الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة 20 فبراير

محمد سعيدي

2011 / 5 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


حركة 20 فبراير هي انتفاضة للشعب المغربي شبابا و شيوخا ، رجالا و نساءا. وأساسا هي انتفاضة المحرومين و المضطهدين والمقموعين والمستغلين، اما المنتفعين من هذا النظام فهم يرتعشون خوفا من المآل الذي ستأخذه هذه الانتفاضة. وهم الآن يوظفون أقلامهم ا...لمأجور...ة لتشويهها وتمييعها والتشويش على اهدافها، ويستعملون ويهيؤون وسائلهم القمعية العنيفة لترهيب المشاركين والمنظمين، ويوظفون كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية لتلميع صورة الوضع القائم وربح الوقت امام الغضب الشعبي. ان هذه الانتفاضة هي استمرار لنضالات الشعب المغربي السابقة ولكفاحه البطولي الذي جسدته المحطات التاريخية ك 1958-1958 ، 1965 ، 1981 ، 1984 , 1990 وهي استلهام للانتفاضتين المصرية والتونسية المستمرتين الى الآن وأولا استلهام لشعارات شهدائه والقيم التي جسدها نضاله طيلة سنوات. الآن الكل يعتبر نفسه معنيا بهذه وجزأ منها لكن التحدي هو من سيستطيع التعبير عن مطالب الجماهير المنتفضة وأن يوصل خطابه اليها؟ فهي في الأخير ليست لعبة اطفال يسعون الى التقليد او حركة شباب يسعون الى تشبيب الحياة السياسية من الملك الى الوزير الاول الى رؤساإ الأحزاب. إن الشعب الذي يخرج للتظاهر يعبر عن غضب من اوضاع اقتصادية واجتماعية لا تطاق المسؤول الأول عنها هو النظام السياسي القائم. لهذا فالمنظمون لهذه الحركة هم سياسيون ومقاربتهم مختلفة من الثورية الى الإصلاحية والانتهازية. بل حتى الأحزاب الرجعية لم تكف عن محاولاتها وضع يدها بطريقتها الخاصة .وفيما سيلي سأحاول تلخيص تعامل التنظيمات المغربية مع الحركة. هناك مجموعة كحزب الاصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية التي تعلن في كثير من التصريحات انها ليست ضد الحركة ولكنها ضد بعض الناشطين الذين لهم اجندات -خارجية-. للإشارة فهذه الأحزاب إن كانت لها مطالب فهي في مجملها الى الشعب لحثه على مزيد من الصبر وتحمل الأوضاع المأساوية التي يعيشها إلى أجل غير مسمى، أما الحديث عن بعض المطالب يمكن ان تجمعها مع حركة المضطهدين والمحرومين فهو مجرد التفاف هناك مجموة ثانية لها بعض المطالب المحتشمة في إطار التعديلات الدستورية، كحزب الاتحاد الإشتراكي الذي طالب بالتمييز في الفصل 19 بين الاختصاصات الدينية لأمير المؤمنين وباقي الاختصاصات التي يمكن أن تخول للحكومة. هذه الأحزاب مستفيدة بشكل كبير من النظام الحالي ومشاركة في كل مؤسساته، وهي بالقدر الذي تستغل التحرك وتشارك أحيانا في بعض المظاهرات لتحقيق مطالبها الترقيعية، فهي شديدة الحرص على المساهمة في كل حملات النظام ضد الحركة، إن على المستوى الإعلامي أو السياسي من خلال تبخيس الضغط الجماهيري وتمجيد خطاب 9 مارس والانخراط بدون تردد في مبادرة لجنة المنوني المكلفة باقتراح التعديلات الدستورية والتي تضرب في العمق الحرية والديمقراطية التي تنادي بها الجماهير في الشوارع . ولم يسبق ان برهنت عليها. وهناك مجموعة ثالثة خرجت من البداية بمواقف داعمة لحركة 20 فبراير كحزب النهج الديمقراطي وحزب الطليعة والحزب الاشتراكي الموحد. وساهمت بقدر كبير في النقاشات التي بلورت مطالب الحركة، ويمكن القول أنها الآن تمسك بزمام المبادرة واستطاعت أن تطبع الحركة بأفقها الإصلاحي الذي يتخد من الملكية البرلمانية سقفا له. . وأول ما تخشاه هو أن يرتفع سقف المطالب وتبدي حرصا كبيرا على تفادي الاصطدام بالنظام من خلال الابتعاد عن أسلوب الاعتصامات أو الإضرابات أيام العمل العادية وسط الأسبوع ، والإبقاء فقط على التظاهرات أيام السبت والأحد بشكل لا يؤثر على السير العادي للمؤسسات. و نظرا لضيق أفقها الذي لم يحسم حتى الملكية البرلمانية كمطلب آني ، فهذه الأحزاب لم تستوعب أن أجواء التعبئة العامة و الحماس و اندفاع الجماهير الملحوظة في الشارع المغربي ، هي مرحلة تاريخية تستوجب تحالفات مبدئية والاعتماد على صلابة الموقف بدل الاعتماد على القوة العددية التي تتغير مع تطور الأحداث. هذا ما دفعها إلى نسج تحالفات يحكمها منطق انتهازي اعتدنا أن نشهده فقط خلال الحملات الانتخابية المغربية. فشكلت مجالس دعم حركة 20 فبراير وبعد ذلك التنسيقيات المحلية للحركة ، مع جماعة العدل والإحسان الظلامية التي لا تؤمن لا بالديمقراطية ولا بالانتخابات ولا بحرية التفكير ولا حرية المعتقد..إلخ، وتتبنى مشروعا رجعيا يقوم على ما تسميها ًالخلافة الاسلاميةً. وهذه الجماعة أيضا تنتهز الفرصة من جهتها لفك العزلة السياسية التي حاصرتها وإرجاع بعض المصداقية بعد الهجمات المنتظمة التي كانت تقودها ضد التياراث اليسارية مخلفة شهداء والعديد من العاهات المستدامة. وفي ظل هذا المشهد فالنقابات التي تسيطر عليها البيروقراطية منهمكة الأن في ما يسمى الحوار الاجتماعي مع النظام وفي الحفاظ على على الهدنة التي تتبناها قياداتها. وهذه الأخيرة الأن تبدل كل جهدها لإبعاد القواعد العمالية عن هذه المعركة التاريخية. إلى جانب هذه التنظيمات هناك تيارات سياسية أخرى تعلن تبنيها للتروتسكية أو الماوية أو الماركسية اللينينية، كشفت الأحداث أن قوتها دون مستوى قيادة الجماهير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تاكسي جوي ذاتي، سوار إلكتروني، مسبحة معقمة.. ابتكارات خلال م


.. كأس الأمم الأوروبية: ألمانيا تواجه إسكتلندا في مباراة الافتت




.. كأس الأمم الأوروبية: استقبال حافل لمنتخب البرتغال ونجمه رونا


.. التطبيع مع النظام السوري: هل تدفع سياسة الأمر الواقع إلى إعا




.. كاميرا CNN داخل -قرية الأشباح- على مشارف العاصمة الصينية