الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاعلاقة للعنصرية باختلاف الاصول العرقية!

مكارم ابراهيم

2011 / 5 / 3
الصحافة والاعلام


ان التمييز العنصري يعتبر من اهم المواضيع التي ناقشتها والتي اناضل من اجل تحجيمها قدر الامكان سواء في دول المهجر او في الوطن الام وفي مقالتي هذه اود ان اوضح ان التمييز العنصري لاعلاقة له باختلاف الاصول العرقية للافراد بل هو مرتبط بغباء الافراد وعدم تسامحهم مع كل مايناقضهم. لان العنصري يدمغ جميع الافراد بصفة سلبية واحدة دون ان يميز بان الناس يختلفون عن بعض .والتمييز العنصري يمكن ان يصيب كل الافراد حتى لو كان الفرد ينتمي لنفس المجموعة ونفس الاصول العرقية وهذا دليل قوي على ان التمييز العنصري لاعلاقة له باختلاف اصولنا العرقية .

ففي المهجر يمكن ان نميز بين ثلاث فئات من المواطنين ضمن الجالية المغتربة. فئة المحتالين على قوانين الدولة الذين يسعون لكسب اكبر كمية ممكنة من المال. وهناك فئة الافراد الذين يحترمون القوانين ولكنهم لايساهمون في التقريب بين المغتربين والسكان الاصليين. والفئة الثالثة هي النخبة الواعية فكريا وسياسيا والتي تلعب دورا فعالا في التقريب بين المغتربين وبين السكان الاصليين ومحاولة تقليص التمييز العنصري قدر المستطاع من خلال المشاركة في العمل التطوعي في مؤسسات الدولة وفي الكتابة في الصحف واقامة ندوات وبرامج تلفزيونية مثل البرامج التي شاركت انا وزميلي الاستاذ سامي لافي حيث اجرينا حوارات مع شخصيات مميزة كسياسيين وفنانين تشكيلين ومسرحيين ومخرجين وغيرهم قدمناهم للشعب الدنماركي لاعطاء صورة اخرى للجالية الاجنبية تختلف عن الصورة السلبية التي يقدمها التلفزيون الدنماركي غالبا ,الا انه مع الاسف الشديد لا يوجد اي دعم مالي لاخراج هذه البرامج رغم اهميتها.

والمثير للسخرية بان التعميم في الاحكام لاياتي فقط من بعض سكان البلد الاصليين بل ياتي ايضا من بعض ابناء نفس الجالية المغتربة. مثلما فعل احد ابناء الجالية العربية في الدنمارك نضال ابو عريف حيث كتب مقالة تحت عنوان "عرب الدنمارك ودمقرطة الشرق الأوسط " يقول فيها " فعرب الدنمارك هي تسمية واقعها يقول بأننا نتحدث عن مجرد مجموعات وتكتلات وفرق وأحزاب ومنظمات وعصابات تحارب بعضها البعض، يعشقون التفرق والمعارك الجانبية ويبتعدون بكل جهد عن أي مبادرة تسعى لتجميع صوتهم والنهوض بواقعهم المأساوي، ويضيف " أين العمل الديمقراطي العربي على أرض الدنمارك، كيف لهؤلاء الديمقراطيين الدنماركيين العرب" أن يدعموا شيئا لا يطبقوه على أرض الدنمارك ولا يعملوا من أجله بين أبناء جاليتهم، أم أن مزاد اللعب بورقة الديمقراطية أصبح هو أقصر الطرق لعدسات الكاميرات وصفحات الجرائد".
نرى هنا كيف يعمم نضال ابو عريف فرضيته على جميع ابناء الجالية المغتربة في الدنمارك بانهم عصابات تعشق المعارك وانهم لايطبقون الديمقراطية على ارض الدنمارك وكيف لهم بان يساندو الحركات الديمقراطية في العالم العربي. وبكل بساطة جمع كل الفئات من الجالية في الدنمارك وصنفها في خانة واحدة واتهمها بالسلبية كما تفعل رئيسة الحزب العنصري الشعبي الدنماركي بيا كياسكو.

لقد الغى نضال ابو عريف بجرة قلم كل مساعينا ونشاطاتنا الفعلية التي انجزناها بهذه السهولة وربط عدم تاهيلنا لمساندة الديمقراطية في العالم العربي بالتعزيات التي اقيمت في المساجد على ارواح اربعة شباب عرب قتلوا بتورطهم في حرب عصابات وكانه كان لايجب على اهل القتلى ان يقيموا تعزيات على ارواح ابنائهم وبفعلهم هذا يعني انهم لايفهون معنى الديمقراطية . اين الربط في المسألتين؟.
كما انه اعتبر ان تاسيس شبكة في الدنمارك تساند الثورات العربية انما تهدف الوصول الى الشهرة وفي الواقع ان المقصود هنا طبعا البرلماني الدنماركي ناصر خضر على اساس انه يسعى للشهرة باسم هذه الشبكة ولكن عندما كتب ناصر خضر كتاب " ære og skam". الشرف والعارأتهم حينها بانه يريد الشهرة على حساب نقد عادات وتقاليد المسلمين والعرب واليوم عندما يساهم في دعم الثورات العربية ايضا يتهم بانه يريد الشهرة وفي الواقع هذا غير مهم بالنسبة لنا وحتى لو كان فيه شئ من الصحة لانه لايحق للكاتب نضال ابو عريف ان يتهم جميع الجالية العربية بالسلبية هذه وانه لايحق لنا مساندة الثورات العربية الديمقراطية في العالم العربي لمجرد انه غير معجب بالبرلماني ناصر خضر ,فلماذا لانكون موضوعيين في القضايا السياسية ونفكر اكثر بمصلحة الشعوب العربية بدل التركيز عن فلان يكسب شهرة من هذه العمل لماذا لانتجاوز الجزئيات لهدف تحقيق الكليات؟
وختاما اقول لنضال ابوعريف إن الثورات الديمقراطية في العالم العربي لم يكن لها أن ترى النور لو ان الغالبية فيها كان يفكر مثلك؟

مكارم ابراهيم



هوامش
مقالة : عرب الدنمارك ودمقرطة الشرق الأوسط كتبها نضال ابو عريف
http://www.akhbar.dk/ar/article2/1902.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى ولاء تمراز
مكارم ابراهيم ( 2011 / 5 / 3 - 21:33 )
شكرا للرسالة


2 - الذيلية وعمى الالوان
w kan papion ( 2011 / 9 / 6 - 13:10 )
الكثير من انصاف المثقفين من يطعن بالجاليية الاجنبية الموجودة بالمهجر لنفرض وجود متخلفين و واميين بيننا اليست مهمة المثقفين التوجه لهم لسحبهم الى جادة الصواب كما تعمل الدول المتخضرة اذا كنا فعلا عصريين فالبعض معجب باللاساليب الاوربية فحتى المجرم هنا له حقوقه والكثير من المؤسسات لجر المنحرفين _سراق مغتصبين_كي يكون اناس صالحين,الا ان السادة النرجسييون يكيلون بمكيالين فتظهرالقسوة البدوية اذ يجب قطع يد السارق ورجم الزانية في الجالية وفق التشريع الوهابي. ثم حالة التشكيك مرض يلقي باسقطاته على الاخرين هذا اذ المرء لا يكون موضوعي بل عصابي ساخط يحرق الاخضر بسعر اليابس اذ لا حلول بل هذيان بين التخلف والتمدن نحن بحاجة الى بناء وليس الى نبش وحفر للاخرين من السهل ان يكون المرء ساخطأ مهدما لكن ان يكون المرء ربان سفينة في بحر متلاطم الامواج فالحكمة وحدها تصل بنا الى شاطيْ الامان. ان التشرذم وعدم التواضع حالة غير صحية في الغربة اسوء من اعمال الاجرم اذ ان النخبة يجب ان تكون القدوة والعاملة على مساعدة الشاذين والضائعيين للحياة القويمة اذ ان الصراعات المفتعلة تقود الى الذيلية و عمى الالوان


3 - w kan papionالى
مكارم ابراهيم ( 2011 / 9 / 6 - 16:37 )
تحية طيبة سيدي يسعدنيانك تعلق على مقالاتي السابقة وهذا يعني انك تحاول اخذ فكرة موسعة عن جميع مقالاتي وارائي
وانت الوحيد الذي فعل ذلك
بالنسبة الى ظاهرة العنصرية اعتبرها مرض ويمكن ان يكون الشخص عنصري تجاه افراد قوميته او دينه او عرقه
نحن نحارب العنصرية التي تمارس ضدنا من قبل الحزب الدنماركي الشعبي الذي يشدد القوانين يوما بعد يوما وهذه التشديدات لاتصيبنا نحن فقط بل حتى الاجانب الالمان مثلا الذين ياتون للعمل او الاقامة في الدنمارك كثير من الاجانب بمرد انه اخذ جنسية البلد فلايهمه اي شئ بل يعتبر نفسه ملكا ولاتوجد اي عنصرية بل يهاجمنا اذا انتقدنا حكومتنا المشكل ان هؤلاء لايفهمون نحن لاننتقد الشعب الدنماركي بل ننتقد الحكومة وسياستها ضدنا نحن لدينا اصدقاء واهل دنماركيين هناك العديد منهم يساندنا ولكن نحن ننتقد عنصرية الحزب المتطرف الذي يتعاون مع الحكومة
ولكن تبقى هذه الفئة غير واعية للسياسة وكما اسلفنا احتقار القوميات او الاديان الاخرى لن يصلح شئ بل يسبب العداوة وربما العمليات الارهابية علينا تقريب الاختلافات وتقليصها وليس توسيع الفجوة والمسافة

اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي