الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خيوط اللعبة
حسن إسماعيل
2011 / 5 / 4الادب والفن
طبيعي أن تكون حياتك روتينية
مألوفة
بين صباح ومساء وبينهما طازج
او شيئا متكرر
والكثير من البشر يحيا حياته دون شيئا مدهش
دون مفاجأة قصوى
دون معجزة صغرى او كبرى
ولكن من المزعج او المقلق او من السر
ان تحيا حياتك بين المدهش والمفاجأة
والممنوع والمخيف
والمجهول والعميق
وبينهم ما هو عادي ومألوف وروتيني
حيث الحواس العاجزة والأحاسيس الإجترارية
الملتصقة ببعضنا كالظل
الفرق بين كائن غرائزي غده كأمسه
صباحه كمسائه
ماضية كمستقبله
حياته كمماته
وبين كائن حي من لحم ودم
يفرح .. يحزن . يغامر .. يثور
يحلق .. يرقص .. ينتصر .. ويخور
لايسبح مع القطيع متصلب الشرايين المعرفية
ولا يفقه معنى سواقي الرمال الموهومة بالتحرك
وأراضي الثوابت المطلقة التي لا تتغير
فلولا مغامرة مجنون لما اكتشفنا البحار
ولا الفضاء ولا القارات ولا الكائنات ولا كل الكون
ولا حتى ذواتنا المـُضببة
من كسر قفص الروتين العبثي هو من جعلنا نتقدم نتطور
نبحث فنجد ..
نسأل فنجيب ..
نقرع أبواب العلم فيفتح لنا للأبد
نشك فنكتشف هشاشة فكرتنا ويقيننا
وفراغ خزينة كنوزنا
وسماءنا النحاسية
ولكن لكل طريق ضريبته .. حساب نفقته
ولكل اختيار مخاضه وثماره
" فلا يوجد شيء غالي بلا ثمن باهظ "
وإكتشافك أنك تتحكم بمصيرك
وأن كل خيوط اللعبة في يدك ..
وأنك مسئول لأنك حر
بل أنك لست دمية ولست قطعة من قطع الشطرنج الأبيض أو الأسود
فمسرح العرائس مضحك للغاية
واللامعنى عبثي للغاية
الآن تكتشف أنك في لحظة ما وفي يوم ما وفي سنة ما
وفي مكان ما يمكن أن تغير حياتك كلها
180 درجة إنسانية
وينقلب خريفك الروتيني إلى ربيع مفاجيء
أو العكس
تتحول جنتك الصناعية المعقمة بالتلوث
إلى أرض السقوط .. أرض الخوف
كل شيئ ممكن
كل شيئ محتمل
كل شيء متاح
لا عصمة في لعبة الحياة
لا ملائكة ولا شياطين تسكن أرضنا
العصمة للأنبياء وللأموات فقط
والكمال للإله وحده لا شريك له
وللدائرة السرمدية
ولكن لنا نحن
نصف الكأس الفارغ
الذي يشتهي دوماً الإكتمال دون صبر وبكل رجاء
بإحباط وبأمل مربك
بيد تقطف التفاحة وبعين مليئة بدموع التوبة
وما بين المسمارين نعلق على خشبة
نعلق على حلم
نعلق على وعد
نعلق على وهم
فنكتب رواية حياتنا
أو تكتبنا روايتنا
خلودنا الترابي
ما بين الميلاد والموت فصول متكررة مبتذلة سخيفة
أو فصول جميلة اختيارية مبدعة حزينة
من منا يطرز للكفن
ومن منا يـٌملح الحياة
من منا يكرر حياته بالباطل كالأمم
ومن منا لا ينزل نهر الحياة مرتين
من منا قلبه ينخره السوس والفراغ المميت
ومن منا يعرف كنز قلبه حيث الأحلام المخلدة
من منا لا يتذكر نفسه ولا يتذكره الآخرين
ومن ربح نفسه فربحه الآخرون
من منا
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم
.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24
.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً
.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع
.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو