الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دخل البيت الابيض فهو آمن!!!

مجلة الحرية

2011 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



البارحة عمتني موجة عارمة من الحزن والكآبة، عندما سمعت أحد مريدي الاحتلال الذين توافدوا إلى أبواب البيت الأبيض في السابق،ونقلوا على دبابات أمريكية إلى قصور الحكم في بغداد ؟!!

وهو يلفظ هذه العبارة أنه من دخل البيت الأبيض فهو آمن، أي(ومن أصبح عميل لها فقد سلم)، ولذلك يجب أن نولي وجوهنا شطر البيت الأبيض وأصحابه أينما كانوا.

وهؤلاء هم الذين يروجون لفكر الهزيمة والانبطاح والاستسلام والتبعية لأصحاب البيت الابيض، بل ويتقاضون عنه الأجر والجوائز والمديح والثناء، فهم يقولون أن أمريكا هي سيدة العالم ومنبع الحرية ورأس الديمقراطية، وأنها غالبة على أمرها للأبد، وأنه لا مجال لأحد إلا أن يسمع ويطيع وينحني أجلالا الى ما يؤمر، والمكافأة تكون في الجنة، وجنة أمريكا عرضها مال ونساء شقراوات كواعب أترابا وذهب أصفر لماعا ودولارات خضر تسر الناظرين ، وربما بعض الغلمان وأنهار من خمر معتق وقصور في جزر العرات ، وأرفع درجات الجنة الأمريكية هي ضمان البقاء على الكراسي وفي السلطة، أما العقاب فهو دخول النار، ونار أمريكا تعني إرسال قوات المارنز الأمريكي وقذائف ذات لهب، وإسقاطها على الشعوب الامنة والهجوم بطائرات الشبح وقرارات الامم المتحدة المسيسة والتجويع للناس، غير أن دراويش ودهاقنة وكهنة البيت الابيض الذين يبشرون بديمقراطيتهم ليل نهار لا يكتفون بهذا؛ بل يعلنون لنا أن السمع والطاعة والاستسلام والامتثال إنما هي للشعوب (خلاص)، وقبلكم من أوتوا العلم جاؤوا مسلمين زحفا على الوجه ومشيا على الرأس الى بيت الحرية والديقراطية (البيت الابيض).

أذناب هذا البيت الآمن!!!! لم يعودوا كما كانوا في الماضي يغطون وجوههم الكالحة ببعض الحياء، فلقد سقط القناع تماماً وأصبحت التبعية علنية ظاهرة ؛ بل يُحاسب تاركها بقدر ما يُثاب فاعلها ويلقى الثناء والرقي والعلو في المكانة .

إنه عصر الحرية والديمقراطية الأمريكية فمن شاء فليسبق!!!

إنهم يظهرون علنا بأزياء دينية مزيفة يدعون الناس الى الإصلاح الديني على الطريقة الامريكية، بمعنى التخلي عنه ونبذه وتنحيته..

وهؤلاء الاذناب الموالون لأمريكا والذين ينالون المكافآت على هذا يخوِّفون الجميع بأنه إذا لم يجر تسليم الوجه والقفا وكل شئ لأمريكا؛ فسوف تحدث كارثة ، هو الارهاب والقتل والطائفية والتخلف عن ركب العولمة الأمريكي. وهؤلاء لا يقفون عند هذا الحد ؛ بل إنهم يشحذون أسلحتهم للهجوم على دين هذا الشعب المظلوم وتسفيهه وتحقيره والتشكيك في شعائره وعقائده وتاريخه وعلمائه بحجة التجديد والانفتاح والتطور الفكري، جهاراً نهاراً والدعوة إلى العقيدة الأمريكية تحت مسميات العلمانية أو التحديث أو الإصلاح.

أصبح الوضع متدهور على كافة الأصعدة بسببهم ، اقتصادياً هناك فقر شديد بسبب سياسات الفساد، كذلك الوضع سييء للغاية اجتماعيا ؛ فالفساد الإداري يضرب أطنابه في البلاد ، وهياكل الدولة متهرئة.

ونحن لا قلب يتأثر! نسمع أحاديثهم فلا عين تدمع! ننظر لأفعالهم فلا جسد يقشعر ويخشع! نحمل قتلانا وندخل المقابر ونخرج والقلب هو القلب! نسمع أنين الثكالى، وصرخات اليتامى ولانتألم!! لا إله إلا الله! ماذا أصاب عقولنا ؟!

فلابد من الإصلاح والتغير حسب المفهوم القرآني لامفهومهم لقد وردت في القرآن الكريم عبارة وجيزة بليغة: إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]. ولكن هذا التغيير ليس بالامر الهين اليسير، إنه عبء ثقيل تنوء به الكواهل، لأن الإنسان مخلوق مركب معقد. لهذا فإنه من أصعب الصعاب تغيير نفسه أو قلبه أو فكره. ولذلك نجد أن التحكم في مياه نهر كبير أو تحويل مجراه أو حفر الأرض أو نسف الصخور أسهل بكثير من تغيير النفوس وتقليب القلوب والأفكار.لكن هذا الشعب الصابر قادر أن يغير وعنده هين.ولابد من صحوة لهذا العملاق (العراق) فينقض على أعدائه يطاردهم حتى في عقر دارهم.





واثق الخواري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الذكرى الثانية لرحيلها.. شيرين أبو عاقة تترك إرثا ما يزال


.. بحضور رئيس البلاد.. الآلاف يهتفون لفلسطين على مسرح جامعة أيس




.. سفن قوات خفر السواحل الصينية تبحر بالقرب من جزيرة تايوانية


.. الشفق القطبي ينير سماء سويسرا بألوان زاهية




.. مصر تلوّح بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إن استمرت في عملية