الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتوج مقتل بن لادن لمرحلة جديدة ؟

رفعت نافع الكناني

2011 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما ، فجرالاثنين 2 مايس 2011 نجاح الولايات المتحدة الامريكية من تصفية اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والعقل المدبر لهجمات اا سبتمر عام 2001 على بلادة ... بالقول ان العدالة اخذت مجراها .... على ايدي قوة من القوات الخاصة الامريكية التابعة للمخابرات المركزية (CIA ) وتمت العملية على الاراضي الباكستان بطريقة سرية ومعدة اعدادا محكما ومخطط لها بحرفية كبيرة بمنطقة تدعى ابوت آباد شمال العاصمة اسلام آباد بحوالي 50 كيلو متر ، وفي منطقة مأهولة تضم فللا خاصة لكبار العسكريين المتقاعدين الباكستانيين وبالقرب من مؤسسة عسكرية كبيرة ومصنع لانتاج الذخائر ، وهذا يدلل على ان (القاعدة ) كانت على ما يبدو في مؤمن ومحاطة برعاية كبيرة وعلى مقربة من صناع القرار في العاصمة الباكستانية !!
ان خط البداية لنشوء هذة التنظيمات المسلحة ، كان سببة الغزو السوفييتي لافغانستان عام 1979 وتحت شعار مكافحة ومحاربة الشيوعية والدعوة للجهاد ضد هذا الغزو بمباركة امريكية ودول عربية نفطية اضافة لمصر وباكستان . من هذة الزاوية بدأ ابن لادن عام 1984 مساعداتة المالية الكبيرة لدعم معسكرات ا لتدريب الخاصة لما يسمى بالمجاهدين الافغان والعرب . وفي عام 1988 تبلورت فكرة الجهاد وكانت البداية تاسيس خلايا القاعدة في افغانستان ، وبعد انسحاب السوفييت اصبح لتنظيم القاعدة شبكة واسعة من المقاتلين ويحظى بدعم كبير من قبل مؤسسات دينية واعلامية وفكرية ، وبدأ التنظيم بالتمدد الى دول كثيرة اخرى ، واخذ القتال والجهاد يطول اصدقاء الامس وانصارة ومؤسسية ابتداءا من العربية السعودية الى الولايات المتحدة الامريكية وباقي بقاع الكرة الارضية .

ان هذا الانتشار لهذة الافكار المتطرفة قد اخذ منحى اخر غير ما كان يرفع من شعار اساسة محاربة اليهود والصليبين عند تأسيس مجموعات المجاهدين منتصف الثمانينات ، بل ان الهدف تحول الى محاربة كل فكر لايتماشى مع تطلعات القاعدة ، واصبح التنظيم يضرب على اساس طائفي وعرقي وخاصة ما تعرض لة العراق من موجة ارهابية شرسة وما سببتة من دمار على مستوى الوحدة الوطنية وتدمير البنى التحتية للاقتصاد العراقي الذي هو اساسا منهك من قبل حصار النظام السابق وما تبعة من دمار سببة الاحتلال الامريكي للعراق ... وبتاييد ودعم مبطن وعلني من قبل بعض الانظمة العربية وحكوماتها التسلطية التي بسطت هيمنتها على شعوبها لعقود من الزمن عانت تلك الشعوب اصناف من العذاب جراء مصادرة حرياتها ونهب ثرواتها والعبث بمقدراتها والتدخل في شؤون الناس ومعتقداتهم ومصادرة حرية التعبير والمعتقد والفكر.

مقتل ابن لادن توج لمرحلة جديدة قد بدأت منذ بداية العام الحالي ... وبانت نتائجها بانهيار كبير لنظرية وفكر القاعدة الذي اراد ان يؤسس لما يسمى ( عولمة الجهاد ) وشمول العالم اجمع بعملياتة الارهابية لقتل الابرياء والمدنيين وتدمير ما انتجة وابتدعة الانسان من حضارة ورقي وتمدن في كافة مناحي الحياة . فهذة المرحلة المهمة من تاريخ المنطقة العربية قد ارست دعائم نظرية جديدة اساسها الاحتجاج السلمي والطريق الديمقراطي لتغيير الانظمة ونيل الحقوق بواسطة الاعتراف بحقوق الاخرين وبناء ثقافة السلم ونبذ سياسة العنف واستخدام السلاح ونظرية الجهاد المسلح في تغيير الانظمة وعقائد الاخرين ... وهذا التوجة لدى الجماهير قد اثبت نجاحة وصحة توجهه في ازاحة بعض الحكام العرب وتغيير الانظمة بطريقة سلمية .

اذن فكر القاعدة سوف يلاقي صعوبات كبيرة بعد هذا التاريخ ، وانخفاض شعبيتة بسبب العزلة التي فرضتها تلك الثورات الشعبية والوعي السياسي للشعوب . وان مقتل زعيم القاعدة والعقل المفكر والمؤسس لة يبعث رسالة واضحة للجماعات الاسلامية المتشدة في الشارع العربي بان طريق العنف لايترك لها موطئ قدم على الساحة السياسية في المستقبل . وعلى الولايات المتحدة الامريكية ودول اوربا الغربية ان تعي حقيقة مهمة وهي العمل بصدق وجدية لحل نزية ومشرف لاحقاق الحقوق العربية في فلسطين واللعب دور الوسيط والنزيهة لانشاء دولة فلسطينية مستقلة ولجم اسرائيل في تعنتها لاغتصاب حقوق العرب وتلويحا بالقوة والتجبر ، لان القضية الفلسطينة هي السبب المهم لتحريك العواطف ضدها والمحفز لكثير من التنظيمات الاصولية المتشددة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة