الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون ينتظرون الموت في طابور طويل !!

نصر كاظم

2011 / 5 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



حتما أنها نظرة تشاؤمية لمشهد نعيشه يوميا.. ولكن هذه النظرة غير المتفاؤلة لها مبرراتها. حيث من يترقب مجريات الإحداث في الساحة العراقية لايجد ثمة ضوء لنهاية النفق المظلم الذي يعيشه العراقيين خاصة ان المسلسل الظلامي هو ابرز مشاهد اليوم، حيث لا صوت يعلو على غدر كاتم الصوت !!.. فضلا عن التفجيرات المستمرة التي تحصد الابرياء.
وبالرغم من محاولة المتربعين في مركز المسؤولية، امتصاص نقمة الشارع الغاضب الذي يفقد الامل يوما بعد يوم من حكومة الشراكة الوطنية كما ادعت ذلك ، فهم اليوم مدانون بالتقصير والعجز في توفير الخدمات وحماية المواطنين .
وبينما يتحصن المسؤولون قي قلاعهم، يبقى المواطن البريء الذي لاحول له ولا قوة يواجه الارهاب بصدر عار ...وكأنه المتهم والمدان الوحيد وعليه ان يدفع ضريبة ضخمة، على لا شيء. فجرمه الوحيد..... انه عراقي الجنسية، ولو سنحت له الفرصة لترك العراق لحاكميه وتخلى حتى عن هويته ليهرب من المصير المجهول الذي يرافقه يوميا.
هذا هو حال الكثير من العراقيين الذين يترقبون مصيرهم المجهول، وانا واحد منهم بعدما نجوت بفضل الله من التفجيرات اليومية التي تطال الابرياء لأكتب هذا المقال بيد واحدة بعدما اصيبت الاخرى بكسر وعدد من الشظايا التي اصابت وقتلت غيري من العراقيين.
كل هذا يحدث بينما ينشغل الساسة المتصارعون فيما بينهم، ويحاول كل واحد منهم رمي الكرة في ملعب الاخر ليتنصل عن المسؤولية دون ان يتحرك احد ليرى ما يجري خارج اسوار (القلعة الخضراء)!!.
الادهى من ذلك ان المتحزبين يفشلون دائما في القبض على الجناة ومنع العمليات الارهابية في حين يبرعون في مجال اقتسام الغنائم والحصول على الامتيازات والمناصب بينما يتركون العراقيين العزل وحدهم في معركة دموية مع اعداء مجهولين متعطشين للدماء (ككلاب الزمهرير)!
اليوم... الحكومة تقف امام المرآة لترى نفسها وتدين نفسها، بعدما دأب المسؤولون التراشق فيما بينهم، خاصة بعد ان فاحت رائحة الفساد في حكومة المحاصصة بشتى المجالات.. حتى مهلة المائة يوم التي منحها رئيس الوزراء للإصلاح التي جاءت فقط لتمتص غضب الشارع حينها, قال عنها السيد المالكي في تصريح صحفي "انها لم تعد مسؤولية طرف دون غيره بل مسؤولية مشتركة.. تبدأ من كتل البرلمان التي شكلت الحكومة.. حتى الحكومة نفسها الموزعة على الكيانات".
معيار المحاصصة السياسية أوقف الحكومة والكتل السياسية على حافة الهاوية والكل ينتظر سقوط هذا الطرف أو ذاك، ولا احد يعلم كيف ومتى ستكتمل الحكومة بوزرائها الأمنيين لتعلن جاهزيتها في فقدان شرعيتها بعدما أهملت عامل الزمن ومتغيراته.
أينما تولي وجهك فانك تجد نفسك في عراق تائه... المصير فيه مجهول، الا ان التأريخ يثبت ان لا شيء يدوم الى الابد ... لكن متى ... الاجابة قد تكون في خانة علم الغيب الذي لا يعلمه سوى الله تعالى .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟