكيد كما أن هناك الملايين من الناس قد فرحوا بمقتله فان هناك ايضا الكثير من الناس قد حزنوا حزنا شديدا واصابهم الغم لأنه كان في اعينهم مجاهدا ورمزا ( للمسلمين ) ويعتبر في نظرهم شهيدا ! وليس بعيدا أن يرى أولئك الناس بعد ايام صورته على القمر ! ولكن هل يعلم أولئك الناس بأن العلم الامريكي مرفوع أيضا على سطح القمر؟؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بين جيفارا وابن لادن
emad albayati ( 2011 / 5 / 3 - 18:40 )
استاذي الفاضل
بالرغم من عدم ايماني بالشيوعية كمذهب سياسي او اجتماعي الا ان بعض رجالات هذا الفكر كانوا مثاليين اكثر من الفكر الماركسي اللينيني نفسه مثال كلامي هو جيفارا الذي لم يدم كفاحه في بوليفيا سوى عدة اشهر ليسقط مقتولا بايدي القوات الاوليغاركية البوليفية وبدون ان يختفي في كهف وبدون ان يبعث باي تسجيلات صوتية بين الفترة والاخرى ولم يكن معه في ايام جهاده
للراسمالية لا اولاده فيئنسوه وحشته في عمق الغابات ولانسائه فيخخففن عنه بالتمتع من ثقل اان زعماءنا الدينين والروحيين والقوميين مع الاسف هم مناضلين كارتونيين كل الذي يبرعون فيه هو الخطب الحماسية وارسال ابناء شعوبهم الى المحارق وساحات الوغى فيما هم يقضون ساعاتهم بين الدف والشراب حتى تحين لحظة الحقيقة بالنسبة لهم فتراهم يسارعون الى اقرب حفرة يختبئون فيها يدفنون رؤسهم عميقا فيها فيما مؤخراتهم العارية تكون مكشوفة للقاصي -- والداني


2 - الحوار المتمدن يحتاج لحوار متمكن!!!
مي ( 2011 / 11 / 17 - 20:02 )
لو كان هناك قبر سيتحول الى مزار لرمي الجمرات لكان قبر صدام لكن ما نراه كان العكس

ثم.... لم يكن جثمان بن لادن لتضيق به الارض بما رحبت ....افغانستان تتسع لجثمانه كما اتسعت لكثير من اعضاء طالبان حقاني و القاعدة ....هي ظنت -خاطئة-
انها إن ألقت جسده في البحر ستلقي بحقبة انهكتها .......و ما الذي حدث؟؟بفعلتها هذه
أو لنقل الفعلة اللاإنسانية هذه جعلت قلوب حتى من ناصبوه العداء من ابناء دينه يتعاطفون معه....بل انستهم ما قبل الزج به في اليم...و تركت ذكرى واحدة....

اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع