الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزائم شطرنج..

محمد المراكشي

2011 / 5 / 4
كتابات ساخرة


ترى ، من اخترع الشطرنج؟ ! فهزائمي الكثيرة المتتالية فيه دفعتني إلى التساؤل ..لا اعرف الجواب ،و لا استطيع أن اخمن كيف اهتدى ذاك النبيل الإغريقي إلى قوانين هذه اللعبة التي أريد لها أن تكون رياضة ذهنية !
أشك أن في ذهن الإنسان عضلات يمكن أن تتريض و تقوى نتيجة التفكير في كيفية وضع حد لتقدم خصمك ،و إن صح ذلك فإنه من المعقول جدا أن يصيبك شد عضلي ذهني إن أنت أسرفت في استعمال ذهنك و أجهدته بحركة غير محسوبة !
في بعض الأحيان تبدو رقعة الشطرنج و كأنها ساحة حرب حقيقية ،لا تفكر من خلالها إلا في كيفية الوصول إلى إنهاء اللعبة و محاصرة الشاه ! تطلق عليه وابل جنود الصف الأول ،و تدفعهم إلى الموت دفعا و كأنهم لا يمتون بصلة لكبد يبكي فلذته ! و تحاول أن تستخدم حصانيك في حركاتهما الملتوية ،و لا تابه نهائيا لشاهك إلى ان يدخل أحمق عبر زاوية بدون حراسة !
سواء أردنا أم كرهنا ،نحن جزء من هذه اللعبة الخطيرة التي تنتهي بالموت أو الإستسلام.. فحين تأخذ دورك كايها الناس ضمن الصف الأول تأخذ الضربات من خصومك دون رحمة ،فتفقد قدرتك على التنفس بسرعة ..تبدو كأنك كيس رمل يحتمي فيك من هم خلفك رغم أنهم الأقوى و الأجدر بالخط الأمامي .. يحتمي فيك ولدك المستفز لفتوة الحي ،أو صديقتك المفترية على شاب مفتول العضلات رمقها بعينه فأحست بالغرور و كأنها تستظل باسد جسور ! و يختبئ وراءك صديقك الخائف على وجهه من ضربة سيف أو شفرة حلاقة مطلية بالثوم بيد سارق يتفنن في وضع العلامات على الوجوه و الجيوب!
وحتى لو أخذت مكانا ضمن الأحصنة ،فإن تاريخك الفروسي الفاشل يجعلك تسقط مع أول قفزة إلى اليمين أو اليسار ،إذ لم تختبر فروسيتك يوما و لم تجرب حتى أن تكون حصانا !
تود للحظة لو أنك حصان طروادة الذي يغرق الدنيا بوابل من الهجمات غير المنتظرة ،لكن ذكريات الأحصنة المسكينة التي تنتهي في الباطوار تجعلك تغير المكان على الرقعة لعل شيئا احسن يقع !
يجن جنونك على تكاليف الحياة ،فتميل قليلا مع وزير شطرنجي أحمق ،لا تسيطر على أعصابك ..إنما قد تسقطك في لحظة سهو أي ضربة قاتلة من اضعف خلقه ،أو من ركلة حصان متخبط !
أنت الآن بقلاع عارية ،تحميها النساء المجتمعات في مرأة قوية قادرة على الضرب يمينا و شمالا ، تستطيع حينا حمايتك ،أوتفقدك شيئا فشيئا حصونك المنيعة ! تبقيان وحدكما تغازلان ما تبقى من حرب ضروس ...
و لأننا شعب يخفي رجاله في خجل مقيت استقواءهم بالنساء في فترات السكون و العتمات..لك إما أن تحميها ، أو تحميك ،أو تتركها في رجولة منتقصة تؤكل أمام عينيك ! وسواء فعلت أو لم تفعل تدرك جيدا أنك محاصر ،وحيد ،لا حول لك و لا قوة !
إن كنت أكثر تفاؤلا ،تنزل يديك بهدوء و تطلب من خصمك أن يعيد اللعبة و يمنحك شرف الإعادة لعل نحس هذه الحياة يبتعد قليلا عن حظك !
أما نصيحتي إليك فهي أن تاخذ المبادرة هذه المرة ، استبدل أدوارك السوداء بالبيضاء !!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر