الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبدعات عراقيات!

علي شايع

2011 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


اعتادت وسائل الإعلام العالمية ذكر اسم بغداد في أخبار تفيض بالدم!، لكن وبفضل إصرار بعض الشخصيات الرياضية والعلمية والثقافية أصبح اسم العراق يشمخ في محافل الإبداع والتكريم العالمي، ويشار إلى اسمه كبلد معطاء، يرسّخ ثقة العالم بتاريخه وعراقة هويته، وقدرة مبدعيه على تقديم المزيد من صور العطاء والإنجازات الفريدة المُستحقة للتقدير.

وربما لم ينل عراقي حيّ ما تناله المهندسة المعمارية زها حديد من تكريم وحفاوة عالمية تستحقها بجدارة، فها هي تبهر بانجازاتها في كل يوم، متصدّرة صفحات كبريات الصحف العالمية، حتى قبل نيلها جائزة "بريتزكر" لسنة 2004، والتي تسمى نوبل المعمار، فهذه المبدعة الفذّة حازت على إعجاب العالم ولا يكاد يمرّ فصل في السنوات الأخيرة إلا ويكون اسمها محور عمل مشترك، أو احتفاء مهيبا، يشيد بعطائها وحضورها المبهج في ما شيّدت أساساته من صروح ثقافية وتصاميم في عموم العالم، حتى اختارتها مجلة تايم الاميركية لتكون في المرتبة الاولى كأفضل "المفكرين" لعام 2010 ضمن قائمة 100 شخصية مؤثرة في العالم.

قبل أيام وفي آخر الاحتفالات بمنجز المبدعة حديد شهدت العاصمة الفرنسية باريس فعالية عالمية كبرى بعرض مجسمات أعمال مهمة نفذتها الفنانة وأخرى في طريق الإنجاز، وأكثرها بالطبع في أماكن مختلفة من العالم، بانتظار أن يشمخ لها تصميم كبير وسط بغداد، عرضته بمجسم صغير تحت عنوان "مجسم بناية البنك المركزي العراقي"..

لعل من المفرح والسار أن يأتي الاحتفاء بزها حديد في زمن تتطلّع فيه الوجوه والأرواح إلى العطاءات المثمّنة لمنجز بعض العراقيات، وفي وقت نحتاجه بحق. وها عراقية أخرى هي هند طلال النعيمي يكرمها ملك السويد كارل كوستاف السادس عشر في احتفال مهيب بستوكهولم بمنحها لقب (قائدة مستقبلية)، عرفانا ملكيا لنشاطاتها المتميزة والخلاقة في مجالات السلام والتضامن والتقارب بين الأديان والشعوب وحقوق الإنسان ومكافحة الفقر والظلم والحروب في العالم، ومما جاء في كلمة الملك " إن ما قامت به هند من نشاطات جبارة هو أرقى نموذج لما يمكن أن نفعله جميعاً من أجل خير الإنسانية".. وهي شهادة كبرى ليس لأنها صدرت من ملك السويد فحسب بل لأن هذا الخبر تداولته وسائل الإعلام العالمية التي أفردت لخبر النعيمي وحديد مساحات من تغطياتها.

يحق لنا كعراقيين التباهى بما يحققه مبدعو العراق وأمله المستقبلي، آملين لهذه النخب أن تخرّج من صفوفها قادة للمستقبل، وليس بالضرورة في المجال السياسي!، فالقيادة العلمية والثقافية الرصينة قادرة أيضا على فرض تجربتها للانطلاق بالعراق في المجالات الرحبة. متمنين أن يوازي الاحتفاء الشعبي تكريم رسمي للمبدع العراقي ليلمس ثمار منجزه ويدرك عرفان الآخر بما قدمه، ولو بكلمة تقدير؛ خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تطرق أبواب روسيا.. ما السر وراء اتفاقية الشراكة الشامل


.. الإعلام الإسرائيلي يناقش الضربات التي تلقاها من قبل المقاومة




.. نجوان سمري: هناك محاولة إسرائيلية لدحرجة مسؤولية التأخر على


.. كيف هي الأجواء في غزة مع اقتراب التوصل لوقف إطلاق النار في ق




.. الجيش الإسرائيلي يستهدف منازل وأماكن الإيواء بمناطق متفرقة ب