الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خبر واحد والف سؤال

حافظ آل بشارة

2011 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


خبر واحد وألف سؤال / حافظ آل بشارة
اثار خبر مقتل ابن لادن كثيرا من علامات الاستفهام ، الغريب ان أحدا لم يعد الحدث نصرا يعتد به لان ابطال العملية هم الامريكان وقد سعوا جاهدين لعرضها بطريقة تحاول اقناع الرأي العام بأي ثمن ، الرجل الغائب عن الانظار عدة سنوات بطريقة غامضة يظهر في باكستان ويقاتل حتى يقتل ، البعض قدم الشك لاسباب تتعلق بالجدل المعروف حول اصل منظمة القاعدة واسلافها الافغان العرب والبرنامج الجهادي الذي ساندته المخابرات الامريكية من ايام قندهار اوائل الثمانينات لاخراج القوات السوفيتية الملحدة من افغانستان ، تلك الجذور التنظيمية تكون حاضرة عادة عندما تصل التطورات الى هذا المستوى ، القضية تتطلب التذكير بآخر ما اخترعه العقل الغربي في دائرة صراع القوى الدولية وهو عملية صناعة النظام الموالي لها في دولة ما ثم صناعة المعارضة التي تنافسه اي ان القوى الكبرى تصنع الحكام الموالين ومعارضاتهم ، وقد بدت القاعدة بعد الحرب في افغانستان وكأنها معارضة جاهزة لجميع انظمة حكم العالم الاسلامي ، وبدا مفهوما ان واشنطن تجر الاصدقاء والاعداء ليستظلوا بخيمة واحدة وهم لا يشعرون . هناك مبررات أخرى تجعل مقتل بن لادن مثيرا للاسئلة في توقيته ، اهمها ان الرئيس اوباما بصدد اجراء ترتيبات لاعادة انتخابه لدورة ثانية ، وقد واجهت شعبيته مؤخرا تدنيا ملحوظا في وقت يحاول حزبه الديمقراطي انعاش نهجه الرافض لمدرسة الحزب الجمهوري واسلوبها في التصدي لقضايا العالم لذا يبدو تحقيق منجز كبير لاوباما يسعف يلمع وجهه في غاية الأهمية ، كما ان الولايات المتحدة واوربا يراقبان عن كثب ثورات الغضب ومطالب التغيير في الشرق الاوسط وهناك توقعات ان يحاول اتباع القاعدة ركوب الموجة واحتلال الصدارة والتدخل بقوة في صياغة البديل السياسي في اكثر من دولة عربية في المستقبل ، ويعتقد الغرب ان حياة هذا التيار تتوقف على الرمزية القيادية ويمكن ان يؤدي قتل قائده الى تمزيقه نهائيا خاصة وان القاعدة لم تحقق نجاحا سياسيا في العالم الاسلامي بل اعتمدت القتل والتدمير العشوائي في المناطق الاضعف جيوشا وحكومة كافغانستان وباكستان والعراق والصومال وفشلت في ما عداها مهزومة امام عنصر القوة ، اما في اوساط الشعوب فلا يوجد من يؤيد هذا التيار ونهجه ، القوى الدولية امام مشروع اعادة رسم خارطة المنطقة لذا لا يستبعد ان تقع هذه التحولات في اطار لعبة تساقط الدمى وتهيئة المسرح لانظمة حكم جديدة . العراقيون هم اشد الناس فرحا بالخبر ، شعب حكمته القاعدة بالاعدام ونفذت في اوساطه عمليات ابادة عشوائية ، بفتاوى ذات حدين تقتل الشيعي لانه رافضي وتقتل السني لانه عميل . كان للخبر ايقاعا خاصا في قلوب المفجوعين من ذوي الشهداء في العراق كايقاع خبر مقتل الزرقاوي سنة 2006 وربما ينتظرون اخبارا اخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل