الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تفجير مراكش...إلى اعتقال رشيد نيني هل هي تكتيكات جديدة للنظام بالمغرب؟

رفيق عبد الكريم الخطابي

2011 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


عودتنا الأنظمة الرجعية في المنطقة العربية على أنواع من التكتيكات والمناورات لا تخلو من بصمة التجديد ،في مواجهة الهبات والثورات الشعبية التي أطاحت ببعض عروش الرجعية وما زالت أخرى في الانتظار، فمن الخطابات العاطفية والتوسل للجماهير ، إلى تسليط "البلطجية" أو العملاء وقوى القمع بمختلف ألوانها لقمع الثوار، والوعود المعسولة والاستجابة لبعض أو مجمل المطالب من أجل شق صف الثورة ، كما فعل النظام في تونس ومصر.
نجد في المقابل النظام القائم بالمغرب يسلك نفس التكتيكات ، بل يضيف إليها ما خبره أو ورثه من فن في مواجهة نضالات الشعب المغربي وتطور ممارسته للصراع ضده، معتمدا في كل هدا على جيش من الأحزاب والقوى السياسية التي تشكل جيش الاحتياط بالنسبة إليه كلما أحس بخطر انهياره ودلك عبر نفس الوسيلة وهي رشوتها - بالمعنى السياسي لكلمة رشوة-.
وللتذكير فقط نسرد بعض الرشاوى التي منحها النظام بالمغرب لبعض الشرائح الاجتماعية والسياسية محاولا تقزيم انتفاضة20 فبراير البطولية:
* إطلاق العنان للباعة المتجولين وصل في بعض الأحيان إلى الإغلاق الكامل أو الجزئي لشوارع رئيسية ببعض المدن (البيضاء والرباط نموذجين)، مع ما يصاحب دلك من فوضى وانعدام الأمن .
*غض الطرف عن المنحرفين وتجار المخدرات...والرسالة واضحة لمثل هدا السلوك.
*خطاب الكمبرادور الذي يمكن اعتباره رشوة للأعيان ومافيات المخدرات والعقار.. بالمناطق باقتراحه الجهوية الموسعة ورشوة للبيروقراطية النقابية التي اقترح عليها مجلسا اجتماعيا يعوضها عن الغرفة الثانية ولأحزابه التي قد تضاعف حصصها من خلال السلطة الجديدة التي قد تمنح لوزيره الأول...
وأشير في هده النقطة أني أناقش البعد العملي للخطاب أما النقاش السياسي فسوف أتركه لمقال قادم أكتفي بالإشارة فقط أن خطاب المدخل الدستوري كبوابة للتغيير أو الإصلاح الديمقراطي قد جرب في المغرب مدة 36 سنة وما يزيد ولم يجن منه الشعب إلا الويلات وبمثل داك الخطاب انتفخت بطون وأرصدة وسرقت ثروة شعب ،فلندع الشعب يجرب مرة واحدة الثورة الديمقراطية بوابة لدستور ديمقراطي-ليصمت قليلا من ينادي بتغيير الدستور- مع التأكيد أن الشعب المغربي يطمح لأكثر من الديمقراطية فهو يطمح إلى تحقيق الاستقلال الحقيقي من الاستعمار الغير مباشر وكنس كل عملائه .
لن أقوم بجرد كل تكتيكات النظام الرجعي من قتل للمناضلين واعتقال للمتظاهرين فداك سلوك دأب عليه وما الشهيد كريم الشايب سوى نموذج ، بل ما يهمني هنا هو عقد مقارنة بين ما يحدث اليوم أمامنا وما حدث بالأمس:
في بداية عقد 70 هز انقلابان عسكريان أركان النظام تزامنا أنداك مع مد نضالي وثوري يماثل أو يقارب في مضمونه ما نعيشه اليوم ، نضالات حققت مضاعفة المنحة للطلبة ومجموعة من المكتسبات الاجتماعية، أنداك عمل النظام اظافة إلى ترتيب بيته الداخلي ،عبر افتعال أزمة بالصحراء بتنسيق مع حليفه الديكتاتور فرانكو، وحملات القمع والتنكيل بالمناضلين والمناضلات ، إلى جر كل الأحزاب إلى إجماع مخزي بذريعة مواجهة العدو الخارجي ، والمقابل أو الرشوة التي قدمت لهده الأحزاب هو إطلاق المسلسل الديمقراطي والهدف سلم اجتماعي تنعم فيه البرجوازية اللقيطة ونظامها بأقصى درجات الاستغلال للطبقات المنتجة ونهب لخيرات البلاد، كل دلك يجب أن يخرج إلينا عبر سيناريو محبوك يجيد النظام كتابته بامتياز وهو لعبة صناعة الأبطال ، ومنه الاعتقالات الشكلية التي كان يتمتع بها بعض قيادات هده الأحزاب بين الفينة والأخرى أكتفي بالإشارة إلى اسمين عبد الرحيم بوعبيد ونوبير الأموي...
وما أقرب اليوم بالأمس انفجار بمقهى بمراكش أغلب زوارها من السياح الأقل غنى والمغاربة الدين يزورون جامع الفنا ، ومع أن الكل تساءل عن زمان الحادث إلا أنهم وكالعادة تناولوه من جانب رؤية النظام له ليخلصوا أن المستهدف هو تلك الإصلاحات التي وعد بها الخطاب في حين أن الشعب المغربي وعبر مسيراته يقر برفضه لها بل ويواجهها بتلك التظاهرات في حين أن المستهدف هو تلك النضالات الشعبية نفسها والمستفيد من التفجير هو النظام ذاته، وكم كان بليغا داك الشعار الذي رفعته الجماهير يوم العيد الأممي للعمال : يا مغربي يا مغربية الانفجارات عليك وعليا مسرحية.
في نفس الظروف يخرج علينا نبأ اعتقال بوق من أبواق الرجعية وخادم الديكتاتور المطيع وبدون أسباب مقنعة اللهم تحريف الرأي العام عما يجري حوله من تفاعلات وامتصاص للاحتقان الشعبي الذي كان النظام والبيروقراطية النقابية تخاف انفجاره عند التحام تظاهرات الشعب المغربي في إطار انتفاضة 20فبراير المتواصلة مع طليعته الثورية أي الطبقة العاملة وصنع بطل كرتوني آخر هده المرة من خارج الأحزاب التقليدية بعد فشل تجربة الهمة وهكذا كانت صور رشيد نيني جاهزة و موجودة في كل مكان وحملات تضامنية وإعلامية معدة سلفا كيف لا وهو من وصف الديكتاتور بالثوري.
اغتيال بن لادن ..انفجار مقهى بمراكش ..اعتقال رشيد نيني...
فيلم أمريكي رجعي رديء تعرف أبواق الصهيونية (الجزيرة..) الدعاية له جيدا وتعرف الجماهير مقاطعته وكل فيلم ونحن...

03ماي2011
رفيق عبد الكريم الخطابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات