الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزِّيْز

علم الدين بدرية

2011 / 5 / 4
الادب والفن



مقالة في الأدب الساخر ...
الزّيْز هو حشرة من فصيلةِ الزِّيْزِيَّات ، ورتبة نِصْفِيَّات الأَجنحة . رأسها كبير وأجنحتها طويلة ، تحط على جذوع الأشجار وتُسمع صوتًا صرصريًّا كأنها تقول: (( زيز )) فَسُمْيَّت بهِ.
والزِّيْزَان البشرية اختلفت مواهبها ، فمنها المُهرّج الذي يتموّج حسب الظرف والزمن ، والراقص على الحبال ، ومنها الطنَّان الأدبي ... وهذا الأخير أمتهن له حِرفةَ الطَّنْطَنَة منذ حداثة عهده ، فكان يتسوّل على أبواب الأُدباء ، ويُسمعهم موسيقى طنينه الأَخَّاذ ، وعندما علم خِلوَّ المسرح من النُقَّاد ، انتهز الفرصة فتغطرس ونرجس ، وتملّكه حُبُّ الذات . وبما أنه لا يعرف البناء ، ومأواه الزِّيازي والغُبار ، فقد طار وحار ، وحطّ على ورقةٍ صفراءَ ، وتجرأ فتطاول على أدباء .. كُتّاب وشعراء ، أفضل منه في كل شيء ، وأرفع مكانة ومنزلة أدبيًا واجتماعيًّا مُستغلاً انعدام نقَّاد العربية ، مُستعملاً غوغائيّة يراعيّة فريدة ، في توزيعه علامات التّقدير على الشّطّار. ولجهله المُطبق في فهم المقروء أجاز لنفسه احتكار لغة الضاد ! فأخذ على البعض استعمال العبارات التقليديّة المستهلكة (عاصفة هوجاء) (الليل الداكن) (سهام العيون) ظنًا منه أن الكتّابَ والشّعراءَ لا يستطيعون إيجاد كلمات مرادفة للداكن وهوجاء وغيرها من الأوصاف ..!! وعرض عليه أحد الأدباء فتح مَجْمَعٍ لغويٍّ جديد ، تُسْتَنْبَط فيه كلمات جديدة غير مُستهلكة وغير تقليديّة .. بحيث يستطيع الزّيز وأمثاله الكتابة لمخلوقات غير بشريّة ، وبلغة لا تعرف العربيّة .
وحاول أديب آخر ، لازمه الامتعاض وعسر الهضم والتقزّز كلما سمع سخافات الزّيز أو قرأ (خرابيشه الزّيزيَّة) حاول إفهامه أن اللغةَ ليست مقصورةً على أحد ، وكبار الكتّاب أمثال .. أحمد شوقي وطه حسين وغيرهما من عمالقة الشعر والأدب ، أدخلوا في مؤلفاتهم نفس الكلمات التي تغنّى بها شعراء الجاهلية من قبل .. ودون جدوى!! فالطّنين هو لغة الجهل المطبق في معابد الزّيز .
وحاول الزِّيز أن يُشكّل له معهدًا في النقد الصّراصيري ، فلم يُفلح إلاّ بالنقد التجريحي المتهجم والمتهكم ، فطرده الأدباء بعد أن تمتع بفتات الموائد ولحس الأطباق.. فجرّ أذياله خائب الرجاء ، بإرهاصاته التي لا تعرف البناء ... ومن لا يعرف كيف يحافظ على بيته لا يمكن له نقد الآخرين في بيوتهم !!
وطالب أحد الكتّاب من الأدباء والشّعراء أن يُغلقوا نوافذهم وألا يفسحوا المجال لمثل هذه الطفيليّات أن تتعلق بالأطراف ، وتقلق راحة البال... لأنّ الذبابة لا تخنق من ابتلعها ، لكنها تجعله يتقزّز ويقرف من سخافات الزّيز الطنّان!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي