الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يعتذر رواد التغيير..!؟

جهاد نصره

2011 / 5 / 4
العولمة وتطورات العالم المعاصر


قد يكفي الاطلاع على رسالة ( الاعتذار والانتصار ) التي أرسلها البعض ممن يمكن توصيفهم بالنخبة أغلبهم ـ مهندسون وأطباء وأكاديميون وكتاب ـ إلى الشيخ القرضاوي بعد انتقادات وجهها له مشايخ سوريين بسبب دعمه ومباركته للحراك القائم، قد يكفي لتفسير ظاهرة بقاء غالبية السوريين وبالأخص العاملين بالشأن العام منهم، يراوحون في دائرة التريث أو الصمت أو الريبة فيما الغالبية تكتفي بمراقبة ما يحدث عن بعد ذلك لأن رسالة الاعتذار بحد ذاتها تكشف عن الثقافة التي يحملها رواد التغيير والمبشِّرين به والمباركين له ومن أي مشرب كانوا .. وفي هذا السياق لا بد من تسجيل حقيقة أن ثقافة الحراك السوري بدت فقيرة إذا لم نقل ضحلة وقد وضح أنها فقدت ميزة الاستقطاب منذ الأيام الأولى وهي لم ترتق البتة إلى ثقافة الحراك التونسي والمصري...!؟
يلخِّص رواد التغيير الاعتذاريون في رسالتهم دواعي مبادرتهم والأسباب الموجبة لوقفتهم الانتصارية إلى جانبه بأنه لا يجوز انتقاد الشيخ ـ القرضاوي ـ لأنه قُدِّس سرّه فوق كل انتقاد ولسانه لا ينطق بغير كلام الحق...!؟
عندما يكون ـ القرضاوي ـ أو أي رجل دين غيره بوصلة و مصدر شرعية لأي حراك شعبي أو غير شعبي فإن هذا يعني أنه على الناس المفاضلة بين خيارين اثنين لا غير وفقاً للمعطيات وللظروف الموضوعية فالمكتوب يقرأ من عنوانه كما يقال..! الأول خيار العودة إلى نمط عبودي عرفه تاريخ العرب لقرون حيث تعلو فيه هيبة النصوص المقدسة..! والثاني: بقاء النمط القائم الذي تعلو فيه هيبة السلطة وشعورها القومي..!؟
يمكن تبسيط المسألة السورية على النحو التالي: إن الانحياز إلى الخيار الأول يعني الرغبة والقبول والسعي لكي يحل بند الشريعة الإسلامية مكان المادة الثامنة من الدستور.. وأن تستبدل القيادة القطرية بمجلس المفتين.. وأن يجلس قاضي القضاة مكان قاضي محكمة أمن الدولة فيستبدل الدولاب بالسوط وهلم جرا...!؟
هل بالإمكان نسيان الكلفة الباهظة لانتصار العقل والنهضة في الغرب حتى تكون مستغربة دورات العنف التي تشهدها المجتمعات العربية وإن كان كما يبدو واضحاً جلياً أنها لن تسفر في هذه المرحلة التاريخية عن أي انتصار للعقل والنهضة باعتبار ذلك بمثابة الخيار الثالث وهو المخرج الوحيد اللائق في هذا العصر..؟
العقلانية لم تنتصر في الغرب إلا بعد أن دفع التنويريون أثماناً باهظة حرقاً وقتلاً ومنعاً ونفياً ومطاردةً غير أن مسار هذا الانتصار لم يكتمل إلا بعد تفكيك هيمنة اللاهوت وثقافة الكنيسة وصولاً إلى تحييد الدين ولا توجد بعد ثمة شذرات تؤشر على إمكانية تخليق مسار من هذا النوع على امتداد الجغرافيا العربية...!؟
* يمكن الاطلاع على الرسالة في موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح