الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يناضل العمال؟ وكيف يحصلون على النصر؟

سامح سعيد عبود

2011 / 5 / 3
ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية


يواجه العمال فى كل مكان خصمين أساسيين هما الرأسماليين والمدريين ، واللذين من أجل زيادة أرباحهم و امتيازاتهم وسلطاتهم على حساب عمل العمال وحريتهم ،يحرصون على فرض عدد ساعات عمل أكثر على العمال، وإعطاءهم أجورأقل، و فى نفس الوقت يبيعون سلعهم وخدماتهم للعمال بأسعار أعلى، وبالطبع فإن هذا يتناقض تماما مع مطالب العمال الأساسية من أجل العمل لعدد ساعات أقل، والحصول على أجور أعلى، وشراء خدمات وسلع أرخص، وعلى امتداد تاريخ كفاح العمال بشتى بلاد العالم، جرب العمال في سعيهم إلى اجبار خصومهم الطبقيين على تلبية مطالبهم الأساسية، أشكال نضال متباينة. باختلاف أنواعها ومستوياتها. و فيما يلي هو تذكير ببعض أصول النضال العمالى ، فحتى نحقق الهدف من النضال علينا أن نعرف كيف نوجه للخصم من الضربات أكثر مما قد يصيبنا منه، بل و تصويب ضربات إليه يعجز عن ردها. وهذا يتطلب منا حتى ننتصر فى الصراع الدائر بيننا وبينهم أن نحرص على تحليل توازن القوى المتصارعة، وذلك على النحو التالى :
* علينا أن كم نحن عدديا، و ما هو مدى التعاطف معنا او النفور منا لو بدأنا فى النضال من قبل العمال الآخرين، ومن قبل السكان.
* علينا أن نعرف ما نملكه من الإمكانيات المالية لمواصلة النضال. والذى يساعدنا على تفادي إنهاك قوانا قبل أن نحقق مطالبنا، إذ أن الرأسماليين والإداريين، في مواجهة نضالنا، ومن أجل هزيمتتنا يلجأون إلى وسائل متعددة منها استئناف العمل في أماكن أخرى غير المكان الذى بدء فيه النضال، و الاعتماد على المخزون لديهم من السلع لسد حاجة الأسواق، و شراء العملاء من كاسرى الإضراب الذين يعملون بدلا من العمال المضربين، فضلا عن امتلاكهم احتياطات مالية تساعدهم على الصمود فى مواجهة توقف العمل فى المنشآت، ومن ثم فإن صندوق الإضراب هو سلاح استراتيجى للعمال فى نضالهم النقابى ،يجب أن يسعوا لإنشائه ودعمه باشتراكهم فيه وتنميته بكافة الوسائل.
*علينا أن نعرف الوقت المناسب لشن المعركة أو وقفها أو استئنافها، فعلينا تفادي مواقف الحد الأقصى عندما نكون في وضع ليس في صالحنا، فمواصلة اعتصام أقلية بالمنشأة دون الغالبية، يفضي الى منح الإدارة تعاطف زملاء مستائين من الاعتصام ومن ثم إعطاءها فرصة التلاعب بهم ضد المضربين. كما أن ما يخسروا العمال المضربين من أجور قد تبلغ مستوى يصعب معه استئنافهم للمعركة، طالما فقدوا تضامن غالبية العمال معهم.
*علينا أن نعرف كيف ومتى نبدأ الهجوم، وكيف ومتى نتراجع ، وما هو شكل النضال المناسب لتحقيق مطالبنا، وما هو الحد الأقصى من المطالب الذى يمكن أن نطالب به، وما هو الحد الأدنى من المطالب الذى لا يمكن أن ننخفض عنه.
*علينا أن نعرف تاريخ واستراتيجية وأهداف القوى المتواجهة فى المعركة أى الرأسماليين أو المدريين من جانب و العمال فى الجانب الآخر .. فعلينا أن نعرف إذا ما كان أصحاب العمل أو المديرين متشددين أو معتدلين، قابلين للتفاوض معهم أم لا، وعلينا أن نعرف إذا ما كان الاجراء المدعويين للنضال ذوي حس مطلبي أم ليس لديهم هذا الحس.
* علينا أن نعرف إذا ما كانت منظمات النضال العمالى مثل النقابات متهادنة مع أصحاب العمل أم جذرية فى مواجهتهم، وهل يمكن أن نستفيد من جهات تدعم نضالنا من وسائل إعلام ومنظمات حقوقية وسياسية وغير ذلك أم لا.
أشكال النضال العمالى
علينا أن نحدد طبيعة النضال بطبيعة فئة العمال المعنية أو بنطاقهم الجغرافى او بمضمون النضال.
النضال الفئوي وهو يخص فئة عمال مختصين أى عمال مؤهلين، مثل عمال البريد او الممرضات، أو المدرسين، الخ.
النضال بين الفئوي يشمل كافة عمال منشأة او مؤسسة ما من أجل مطالب تخص مجموع الأجراء بصرف النظر عن تخصصهم.
النضال داخل مؤسسة واحدة، يكون نضالا على مستوى الموقع. مثلا إضراب عمال مصنع بحي ما، أو مواقع متعددة لنفس المؤسسة مثل فروع سلسة مطاعم.
النضال على صعيد قطاع من القطاعات الإنتاجية أو الخدمية . مثلا قطاع الصحة ، السياحة، أو صناعة التعدين. والجدير بالذكر أنه يمكن ان يجري النضال في مجموع قطاعات النشاط و المواقع.
النضال الاقتصادي و مطالبه على سبيل المثال زيادة الأجور ، تحسين ظروف العمل وعدد ساعاته، الضمان اجتماعي .
النضال السياسي و مطالبه على سبيل المثال سحب مشروع قانون أو إلغائه ، نقد سياسة اجتماعية معادية للعمال، الحصول على حقوق نقابية أو سياسية جديدة، تشكيل إدارة عمالية ذاتية للموقع أو المنشأة.
النضال الاقتصادي السياسي و يحدث عندما يتيح المطلب الاقتصادى تشجيع توحيد العمال لتحقيق مطلب سياسى و بالتالي فتح آفاق نضالات أهم.
النضال التضامني مع نضال آخر لعمال آخرين.
أشكال النضال العمالى
* الاحتجاج الكلامي
* عريضة جمع التوقيعات وهى نص مكتوب يندد ويطالب ويعبر عن رفض او رغبة ما للعمال،فبإمكان العريضة ان تؤثر في بعض الحالات وأن تحقق امتيازات صغيرة غالبا ما تكون وهمية ودعائية. و تقوم بعض النقابات، عند العجز عن الفعل او رفضه، بتخليص نفسها بإطلاق عملية جمع توقيعات على عريضة أو اصدار بيان لأهداف انتخابية أو لاراحة الضمير.
* التوقف: وقف النشاط خلال مدة وجيزة ، أقصاها بضع ساعات. يعبر التوقف عن استياء أكبر وعن ميلاد نوع من الجذرية و يستعمل التوقف كوسيلة ضغط من اجل بدء مفاوضات حول نتائج على المدى القصير او مطالب صغيرة، مثل توفير الأمن الصناعى، و المنح أو أجازات، الخ.
* الاضراب التناوبى: اضراب قسم من العمال ثم عودتهم الى العمل بينما يضرب قسم آخر وهكذا دواليك. ميزته : تدنى الخسائر المالية للعمال بسبب الإضراب، بينما تكون المنشأة مشلولة عمليا والإدارة تدفع أجور عمال ضعيفي الانتاجية او حتى متوقفي النشاط. و ستحاول الإدارة تشغيل غير المضربين و اذا لم يكف ذلك ستغلق المنشأة لفترة، فالإغلاق هو الذي يقي الإدارة من دفع اجور عمال لا يعملون.
* تقليل الإنتاج إلى أدنى حد ممكن برغم استمرار العمال فى العمل. بالتباطىء فى العمل و فرط التقيد بالشكليات بالتطبيق الصارم أو المفرط لتعليمات وقواعد العمل بشكل يعرقل حسن سير الإنتاج.
* الاضراب المحدود: يكف العمال عن العمل مدة محدودة.
* الاضراب غير المحدود: توقف العمال عن العمل إلى أن يقرروا استئنافه و ميزته انه يعبر عن نوع من الجذرية فى مواجهة الإدارة، ويوقف الإنتاج كليا او جزئيا .سلبيته : فقدان الأجراء لقسم كبير من الأجرة . مع إمكانية استمرار المنشأة في الإنتاج بعمال غير مضربين أو كاسرى اضرابات، كما يمكن إنجاز الإنتاج في موقع آخر.
* إقامة حواجز لمنع غير المضربين من دخول المنشأة لمباشرة العمل. و غالبا ما تكون الظروف المادية لحاجز الإضراب سيئة و قد ينجح أحيانا قسم من غير المضربين في دخول المؤسسة، او يكونوا محجوزين بداخلها، ويواصلوا الإنتاج.
* الإضراب مع الاعتصام داخل المؤسسة وفيه يحتل المضربون المؤسسة ويخرجون غير المضربين ويستعملون كل شيء لصالحهم : قاعات الاجتماع ، أماكن النوم ، آلات التصوير والكومبيوتر ، الهاتف ، السيارات.
* يمكن أن ينحصر النضال داخل المؤسسة، أو يتجاوزها للخارج. فيتم اجتياح واحتلال مؤسسة ما مساندة للإدارة: مثل مبنى وزارة العمل أو العدل او الحى السكنى ، أو مقر حزب سياسي ، أو مقر جريدة، أو غرفة التجارة والصناعة، أو المنشأة التي نقل إليها الإنتاج. و يجب أن يسعى النضال إلى الحصول على تعاطف السكان ودعمهم. إذ يجب تفسير المطالب للسكان وتفادي ازعاج المواطنين و المستفيدين من الخدمات مثل المرضى بالمستشفى والركاب بوسائل النقل.
* المسيرة بالمدينة وهى تكشف الصراع ، وتضفي الشعبية على النضال، وتحافظ على الضغط، وتتيح تقييم ميزان القوى.
* المسيرة الوطنية وحتى الدولية تخضع لنفس قواعد المسيرة بالمدينة، لكن على نطاق أوسع.
* الحرب النفسية مثل إنتاج اشاعات، ومعلومات من كل نوع لاضعاف الخصم.
* إفقاد الاعتبار بنشر انتقادات حول جودة المنتوج او الخدمات التي تقدمها المؤسسة.
* الحاق الضرر بمصالح صاحب العمل و يمارس هذا الشكل القديم من النضال باستمرار رغم إنه غير بارز إعلاميا. و يجب استعماله من طرف أفراد واعين بمخاطره وبالنتائج الكارثية لبعض أشكاله التي قد تؤدي إلى إغلاق المنشأة. و لا شك انه سلاح شديد الفعالية وغير مكلف للمضربين ومضر بصاحب العمل. يجب دائما تذكر ان النضال يجب ان يضر بصاحب العمل وليس بالعمال او مستعملي الخدمات العمومية مثل النقل و الكهرباء و الصحة ، التغذية، الخ.
* اعادة التملك وفيه يتحكم العمال بمنتجات المنشأة أي بما انتجوه بانفسهم. و يقوم المضربون ببيع مخزونات المنشأة لتكوين رصيد لتعويضهم. و يستعمل المضربون آلات المنشأة لإنتاج منتجات يبيعونها مباشرة للسكان بخفض الأسعار مما سوف يرضي الجميع ويوفر مالا للمضربين .و يستعمل المضربون أدواتهم الخاصة فيصنعون او يقدمون خدمات مقابل مال لصالح صندوق الإضراب.
* المقاطعة وفيها يطلب الاجراء المناضلون من السكان عدم شراء او استعمال منتج او خدمة تقدمها المنشأة التي يعملون بها .
* العصيان المدني وهو رفض تطبيق قوانين الدولة والخضوع لها. على سبيل المثال دعم ومساندة الاشخاص المقموعين. عدم دفع الضريبة، و رفض تقديم أوراق الهوية عند طلبها من السلطات، او أو رفض أداء الخدمة الجندية، الخ
* الإضراب المعمم و هو إضراب يشمل قطاعا بأكمله أو عدة قطاعات أو إقليم او بلد أو مجموعة بلدان
* الإضراب العام وهو إضراب مشترك بين الفئات او بين القطاعات في منطقة ما او بلد ما او عالميا . انه السلاح المفضل لدى الطبقة العاملة.. ففي هذا النوع من النضال ينوي الناس الذين يناضلون تحدى خصومهم. ولا يلجأون إلى انتظار نتيجة الانتخابات ولا إلى الحكومة المنبثقة عنها ولا إلى الوعود الحكومية و يستند المناضلون على الفعل المباشر ، بقصد تحقيق مطالبهم الآن وهنا. و يعبر الإضراب العام عن مواجهة طبقية واضحة. وإن كان جماهيريا يصبح ميزان القوى في حالة مثلى وقد تظهر خيارات أخرى.
* الإضراب العام مع الانتفاضة و يصبح المضربون ، لأسباب مختلفة، في حالة عصيان. و ينهضون في كل مكان فاتحين الباب أمام إمكانية نزع ملكية الرأسماليين.
* الإضراب العام النازع للملكية وفيه يصبح المضربون أسياد الشارع ويستولون على وسائل الإنتاج والتبادل والاتصال وفيه توضع المنشئات والتجارة والإدارات تحت رقابة مجالس العمال. انها مقدمة تغيير اجتماعي تتحرر بواسطته الطبقة العاملة من عبودية العمل المأجور.
بعض النصائح لتحقيق النصر :
* وجوب ان تطابق أي طريقة نضال الظروف الواقعية. فلا جدوى من استعمال الوسائل الكبيرة لتحقيق مطلب صغير. مثلا: يكفي التوقف عن العمل والإضراب التناوبى او الافراط في التقيد بشكليات العمل لتحقيق مطلب بسيط. واذا تبين عدم كفاية الضغط يلزم التدرج في الانتقال إلى نضالات جذرية أكثر، و يلزم الإبقاء دوما على الضغط والانطلاق تصاعديا لأن انطلاقة قوية متبوعة بتراجع تدل على ضعف سيعرف الخصم كيف يستغله.
* الحذر من الجذريين المزيفين، والتأكد من معرفة مدى صدق الداعين إلى التجذر، بغض النظر عما ان كانوا على صواب او خطأ في اللحظة. فمن يدفعون نحو صراع حاد غير ملائم ، فهم إما أنهم يحاولون إبراز الصلابة للالتحام بالمضربين لنيل ثقتهم وخنق النضال لاحقا، او أنهم يدركون ان الفشل مضمون ويريدون استثمار التعاطف المحقق انتخابيا. وإن كانوا عملاء للخصم، فإنهم يفجرون صراعا حادا مفضيا الى فشل سيكون له أثر بالغ عندما يكون هناك هجوم متوقع لرب العمل( إعادة هيكلة، تسريحات للعمال،الخ) على جدول الأعمال لان خسائر الأجور الحاصلة من الإضراب لن تتيح للعمال إعادة استئناف الصراع عندما يحدث هذا الهجوم.
* تحليل ميزان القوى. مثلا اقتراب الانتخابات النقابية او السياسية التي تدفع السلطات العمومية إلى تفادي النزاعات.
* تحليل مستوى استياء الرأي العام او الوضع المالي والاقتصادي للمؤسسات التي يريد المضربون التحرك بها.
* تفحص حالة المخزونات من السلع، فان كانت كبيرة يمكن لرب العمل مواصلة بيع منتجاته و يخفض بالموازاة كتلة الأجور بسبب الإضراب. على العكس تؤثر مخزونات ضعيفة او على وشك النفاذ سلبيا على رب العمل.
* حذا ر من التلاعب بوقت العمل (المرونة)الذي يتيحه القانون لرب العمل، فقد يمكنه ذلك من توفير مخزونات والوفاء بالطلبيات المتأخرة بسبب النزاع مع عماله.
* تحليل حالة الطلبيات وحجم الأموال الاحتياطية وإمكانيات نقل الإنتاج الى موقع آخر.
*يمكن الاعداد لنضال باستعمال تركيب من أشكال النضال مثل الإضراب التناوبى، فرط التقيد بالشكليات، التباطؤ...
* اتقاء القمع بحماية هوية المضربين ومهامهم واجتماعاتهم... اتخاذ القرارات في اخر لحظة لتفادي وصول معلومات إلى الخصم.
* اختيار لجنة نضال أوسع من المكاتب النقابية وحدها. وتسيير لجنة الإضراب من طرف الجمع العام.
* تكوين لجان عديدة: الإعلام، التغذية، الدعاية، المالية، الإنتاج البري، يجبر هذا الخصم على إكثار استعمال كاسري الإضراب ضد المضربين.
* تطبيق الديمقراطية المباشرة في الجموع العامة ذات السيادة لتفادي سيطرة أقلية على المعركة لغايات غير التي قررها الجمع العام.
* لا جدوى من بعث أشخاص للنقاش مع رب العمل أو المدير أاو مجلس الإدارة.
*لا جدوى من بعث مندوبي العمال او غيرهم من المختصين المزعومين في التفاوض. لا فائدة منهم ما عدا الإقناع بجدواهم أو انتزاع تفويض السلطة والإقناع بضرورة النقابات الإصلاحية.
*تعرف البرجوازية كيف تستعمل أدوات لدراسة مدى استياء العمال. على سبيل المثال بمعرفة تباطؤ الإنتاج او حدوث تدهور في جودة المنتوج او تزايد التغيب عن العمل ، فيستنتج رب العمل فورا أن الأجراء مستاؤون حتى وإن أنكر ذلك او تستر عنه.
* لا يستدعي اندلاع إضراب بأي وجه ان يهرول ممثلو الأجراء المزعومون امام الإدارة ليخبروها بذلك ، فهي تعرف ذلك وتعرف حتى ما ستقترح على المضربين. ليست ثمة فائدة ترجى من مندوب العمال.
* إرسلوا مطالبكم إلى الصحافة وإلى السكان او إلى فى شكل سالة بريدية موقعة من لجنة النضال إلى الإدارة.
*اذا اظهرت الإدارة استعدادا للتفاوض او اقترح تلبية المطالب فليعرف باقتراحاتها بالصحافة او بملصق او بإلقاء بيان أو كلمة أمام العمال. وستجيب اللجنة كتابة. لا جدوى من إرسال ممثلين للتفاوض، فقد يركزون على فتات او يدافعون عن أفكارهم بدلا عن أفكاركم لا سيما اذا تعلق الأمر بمنتخبي النقابات الإصلاحية ، كما يمكن شراءهم أو قمعهم.
* اجبروا الخصم على توقيع اتفاق عدم قمع بعد النزاع. وإجباره على اداء أجور أيام الإضراب.
*يجب السعي إلى خفض الاثار المالية للنزاع على الأجراء إلى ادناها، فعلى هذا النحو يمكن للأجراء ، غير المصابين بضعف، ان يشنوا نزاعا جديدا اذا حاول رب العمل شن هجوما مضادا. ووفق هذا المنطق يجب تنظيم جمع تبرعات وحفلات موسيقية و وتوفير دعم مالي. و اضغطوا على رؤساء البلديات وعلى الصناديق الاجتماعية لإيجاد مال لدعم نضالكم .
* يجب استعمال الشرعية قدر الإمكان وبالتالي تفادي مشاكل قمع محتمل. لكن يجب ان نلاحظ ان الشرعية لا تتلاءم غالبا مع مصالح العمال . فيضطر العمال، لتحقيق أهدافهم، الى التصرف خارج الشرعية بصنع حواجز إضراب، احتلالات للمنشئات ، سيطرة على الإنتاج. لكن يجب ان نحلل بهدوء المزايا والمضاعفات. ستكتشفون بسرعة فائقة ان القانون الذي تعطيه الدولة شرعية ليس محايدا ويخدم مصلحة البرجوازية، حتى ولو بدى ظاهريا فى صالح العمال .
* ليس بالضرورة ممارسة العنف او اللاعنف ، يمكن ان يكونا معا، أي نزاع سلمي مع اندفاعات عنيفة والعكس بالعكس. تارة يكون نزاع غير عنيف وحازم فعالا وتارة العكس. ان مسيرة جماهيرية جيدة وهادئة قد تكون فعالة، لكن مظاهرة عنيفة قد تكون لها نفس الفعالية. انها مسألة سياق واختيار من قبل الناس الذين يخوضون النضال. لكن يجب الحذر من العنف وممن يحث عليه( هل المضربون او الخصوم؟)، مصالح العمال الحقيقية تدفعهم أن يكونوا انصار عالم بلا عنف وبلا سلاح . لكن فى نفس الوقت ان مقاومة العمال الشرسة و النشيطة شرعية أمام عنف البرجوازية و المتمثل فى الاستغلال، التسريح، الحروب، السجون، الخ.
* يجب أيضا ان نفكر في نمط التنظيم الملائم للنضال. هل تدافع الحركة النقابية الراهنة فعلا عن مصالح العمال ؟او أي مصالح اخرى؟ هل تلائم النضال، هل تدافع عنه؟ الا تعتمد أنماط تشاور ووساطة في خدمة البرجوازية؟ هي يجب تجذيرها؟ ما فعالية الحماية القانونية للمنتخبين؟ هل حماية المنتخبين النقابيين جيدة؟ يبدو، بالنظر الى الألوف المسرحة منهم، انهم غير محميون.
في الواقع تعرض المشاركة في أعمال نضالية غير قانونية للتسريح سواء كنت منتخبا او لا ، محميا او لا. وبالتالي فان اشكال الحماية لا تفيد في شيء... و الأسوأ ان محاولة الاحتماء بالوسائل القانونية تفضي بأنصار تلك الممارسات الى احترام القانون المفيد لأرباب العمل، والى عدم المشاركة في النضالات التي تتخطى الاطار القانوني وبالتالي الدفاع عن الشرعية البرجوازية والتحول من جراء ذلك الى معادين للثورة.. أما اعتماد الخطاب المزدوج، الشرعي في الواجهة واللاشرعي في الواقع، فهو غير ممكن غالبا لان المنتخبين النقابيين او السياسيين، مضطرين، بوعي او بدونه، الى الدفاع عن الاطار القانوني وبالتالي تعزيزه والسكوت عن انتقاداتهم بغية الحصول على الحمايات القانونية التي تقتضيها وظيفتهم . لا سيما انه يصعب لاحقا رفض الإطار القانوني بفعل ما يمنح من مزايا للفرد. و البرجوازية ستدوس، اذا استشعرت خطر النضال، كل القوانين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التهاني الرفاقية بعيدالكادحين العالميين
فؤاد محمد ( 2011 / 5 / 3 - 17:13 )
الرفيق العزيز سامح تحية
شكرا لهذا الجهد الرائع الذي اعتبرة برنامج ثوري لتنظيم الصراع الطبق وصولا للثوزة
وتنظيم الكومونة
اعانقكم

اخر الافلام

.. ا?غرب وا?طرف الخناقات بين ا?شهر الكوبلز على السوشيال ميديا


.. عاجل | غارات إسرائيلية جديدة بالقرب من مطار رفيق الحريري الد




.. نقل جريحتين من موقع الهجوم على المحطة المركزية في بئر السبع


.. سياق | الانقسام السياسي الإسرائيلي بعد حرب 7 أكتوبر




.. تونس.. بدء التصويت لاختيار رئيس الدولة