الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلالـــة ألملــك !!!

عبد الفتاح مرتضى

2002 / 8 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                  جلالـــة ألملــك !!!

 

تعقيباً على مقال السيد علاء اللامي حول الوضع الملكي في العراق،وفي نفس السياق الذي تحدثنا به سابقاً حول رأينا بالحكم الملكي المزمع إقامته في العراق،فإني أود أن أوضّح وأضيف بعض المعلومات لهذا الموضوع الحسّاس والمهم شاكرين للسيد اللامي بما قدّم وكذلك ألأخوة ألآخرون الذين ساهموا في إثراء هذا الموضوع

بدايةً،فإن السيد(طالب باشا النقيب)كان ضد الوجود العثماني ويحاول بكل الوسائل الممكنة ألاّ يقف بوجه المدفع لكنه لا يخفي مقته الشديد للعثمانيين،لذلك فقد أسّس جمعية خاصة وأصدر صحيفة له بإسم (صدىالدستور)تكون اللسان الناطق للجمعية (مكتبة باش أعيان الخاصة-بصرة)،والتهمة المسنودة اليه من قبل البريطانيين أنه كان يعيد للذاكرة أعمال (روبن هود)،حيث كان يستولي من حين لآخر على بعض أموال كبار التجار لتوزيعها على الفقراء والمعوزين(ولم ترد أي ملاحظة من أحد بشكل محايد حول هذا الموضوع ونتركه للمؤرخين لإثبات صحته من عدمه)وفي عام 1914،ومع بروز بوادر الحرب العالمية ألأولى وألإحتمالات الكبرى بدخول ألإمبراطورية العثمانية الحرب بجانب دول المحور،فقد إستعد(طالب النقيب)لإستغلال الفرصة،فسافر الى منطقة الكويت للإلتقاء بشيخها(آل الصباح)كون الكويت(وهو إسم عراقي صرف تصغيراً لإسم كوت وتعني مكان العشيرة المحوطة بسور كما يلاحظ ذلك في مدينة الكوت وبعض أحياء البصرة مثل كوت الحجاج وغيرها)،ولكون الكويت تابعة مثل ألإحساء والقطيف لسنجق البصرة في الحكم العثماني،فقد إتجه(طالب النقيب)لشيخها محاولاً الحصول على مساعدته فيما يزمع القيام به،خصوصاً وأن النقيب معروف ليس للبصريين فقط بل وألأماكن المجاورة،لكنه(أي النقيب)للأسف لم يكن يعلم بما في السر من إتفاقات سرية عقدها شيخ الكويت وآل سعود في نجد مع الحكومة البريطانية،فلم يحصل على إسناد من شيخ الكويت بدعوى ضعفه أمام جبروت العثمانيين،فلم يكن من أمر (النقيب)إلاّ أن يتوجه الى (ألعَود) ألآخر أمير نجد(آل سعود)،فإستقبله آل سعود بحفاوة إستقبال الذئب للفريسة القادمة بنفسها الى الفخ،وفي اليوم التالي توجه الرحل الى البصرة وفي منتصف الطريق أمر آل سعود بإيقاف المسير للراحة بشكل مريب،ولما إستفسر(النقيب)وطلب ألإستعجال بالوصول قال له آل سعود(وهو ماعرف عنهم من مكر وخبث)لدينا الوقت الكافي ولا داعي للإستعجال،وكذلك في اليوم التالي فعل مافعل،ووصلت ألأخبار اليهم وهم في الطريق بأن (ألإنكليز)دخلوا البصرة والعثمانيين إنسحبوا،ولما دخلوا الكويت وجدوا قوات بريطانية بإنتظارهم لا كمستقبلين بل لإلقاء القبض على(النقيب) ونفيه الى الهند بسبب رفضه التعاون مع البريطانيين سابقاً على غير مافعل آل سعود وآل صباح،مذكراً إياهم بإستلهام فكرة الحرية من ثورة (الشريف حسين بن علي)ملك الحجاز ومايجاورها(أنظر-البصرة في عهد ألإحتلال البريطاني-حميد أحمد حمدان التميمي،أربعة قرون من تأريخ العراق الحديث-سه لونكريك،لمحات إجتماعية من تأريخ العراق الحديث،ج4-دعلي الوردي،العراق في ظل المعاهدات-عبد الرزاق الحسني،البصرة في أدوارها التأريخية-عبد القادر باش أعيان،شخصيات عراقية-خيري أمين العمري،إضافة لكتاب مذكرات للمرافق الشخصي للنقيب للأسف لايحضرني أسمه ألآن)،وظل (النقيب)في المنفى حتى عام 1919 أي بعد إنتهاء الحرب،وشارك النقيب في أول وزارة في عهد ألإحتلال ومسك وزارة الداخلية،وبعد ثورة العشرين والمناداة بضرورة التعامل مع العراقيين كما المصريين وليس الهنود،تم ألإعلان عن التهيأة لحكم مدني في العراق وتم ترشيح ثلاثة،طالب النقيب وعبد الرحمن ورشحت بريطانيا ألأمير فيصل،ولأن بريطانيا تعرف النقيب جيداً وما يخطط له ألا وهو إستقلال العراق،فقد قامت بنفيه مرة أخرى الى الهند حتى عام 1927،ولما عاد،كان قد أنهكه النفي والكبر والمرض،فقام بمبايعة الملك فيصل وتوفي بعدها بأشهروتذكيراً لبعض الحقائق التأريخية،فإن الشريف حسين بن علي لمّا قام بثورته ضد الوجود العثماني،عرضت عليه بريطانيا تقديم المساعدة لكنه رفض بدعوى تحريم التعاون مع كافر ضد مسلم رغم إبتعاد الحكم العثماني عن كل مايمت بصلة للدين ألإسلامي،وأنه إذا أرادت بريطانيا مساعدته ففي بيع السلاح له وليس إهداءه،لعلمه بأن الإهداء وراءه تنازلات،مما حدا ببريطانيا الى وقف إيراد ألأسلحة له عن طريق مصر والسودان الى الوضع الذي وصل اليه الشريف حسين بعدم مقدرته على تشغيل طائرتهولما إنتهت الدولة العثمانية،وألإتفاقية السرية التي عقدتها بريطانيا مع آل سعود المتعاون معها حدّ العظم،قامت بإرسال الشريف حسين الى فلسطين وإمارة ألأردن ليكون ملكاً عليها،إلاّ أنه لم يقبل بموضوعة التسهيلات التي تقدمها حكومة بريطانيا لليهود،فقامت بريطانيا بنفيه الى جزيرة قبرص ومات هناك وهو يشحذ الخبز إمعاناً في إذلاله وليكون عِبرة لإبنه الخائن عبد الله الذي قدّم كل التسهيلات لبريطانيا واليهود وأشهرها تنازله عن الشطر الغربي للقدس عام 1948 مما حدا بأحد الثوار الى قتله ، واليوم تمجّد العائلة الحاكمة في ألأردن هذا الملك وتعتبره شهيداّ !!!ولما حاول الملك طلال إعادة مافعل جده الشريف حسين إتهموه بالجنون وعزلوه ومات بشكل غامض!!ثم كان الملك حسين وتأريخه لا يشرّف العرب مثل تأريخ جده عبد الله،وأخيراً جاء  شحت الله(عبد الله الثاني)ليكمل المسيرة بل ويضيف،مثلاً أعاد كتابة إسم ( عون )على الجواز ألأردني الجديد،وعون هو إبن بالتبنّي لأحد أجداده الذي لايملك حفيداً لإرثه،وجاءه البريطانيون بطفل ليتبناه وليكون وريثه في العرش،ولما تعلّق به ألأب وكبر الطفل والملك على أبواب الموت،ذكّره البريطانيون بأصل الطفل فإذا هو يهودي !!!ولكن الملك لايستطيع ذكر ذلك على الملأ،وظل سراً حتى أعاده الملك شحت الله ذكره إكراماً لأسياده اليهود ألآن !!!وقد إطلعت وأنا في ألأردن على هذا الكتاب ولكن للأسف فإن خوف صاحبه منعني من ألإحتفاظ بنسخة منه،وقد ذكر لي هذا الرجل بعدما شرحت له ماحصل ويحصل في العراق من تعذيب وإعدامات وإرهاب،فقد ذكر لي بأن ألأردن مثل العراق في هذا النهج حتى عام 1996،ومجزرة الكرامة عام 1968 هي إتفاق ضمني بين الملك حسين وإسرائيل في ضرب قواعد الفدائيين الفلسطينيين وقاموا بإلإشتراك في مجزرة الفدائيين الفلسطينيين هناك،وبعض ألآثار على المذابح ضد الفدائيين موجودة ألآن في مدينة جرشهذا تأريخ العائلة الملكية في ألأردن،وأعتذر عن ذكر تفاصيل أخرى لأن أصحابها مازالوا يعيشون في ألأردن ولا نريد أن يتم إيذائهم ونحتفظ بها للأيام

أما موضوعنا ألأساسي وهو :جلالـــةألملــكفما زال حتى ألآن تذكر هذه العبارة وبتشديد كبير إضافة لما ذكره ألأخ اللامي حول أنواع العقوبات التي يتعرض له المواطن إن مسّ أصحاب السمو الملكيونحن نتحدث عن الملوك العرب بالذات ولكونهم جميعاً مسلمين(في الجنسية فقط)إلاّ أنهم لا أدري أيعرفون ماتعني كلمةالجلالة ؟!!!

لقد قمت بتحليل لأصل الكلمة وكانت كالآتي:

إنّ لفظ ألجلالة يطلق فقط على الله سبحانه وتعالى وفي كل ألأديان سواء الكتابية أو الوثنية ،في القديم والحديث،فالجلالة مرتبطة بالإله فقط،وفي الحضارات القديمة كانت تعتبر الملك نصفه إله والنصف ألآخر إنسان،لذا فإن المساس بالملك يعني المساس بالإله،وهذا تحريم وتجريم ينتهي صاحبه الى الموت كونه تعرض للإلهوبعد سقوط ألإمبراطورية الرومانية وصعود الكنيسة لحكم أوروبا في القرن الخامس الميلادي ،فقد بقيت لفظ الجلالة موجودة ولكن بمنظور جديد كون الكنيسة هي التي تقرر صلاحية هذا الملك وفقاً لما يقدمه من خدمات للكنيسة وأي إعتراض على حكم الكنيسة كان يؤدي الى إقصاء الملك بل وأحياناً الى إتهامه بالخيانة في حال رفضه تقديم تنازلات لرجال الكنيسة،وهذا تأريخ طويل ومتشعب ومعروف،ومثال ذلك قيام ملك إنكلترا (هنري الثامن)بمخالفة تعاليم الكنيسة وقيام ألأخيرة بتأسيس تحالف من كل ملوك أوروبا لمحاربته وإعادته لطاعة الكنيسة وكانت حرب ألأرمادا وإنتصار إنكلترا فيها وتأسيس المذهب البروتستانتي،وقاطعت الكنيسة في روما إنكلترا منذ ذلك التأريخ حتى نهاية التسعينات من القرن الماضي

وحتى ألآن فإن لفظ الجلالة مازال موجوداً في بريطانيا والدول التي تحكمهالكننا نتحدث عن العرب وكما قلنا يفترض أنهم مسلمون،كيف يسمحون بوضع كهذا مع أنه يتعارض مع الدين ألإسلامي ؟فهل الملك لدينا له مثل هذه الجلالة التي كما هي لله سبحانه وتعالى جلّ وعلا؟وإذا كان الجواب بالنفي،فلم لايصدرون أمراً بذلك ويجعلون الملك كأي إنسان عادي له ماله وعليه ماعلى ألآخرين؟

والسؤال ألأخير:لماذا لا يكون ملكنا عراقياً مائة بالمائة أباً عن جد ؟لماذا نستورد؟

 

   د.عبد الفتاح مرتضى

         هاميلتون-كنـــدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على