الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج - 1 -

عادل الخياط

2011 / 5 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


دائما ما يُشار من قبل المثقف العربي إلى خواء النقد العربي في الأدب والسياسة وغيره : لا يوجد عندنا نقد , لا توجد عندما مدارس نقدية , لا يوجد عندنا نقاد بمستوى النقد بوصفه أحد الصنوف الفنية التي ترتكز على ثوابت وأصول على شاكلة النقد الأوروبي الرصين . وقد يتضمن هذا تساؤل من نوع : لماذا الأدب والفن العربي مُهمش عالميا ؟ فلم نر عملا أدبيا عربيا أثار زخما إعلاميا مثلما أثارته رواية " ماركيز , مائة عام من العُزلة " القادمة من بُؤر أميركا الجنوبية المُفعمة بالديكتاتوريات العسكرية والتخلف الإقتصادي والإجتماعي لعشرات السنين , طبعا إلى غيرها من الأعمال الأدبية , ولم نر فيلما سينمائيا عربيا قفز إلى سعفة من خوص في المهرجانات العالمية , رغم الثروات الطائلة التي تُنفق على المجال السينمائي العربي , وأن رواد هذا الفن قد غدوا ميليارديرية بفعل الأعمال الضحلة المُسوقة لشعوب تتحكم فيها قيود لم تستطع الإنعتاق منها تحت أي ظرف ! مع انك تجد أعمالا أدبية وفنية قادمة من العالم الثالث غير العربي ولا تمتلك تلك الهالة المالية الفاحشة , تراها تتبوأ مكانة عالمية في الفن والأدب !

ولهذا , هل يعتقد سلام عبود إنه مُختلف في نقده ؟ أم أنه ينتمي لسلسلة إرثه الإجتماعي والنفسي القائم على النقد القادح للموضوع الذي يتناوله , مثلما ذُكر في السطور , ومثل العينة التالية : فذات يوم قرأت نقدا لأكاديمي عراقي في جامعة بغداد عن رواية " الطيب صالح , موسم الهجرة إلى الشمال " , كان الموضوع في " مجلة أقلام التي يرأس تحريرها , علي العلاق " كان ذلك النقد لم يكن نقدا , كان أشبه بصواريخ أرض أرض على الرواية وكاتبها وعن الآراء التي قيلت بحقها , إلى حد أنه مسح ومسخ الرواية وكاتبها ومن أبدوا آراءهم بها " .. لا أتذكر إسم هذا الأكاديمي , لذلك طلبت ذات يوم من صديقي " كريم جثير الكاتب والمخرج والممثل المسرحي " أن يسأل " العلاق الذي كان على علاقة بـ " كريم " أن يسأله في مخابراته المستمرة معه عن عدد مجلة أقلام الخاص بالرواية والذي هو في الحقيقة عددين في عدد واحد , وتأملنا أن نحصل عليه ولكن شاءت الوقائع بغير ذلك . ولا أعتقد أن ذلك مُهما ما دامت العقلية النقدية مثلما أشير لها هنا , وسنرى إن كان " عبود " أو إنه يعتقد يبتعد أشبار عن البقية , هذا إن كان يعتبر نفسه أو كتابه نقدا لواقع معين , بل , ومن المؤكد , أنه هو بالذات وقبل القارئ يعده فصلا تشهيريا من فصول التشهير الكثيرة التي يفتخر بها , والتي تُعد علامة مميزة لهذا الشخص , وأعتقد أن الجميع على دراية بها .

يبتدئ الكاتب بحثه عن محتوى كتابه بفقرة تقول :" لا يُعنى هذا الكتاب بالخلافات النظرية والحزبية والأشخاص، بل يجعل من التوثيق، وليس التصورات السياسية والأحكام النظرية والعواطف، الناظم البنائي لمنهج بحثه ."

التوثيق , وهل التوثيق بُني على تصور عدمي , أم أنه إمتداد لتصور نظري وحزبي , بإعتبار أن التوثيق مُقترن بعنوان كتابك " المثقف الشيوعي .... " الذي أنت منهم - فإذا إعتبرنا أنك تمثل الجانب النظري النقي الخالص , فإن الجانب الحزبي يتجسد في بقية المثقفين الشيوعيين الذين تخلوا عن البُعد النظري الذي أنت تمثله , وبذلك أخذت تصب جام غضبك عليهم ! يضاف إلى ذلك مفردة : لا يعني بـ " الأشخاص " - مع ان الكاتب يؤكد في اجزاء كتابه لحد الآن على الـ " أشخاص " او على الأخص شخص واحد بعينه واذنه , ونكرر " شخص واحد " أما بقية الكتاب أو الأشخاص فهم تلميع يحاول من خلالهم أن يوحي بعدمية التشخيص , وهذه التشخيصية ربما سنذكرها لاحقا وكيف أنها أثرت على الكاتب نفسيا لسنوات طويلة وقولبة كتاباته ضمن هذا الإطار النفسي . أما فقرة التصورات السياسية والأحكام النظرية والعواطف أنها ليس الناظم البنائي لهذا الكتاب , فتلك ليس أنت الذي تحددها إنما القارئ , ولعل السطور الواردة قد أفصحت إن كانت العواطف والشخصنة هي الأساس الذي بُني عليه الكتاب أم شيء آخر ؟

لا أدري إن كان الكاتب على مساس بعباراته , هل هي إنفعالية تنم عن خلفية نفسية مثلما ورد , أم أنها حقا تعكس وضع الحزب الشيوعي ؟ لنتفحص هذه الفقرة :

" قائمة الصدمات والمعضلات التي عاشها الحزب الشيوعي العراقي ومناصروه طويلة وشاملة، مسّت جوانب الحزب السياسية والتنظيمية والعقائدية والدعائية كافة، باستثناء ثلاثة أمور سلمت تماما من أثر الهزة العميقة، التي رافقت الاحتلال، هي: اسم الحزب، وشعاره، وأوهام المكانة الجماهيرية، التي خسرتها القيادة الحزبية، في أول انتخابات أعقبت فشل الحزب في الاحتفاظ بمناصبه الحكومية "
.

ما هي الصدمات الطويلة والشاملة يا صاحب والصدمات أنت أدرى بها ما دمت من ضمن هذا الحزب كما تزعم ؟ ما هي الصدمات وتاريخه مفعم بالصدمات , منذ إعدام قادته الأوائل إلى إضطهاد عبد الكريم قاسم له إلى إنقلاب شباط إلى التصفية في نهاية السبعينات إلى ظلام كهوف كردستان , التي يصفها أحد ما : أن الشيوعيين بعد نهاية حرب كردستان ونزولهم لمُدن العالم لم يعرفوا حتى جهاز الفيديو ! فهل تعتقد أن ما يجري اليوم في العراق يُعد صدمة للحزب وهو الذي خبِر الصدمات منذ تأسيسه ؟ إلى ذلك : ما هي الصدمات بالضبط , أنت مشكلتك تنقل كلاما شفهيا ولا تدمغه بواقعة مجتمعية ما , كل ما سردته الى الآن خال من اية واقعة تبرهن بها اقوالك , قد يقول عبود انه يتناول المثقف الشيوعي وما ينقله من وجهات نظرهم هي التي تعنيه , إذن لماذا تحشر الحزب الشوعي , فقد يحاججك أحد الشيوعيين : بأن الحزب هو حزب سياسي ويسلك سلوكا براغماتيا في حالات تستوجب هذا التعامل وليس انت الذي تحدد سياسته .. ( وهذه الحالة سوف نتناولها بعد قليل على خلفية ما يذكره عبود عن كامل شياع )

أما الآن فنحن بخصوص وخز المفردات , فسلام عبود متناقض حتى في المفردة الواحدة وليس العبارة أو الجملة فقط , الصدمات الطويلة , فمفردة " الطويلة " تعني " الزمن الطويل " وهي لا تصلح في السياق لأن ما يعنيه الكاتب هي الفترة الزمنية القصيرة ما بين 2005 إلى فترة كتابة الكاتب لكتابه , فلو قال مفردة " الكثيرة " لكانت أصلح , أيضا مُفردة " الشاملة " لا تنفع , فهو إستثنى ثلاثة أشياء " إسم الحزب وشعاره والمكانة الجماهيرية حتى وإن كانت وهماً , فكيف تكون قائمة الصدمات " شاملة " وقد حافظ الحزب على أهم ثلاثة ركائز , أهم ثلاثة ركائز يطمح أي تنظيم سياسي في العالم للحفاظ عليها في زمن الأزمات . إذن بماذا تشكل يا سيد وشطحات سردك تكتنف حتى المفردة الواحدة .

وبعد المفردة لننظر إلى الثلاثة التي سلِمت تماما من أثر الهزة العميقة التي رافقت الإحتلال : هي إسم الحزب وشعاره وأوهام المكانة الجماهيرية , إسم الحزب , " أين الربط , يعني ماذا تعني بـ : الذي سلِم إسم الحزب وشعاره ؟ بمعنى سلِم مِن مَن , من الإحتلال , من الوضع العام , من الشيوعيين أنفسهم , سلِم مِن مَن بحق المن وفلسفة زن البوذية ؟! وبعدين لماذا سلِم إسم الحزب وشعاره , فالمُفترض والبديهي أن إسم الحزب وشعاره هُما أول من يُوجه لهما البارود من ؟ أيضا نعيد التساؤل مِن مَن ؟ سوف أرتاح نفسيا لو يقول لي مِن مَن! .. والذي سلِم كذلك :
أوهام المكانة الجماهيرية " وهذه بحاجة إلى تداخل سوف لن يطرأ على عقل سلام عبود لو عاش مليون سنة , وسوف نقيسها على الشكل التالي :حزب سياسي , يعيش على وهم جماهيري وبعد ان تنفض عنه الجماهير يكتشف انه كان يعيش في وهم خيالي فلا بد أن يُصاب بصدمة , إذن كيف من ضمن الأشياء التي سلِمت هي أوهام المكانة الجماهيرية , فقد كان المفروض بعبود ان يقول عن تلك الحالة أنها أهم الصدمات التي واجهها الحزب , فالطبيعي ان أي حزب في العالم يعتمد على القاعدة الجماهيرية , فإذا ما فُقدت سيُصاب بأشد الصدمات , أيها المصدوم سايكولوجيا .. هذه زاوية او مستطيل او مربع , أما الزاوية الأخرى : ما هي تلك الأوهام الجماهيرية التي إغتر بها الشيوعيين إلى حد الوهم , وما هي المناصب الحكومية التي أنتزعت منهم , هل هي منصب وزير الثقافة , هل هي وجود عنصر واحد يُمثلهم في البرلمان , ما هي تلك الأوهام يا سيد الوهم , ماذا تعتقد لو كان " كامل شياع " حيا ويقرأ هذا التهافت ,- وأقول كامل شياع , لأنك غالبا ما تستشهد به وتعتبره صديقك وما إلى ذلك - ماذا تعتقد سيكون سلوكه معك , بالنسبة لي أعتقد أن " شياع " رغم وداعته وصدره الرحب فإنه سوف ...

وما دمنا قد وصلنا إلى كامل شياع سوف نذكر ما قيل في السطور الواردة, والذي يندرج ضمن سلسلة التهافت , ففي الوقت الذي لا تقيس مديات تهجم عبود على الحزب تراه يذكر في موقع آخر من كتابه أن كامل شياع يُمثل وُجهة نظر الحزب الرسمية , وفي ذات الوقت يقول الحزب ممخورا من الداخل ! هل ما تثرمه لُغز أم شطحة , أم فقدان البوصلة العقلية كما تذكر في أحد عناوينك الفرعية ؟ فماذا يعني موقف الحزب الرسمي الذي يُفصح به كامل شياع , أليس يعني المكتب السياسي واللجنة المركزية وأمين عام الحزب , هل ينطق كامل شياع بإسمهم أم أنه يُزيف ما يصدر عن مسؤوليه إذا كانوا ممخورين من الداخل كما تزعم؟ ولا نعلم لماذا ظل ولاء كامل شياع لهذا الحزب صميميا ما دام الحزب بتلك الممخورية , ولا ندري لماذا لم تصدر منه مبادرة , موضوعا , بحثا , دراسة , ملاحظة مقتضبة في محاولة لتعديل الإعوجاج أو الإشارة إلى العناصر الإنتهازية والموبوءة داخل قيادة الحزب ؟ وفي هذا السياق - سياق كامل شياع - لعل
الأشد إستشاطة في تاريخ " سلام عبود " عندما إطلع على موضوع الكاتب " إبراهيم أحمد " المنشور في موقع الحوار المتمدن تحت عنوان :كامل شياع : المعركة غير المتكافئة , وبتاريخ 30 - 8 - 2008 والذي يرد في إحدى فقراته ما يلي , أو , لا موجب لذكر الفقرة , كون موضوع إبراهيم أحمد كله يعطي إنطباعا عن مدى علاقة كامل شياع مع إبراهيم أحمد أو أي مثقف آخر .

وهذا يوضح التحايل العاطفي المُغرض الذي يستخدمه عبود بإقحام إسم " كامل شياع " لأن الواقع يُبرهن أن شياع كان مرِناً في التعامل مع الواقع والمثقف العراقي ومنهم إبراهيم أحمد الذي كما يزعم عبود أنه أحد مناصري الإحتلال من خلال تعبير كامل شياع عن ترسيخ الوعي التبريري المحافظ , وهذا تلاعب آخر باللغة والعاطفة معا , أو إستغلالهما في تشويهات عبود للآخرين .. مع أن الذي تستشفه من مقال إبراهيم أحمد يُمثل عين المنطق عندما يُنوه عن الحرب مع الذات , وأن المشكلة الأساسية ليست مع المُحتل , إنما مع ذواتنا , وغيرها من التنويهات التي تنظر للواقع العراقي - الإخطبوط الإسطوري - بعقل فاحص تاريخا وحاضرا , وان كامل شياع كان يتماهى معه في تلك الرؤية , وإلا كيف نفهم رجوع كامل شياع الى العراق في مهمة بناء ثقافة رصينة ووطنية , هل كانت مشكلة كامل شياع مع مثقفين مثل إبراهيم أحمد , أم مع المُلا الروزخون الذي يذكره إبراهيم احمد في مقاله :

" لم يستطع كامل أن يجعل ولا حتى سينما واحدة أو مسرحاً أو قاعة موسيقى تفتح أبوابها ،كانت مقترحاته ومشاريعه تحبس في أدراج متنفذين يلبسون العمامة الضيقة على عقولهم لا على رؤوسهم! "

غير أن الأكيد أن أشد الفقرات مغصا في أحشاء سلام عبود في ذلك المقال هي التي تقول :

" بينما كثيرون حتى من دعاة التقدمية في الداخل والخارج راحوا يتفرجون، بل ويكيلون الطعنات والاتهامات ،متجاهلين أن المعركة في العراق في جوهرها هي معركة بين القديم والجديد،بين الوعي والغيبوبة ، بين الانفعالي والموضوعي ، وبين الشعوذة والدجل من جهة وبين العلم والحقيقة من جهة أخرى،بين الوطنية العميقة المدركة لتفاصيلها وممكناتها، وبين الوطنية السطحية المستهلكة المتوارثة كالثياب التي فات زمانها "
وأول أولئك الذين يكيلون الطعنات والتشهير والذين يجلسون على مرمى صاروخ بالستي عابر للقارات من أصقاع العراق إلى القطب الشمالي , هو سلام عبود , فعندما يشير إبراهيم أحمد لأولئل البعيدين عن الواقع العراقي , فإنه يقول بصراحة لهم : لماذا لا تذهبون إلى هناك ولو لبضعة أشهر , تتحدثون خلالها إلى إبن الشارع والعامل والفلاح والروزخون الصغير والكبير ورب الأسرة والمرأة والمتسول والموظف الحكومي والطبيب والمهندس والتاجر وعضو البرلمان والعصابات والميليشيات والشرطي والجندي والمجنون وصاحب العاهة .. في المكاتب الحكومية , في المنشئات الصناعية في التعاونيات الفلاحية في النقابات العمالية , في دور التعليم من الجامعة إلى المدرسة الإبتدائية أو رياض الأطفال - إذا كان عندنا رياض أطفال - في المستشفيات في الملاعب الرياضية .. إلى .. إلى .. لماذا لا تذهبون وتجسون الواقع عن قرب , ليس لأجل أن تُكونوا رُؤىً آنية عن الواقع الحالي , إنما لتتبينوا واقعا مجهولا لكم منذ أربعين عاما , فمن الكارثة انك تكتب عن مجتمع هجّرته منذ أربعين سنة , والأنكى كارثية عندما تكون تلك الكتابة ثِمارا غير طازجة للطعن والتشهير لكن هذه السيلانات ربما لها حديث آخر مقرونا بحدث ما اشار له عبود في أحد أجزائه السردية . غير أن أحد النافحين بإتجاه صاحب الطعن ربما سيحاججنا بالمضغ : أن الحزب الشيوعي قد غاب عن الساحة منذ 79 مثل الآخرين الذين هجروا العراق منذ أكثر من ثلاثة عقود , فهل تراه يدرك التحولات التي حدثت في العراق ؟ : هي هكذا تُقاس الأشياء , حزب سياسي تأسس منذ سبعة عقود وله رصيده الموروث في الواقع العراقي ولا يعلم بما يجري في الواقع العراقي كونه يعيش في كهوف كردستان , وليس ان ادبياته , رغم الظروف القاهرة التي كان يرقد تحت وطأتها , كانت تصل إلى أقصى موضع في جنوب العراق , وهي تستقصي الواقع العراقي والعربي والعالم أجمع ! فأي وهم - عودة إلى الوهم -ْ الوهمْ ياسيد الوهم .. ونحن في الواقع لا نعرف ما يرمي إليه صاحب الوهم هذا , هل يود أن يلج التاريخ من خلال هذا التشويه والطعن , هل ثمة عِرق يخز نخاعه في هذا الإتجاه , حيث يُقال : أنه ليس هناك مثقف عراقي لم يسلم من قدحه وأنه نفسه يعترف بذلك , فهل يعتقد أن التشويه هو حصان طروادة في مُخيلته ؟!
غير ان المرء هنا ليس بحاجة إلى بذل جهد لإيجاد صيغة تعبيرية في الرد على فراسيخه الملتوية في الطعن , إنما سننسخ تعبيره في الجزء الثالث الذي يعكس تلك الحالة , التعبير الذي يقول :


" إن تحليل هذا النص تحليلا لغويا خالصا، يرشدنا الى القاعدة العقلية التي أضحت إحدى ركائز البناء النظري والعملي للحزب الشيوعي العراقي: "نظرية أفضل السيئات"، التي نادى بها رئيس الحزب حميد مجيد."

فأولا إن تعبير " ياسين النصير " وحميد مجيد " لا يعنيان بناء نظري , فهما مجرد رأي وتعبير , فهل نحن إزار نظرية فائض القيمة لـ " ماركس " أو النظرية النسبية لأنشتاين لتقول " نظري ونظرية " , ما هي النظرية ؟ لماذا هذا السِفاح في التحريف ؟ وبغض النظر عن الشتائمية الفاقعة في هذا التعبير الرديء من النخاع إلى الكاحل , لكننا سوف ندمغه على توصيفاتك لتكون الرداءة مضاعفة حسابيا , فإذا كان كلام " ياسين النصير " يُمثل إحتيالا لغويا حسب رأيك , فكذلك أنت سوف تنضم لمنظومة الخلل في تطويع اللغة لغرض في دخيلتك , والغرض هو عن شخص بعينه لا النصير ولا حميد مجيد ولا المختار ولا العشرات الذين تناولتهم شفرتك الغير حادة , غير حادة , بالعراقي الدارج " إوداعتك شفرتك ليست حادة " وما قلناه يُبرهن وما سوف نفرمه . فمثلا , وما دمنا بخصوص اللُغة , عبارة :" أفضل السيئات , لـ حميد مجيد " التي تشير إليها هنا وأفردت لها مقالا ساخرا في السابق , هذه العبارة صحيحة مليون بالعشرة أو بالسبعة أو بالـ.. بكيفك , لا يهم , كيف صحيحة ؟ أنا أقول لك كيف : قبل أيام حدثت مواجهات كُروية من أرقى طرازات كرة القدم العالمية , المواجهات التي تُسمى " الكلاسيكو " التي تعني قمة اللعب الكروي بين فريقي " ريال مدريد وبرشلونة الأسبانيين . في آخر لقاء فاز نادي برشلونة على الريال , في اليوم التالي ظهرت تعليقات الصحف الأسبانية المُؤيدة للفريق الملكي من صحف العاصمة مدريد , والمناهضة له من صُحف المقاطعة الكاتولونية , ومن ضمن تلك الصحف البرشلونية الكاتلونية علقت صحيفة " دايلي سبورتس " بالقول عن " جوزيه مورينيو" مدرب العاصمة الأسبانية : أنه أسوأ الخاسرين " , وهذا التعبير يوضح مدى الغطرسة التي يمتاز بها مدرب ريال مدريد الذي جعل لاعبيه أشبه بوحوش في ساحة كرة القدم في جميع المباريات التي خاضوها ضد فريق برشلونة , وإضافة لذلك كيف أنه خلّقهم بأخلاقه الفظة في التعامل مع الفريق الكاتلوني في محاولات إستفزازية يظن من خلالها أنه يستطيع كسب الرهان أو المباراة .. وليس القصد هنا الإستشهاد بصحيفة أسبانية عن مدى خطأ التعبير أو صحيحه ,لكن على الأقل نوع من اللياقة , هل تعتقد أنك حصيف لغوي , أم ساخر إمتيازي , لا أعتقد أنك لا ذاك ولا هذا , ولو أردت أن نستعرض مديات أخطاءك الإملائية والنحوية والتعبيرية فلا مانع , لكن ألا تعتقد أن ترصدا من هذا النوع يُعتبر غير لائقا , ومع ذلك أن تعبير أفضل السيئات الذي تسخر منه هو تعبير صحيح , وهذه تجدها في المقارنة في اللغات , فما دمنا في كرة القدم سنقول : أن ريال مدريد أسوأ الخاسرين لأنه لعب بشكل سيء , لكن لو أخذنا منتخب البرازيل في مونديالي 1982 و 1986 سنقول إن منتخبي البرازيل في ذلكما المونديالين أفضل الخاسرين , لأنهما كانا أفضل الفرق لِعباً جماليا في كرة القدم .. وبذلك أن أميركا أفضل السيئات حقيقة مطلقة , فإذا كانت أميركا سيئة , فهناك الأسوأ منها التي تحيط بالعراق , وهنا سوف ندخل مع عبود في سجال , وهذا الجزء وغيره من سلسلة أطنان التناقضات لسلام عبود هي التي تهتم بتلك القضية , والتي ستكشف السيء والأسوأ والتي ستكشف كذلك كيف يتحول هذا الشخص في موضع ما من شيوعي نقي إلى عمائمي صِرف , ثم إلى " علاوي " ثم إلى . , ليس في سبيل تبيان الأشياء على حقيقتها , إنما لأجل التنفيس عما يكتنفه من رُكام نفسي يغل دواخله , وهذا الجزء أظهر سهما من تلك الدواخل , والأجزاء التالية كفيلة بالبقية .. أما الأشياء التي وعدنا بها فستكون في الجزء الآخر , وإن كانت قد إتضحت معالمها لصاحب الشأن في هذا السرد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نقد لاذع
نبيل عبد الأمير الربيعي ( 2011 / 5 / 3 - 21:00 )
استاذ عادل تحية طيبة
لي را] في كتابات سلام عبود وان احتفظ به لنفسي ولكن من غير الصحيح الرد ولو بكلمة على جميع مقالات سلام عبود فهذا التشهير بالحزب الشيوعي العراقي حتى اعداء الحزب لا يجرؤا البدء به فكيف سلام عبود وما هي مصلحته في هذا النقد, بدل نقد الحزب والحزب من مبادئه النقد والنقد الذاتي علية ان يفضح ما يحصل في بلدة من حالات الفساد والتزوير والقتل على الهوية ومصادرة الحريات وغلق مقر نقابة العمال والسيطرة الدكتاتورية عليه وخطواتهم الفاشله في نية غلق مكتب الحزب في بغداد وبيع عقارات الدوله للأقارب والمعارف والسيطرة على مساحات شاسعة من قطع الاراضي وترك المواطن بدون خدمات ضرورية والتعامل مع المقاولين واصحاب المشاريع بنسب معينة لكتلهم والكثير الكثير .فأنا ادعوا سلام عبود الى ترك الحزب بحالة وسلوك طريق آخر بدل الافلاس في الكتابة ومحق التاريخ القديم


2 - الزبد سيذهب جفاء
ايار العراقي ( 2011 / 5 / 4 - 23:49 )
شكرا للسيد الخياط على هذا الرد الوافي وان كان يعدنا بجزء اخر سننتظره بكل تاكيد
قرائت سلسلة مقالات السيد عبودولم اجده يخرج عن اطار ماداب الكثيرين من مضيعي المشيات وليس المشيتين وحسب عن ترديده منذ زمن طويل دافعهم الاول هو الكره والحقد الغير مبررين بل انا لم اجد بصراحة ما يستوجب الوقوف عنده لمعالجته بجدية
المسالة اللتي المتني وستالمني اصرار البعض ومنهم السيد عبود على الارتزاق بدم الشهداء واتخاذهم من ذكرى هؤلاء الاناس الرائعين معابر لغاياتهم بدون اي احترام لذكرى ورغبة هذا الشهيد وفي هذا الصدد ادعو السيد عبود لقرائة نعي الشهيد شياع لنفسه في رسالته المنشورة في الثقافة الجديدة عله يصل الى مايسكن ويهدا من غلوة الكره او ربما يصل لبعض الفهم لاسباب عودة شياع للوطن
للسيد عبود ولعشرات من امثاله اقول نعم الحزب مثلما تعتقدون في كوامن شخوصكم وهو اسؤ مماتتصورون في نظر بعض من موافقيكم او مريديكم حسنا اين انتم؟ماهو مشروعكم؟ماذا عملتم وماهو برنامجكم؟
انا اعرف الجواب واجزم بانكم تعرفونه لذا اقول امضوا في دربكم فانتم متلاشون بلا ادنى شك لان الزبد سيذهب جفاء كما خبرتنا الايام

اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA