الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يكون الزرقاوي أشعل منك يا شعلان..؟

كريم كطافة

2004 / 10 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أستطيع أن أتفهم صدور تصريحات عن السيد حازم الشعلان (وزير دفاعنا..؟)، فيها شيء من الحدة والقوة، وأضعها تحت بند الحرب النفسية. أقول عنها أنها ليست بدعة، الجميع يمارس التصريحات والتصريحات المضادة، على الأخص في فترات الحروب. كذلك، قد لا يكون مطلوباً تماماً من صاحب التصريحات تنفيذ مضمونها مئة بالمئة، قلنا أنها حرب نفسية وليست حرب فعلية..
أستطيع أن أهضم كذلك تصريحات من نوع آخر تصدر من وزير الدفاع أو الداخلية أو رئيس الوزراء، عن قرب اقتحام وكر الجريمة والظلام مدينة الفلوجة، ثم يأخذون بعضهم في غفلة من الجميع لاقتحام النجف ومن ثم مدينة الثورة، سأبرر الأمر أن السادة أرادوا تشتيت أنظار العدو وحرمانه من التركيز عن مكان الضربة القادمة، على فرض أن العدو هو واحد إن كان هنا أو هناك وقيادته موحدة، رغم أن هذا مخالف للواقع العراقي..
أستطيع أن أفترض أن خطة الحكومة منذ تشكيلها إلى الآن، تركزت على محاربة محورين مختلفين من القوى المضادة للتغيير الذي حصل في العراق بعد سقوط نظامه السابق، محور جماعة الصدر وهي أقل خطورة، لسبب موضوعي وليس ذاتي، كون الجماعة صحيح أنهم قادرين على وضع اليد على الزناد، بل حتى التضحية بالنفس بطريقة انتحارية لمحاربة الحكومة والاحتلال، لكن وفي نفس الوقت كانت يدهم الأخرى على قلبهم من احتمال أن يوظف جهدهم هذا لعودة النظام القديم الذي سامهم الويل وعظائم الأمور على مدى سنين حكمه البغيضة.. لذلك كانت مقاومتهم مترددة، على شاكلة خطوة إلى الأمام وثلاث إلى الوراء. قلت أفترض أن هذه كانت خطة الحكومة، الانتهاء أولاً من هذه المقاومة المترددة، التي لا تملك مصلحة حقيقية في مقاومتها، أولاً، ثم التفرغ لاحقاً لتلك المقاومة الشرسة الجادة التي وضعت نصب عينها هدف العودة بالأمور إلى سابق عهدها بخروج قوات الاحتلال والاستفراد من جديد بالشعب العراقي، وبمساعدة أعتى قوة إرهابية عرفها التاريخ إلى الآن المتمثلة بالإرهاب الإسلامي السلفي الوهابي.. هذه مقاومة لا تمزح، تعرف ماذا تريد، مقاومة أقل ما يمكن وصفها أنها تدافع عن نفسها، كل عناصرها والموالين لها من الخارج، كانوا حتى الأمس القريب يتحكمون بالبلد وبثرواته دون شريك، ثم وجدوا أنفسهم بين يوم وليلة خارج السلطة، بل مطلوبين لذوي الضحايا وعليهم ملايين الشهادات والأدلة التي واحدة منها تكفي لصدور حكم الإعدام بصاحبها، أو في أحسن الاحتمالات ستجعله يقضي ما تبقى من عمره في سجن مؤبد..
كل هذا أفهمه من وزير دفاعنا أو لأكون أكثر صدقاً سأجبر نفسي على فهمه وهضمه..
لكن ما لا أستطيع أن فهمه ولا أن أهضمه هو أن (الشعلان) قادر على الإمساك بالزرقاوي في ظرف يومين، لكنه لا يريد أن يفعلها..!!!
لماذا..؟
إليكم هذا المقطع من المقابلة التي أجرتها معه جريدة الشرق الأوسط ليوم 27/10 عبر الهاتف:
* هل اصبح موضوع القبض على الزرقاوي صعبا لهذه الدرجة؟
ـ ليس صعبا ولكنه يستفيد من الاجواء الديمقراطية التي يعيشها البلد، وهو وامثاله يختبئ خلف الاطفال والنساء ويتخذ من الابرياء دروعا بشرية، لو كنا في نظام صدام حسين لتمكنا من القبض عليه خلال يومين. نحن نراعي الانظمة المرعية في مجال القضاء. نراقب هدفنا بدقة ونسهر للحصول على المعلومات التفصيلية خشية على جيران الهدف ولكن الزرقاوي وغيره مجرمون لا يراعون حرمة حياة الابرياء ولهذا يختبئون بينهم.
* هل تعتقد ان تطبيق قانون الطوارئ سوف يسهل القاء القبض على المجاميع الارهابية؟
ـ بالتأكيد سيتم ذلك. هناك قضايا مطلوب منا تنفيذها بكل دقة وسرية تامة وبسرعة ولكن الان يترتب علينا لالقاء القبض على مشتبه به ان نحصل على موافقة القاضي والقاضي يطلب معلومات لا تتناسب وسرية عملنا فهو يريد الاسم والعنوان والاسباب وقد يتسرب الاسم بطريقة وبأخرى وبهذا تذهب جهودنا سدى، وقعنا نتيجة ذلك باخطاء كبدتنا خسائر بالارواح من قوات الشرطة والحرس الوطني جراء المخاطبات والمراسلات بيننا وبين المحاكم والقضاة.
كان بودي التعليق على كل المقابلة، التي لم تخلوا من مثل هذا العجائب، إنما أراحني من هذا الثقل زميلي (مالوم ابو رغيف) في موقع صوت العراق وعلى هذا الرابط:
http://www.sotaliraq.com/iq/article_2004_10_26_383976645.html
كذلك الزميل فوزي الحكاك في تناوله لتخبطات الحكومة العراقية المؤقتة في نفس الموقع وعلى هذا الرابط:
http://www.sotaliraq.com/iq/article_2004_10_28_5103.html
ما أريد قوله: ماذا تنتظر يا (شعلان).. وماذا ينتظر رئيس حكومتك وكل حكومتك ومعها المجلس الوطني.. إذا كانت قوانين الطوارئ ستوفر أرواح العراقيين الأبرياء وتزهق أرواح الإرهابيين لماذا التأخير.. وهل الديمقراطية هي ديكور مقدس لا يمكن المساس به وإن جلب كل هذه الكوارث.. هي ذا أمريكا أمامك ما زالت وستستمر تتعامل بقانون أطلقوا عليه مسمى (الأدلة السرية) يوفر لهم الحق في متابعة واقتحام الهدف دون الرجوع للقضاء، وحتى غير مجبرين فيما بعد بإفشاء معلومات للقضاء يعتقدون أنها يجب أن تبقى سرية.. على الأخص وأنت تتعامل مع قوى لا تحترم الديمقراطية أصلاً ولا تعترف بها، لماذا عليك أن تكون ديمقراطياً معه أكثر من الديمقراطية الأمريكية المعمرة منذ أكثر من200 سنة.. حقيقة لا أفهم كيف أنت تفهم الديمقراطية يا سيادة الوزير.. هل الديمقراطية هي وسيلة لحياة أ فضل أم هي وسيلة لموت أفضل وأسرع..؟
إذا كانت دماء العراقيين لا تعني شيئاً للأمريكيين وهم يتبجحون في إعلامهم: أن معظم الضحايا من العراقيين. لكن هذه الدماء والأرواح تعنينا يا وزراء ويا حكومة.. كذلك إن فهمتم أن سكوت ورباطة جأش عشائر وأهالي الضحايا سيدوم، تكونون مخطئين خطأً قاتلاً هذه المرة.. أن لدماء الضحايا ثمن.. إن لم تستحصله الحكومة.. ستقوم العشائر والأهالي بتحصيله بأنفسهم.. عندها ستقولون هذه حرب أهلية لا نريدها.. لكننا لا نريد كذلك أن يُقتل أبنائنا على يد أطراف نعرفها بالاسم والعنوان ولا نحرك ساكناً..
28/10/2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو