الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري و الانتفاضة

وصفي احمد

2011 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



ان النظام السوري , كسائر الأنظمة الدكتاتورية عربية كانت أم أجنبية , تستمد شرعيتها لا من شعوبها أنما من أجهزتها البوليسية و المخابراتية التي تقوم بإسكات أي صوت معارض , حتى و أن كان هذا الصوت يدعوا إلى اصلاح النظام , عن طريق زجه بالسجن و ممارسة أبشع أنواع الانتهاكات ضده بقصد اشاعة الارهاب بين صفوف الشعب و ناشطيه .
لقد استغل النظام السوري الحرب العربية الإسرائيلية لتكميم الأفواه من خلال قانون الطواريء الذي ظل ساري المفعول منذ حرب حزيران 1967 , و من الطبيعي أن الدكتاتورية تولد طبقة سياسية فاسدة لا تتورع عن سرقة المال العام للإثراء على حساب الغالبية العظمى من الشعب و بالتالي فإنها تسعى إلى حماية النظام بكل قوتها للحفاظ على مصالحها .
لا شك أن حمى الثورتين التونسية و المصرية كان لابد لها أن تنتقل إلى بقية البلدان العربية , و منها سوريا , كونها تعيش ذات الظروف السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية , و بدل أن يتعامل النظام مع الاحتجاجات الجماهرية بحكمة عن طريق تفهم هذه المطالب عن طريق القيام بإصلاحات جذرية سريعة على مختلف الصعد , نراه يتهم القائمين عليها بالعمالة للأجنبي و بالعمل على تقويض استقرار النظام لاستخدام تلك الاتهامات كغطاء لما قام به من قمع شديد للانتفاضة بمختلف الوسائل و منها إرسال الجيش لاحتلال المدن المنتفضة , كما حصل مع درعا و غيرها من المدن السورية , بحجة القضاء على عناصر ارهابية في تلك المدن .
ان نظاما مثل النظام السوري الذي يمتلك أجهزة مخابراتية تعلم دبة النملة في أي شبر من أرض سوريا , يعلم جيدا عدم وجود مثل هكذا تنظيمات . هذا إن لم نقل أن هذا النظام لم يتورع عن استخدام التنظيمات المتطرفة في تعامله مع محيطه الاقليمي , فكم من الارهابين الذين تسللوا إلى العراق بعد الغزو الإنجلو – امريكي لهذا البلد بحجة محاربة الاحتلال و ما قام به هؤلاء من جرائم بحق العراقيات و العراقيين و غير ذلك كثير .
ان على النظام السوري أن يفهم بأن القمع و الارهاب سوف لن يحميه من السقوط فقد انكسر حاجز الخوف و بدأت موجة الاحتجاجات تنتقل إلى كل المدن السورية و بالتالي فإنه سيلحق بمثيليه التونسي و المصري ما لم يتدارك وضعه عن طريق البحث عن قادة الانتفاضة لا لزجهم في السجون , إنما للتحاور معهم حول مستقبل البلاد لوضع خارطة طريق لإصلاح الاوضاع في سوريا .
لابد للأنظمة العربية كلها أن تفهم أن شرق أوسط جديد يولد في هذه الأيام , و هو غير الشرق الأوسط الذي بشر به بوش الأب أثناء حربه على العراق في مطلع تسعينيات القرن الماضي , انه شرق أوسط للطبقات الاجتماعية المهمشة و قيادتها التي لا تمت بصلة للقوى السياسية الموجودة على الساحة , حاكمة كانت أم معارضة , فهذه القوى قد سئمت الواقع المزري الذي تعيشه و أنها لم تعد قادرة على الانتظار لذلك فقد قررت أخذ زمام المبادرة بأيديها لإحداث التغيير , و بالمحصلة النهائية فإن النظام السوري سيلحق بنظامي بن علي و حسني مبارك .
لقد بدأت بشائر التغيير تلوح في الأفق من خلال رعاية النظام المصري الجديد لاتفاق المصالحة بين حركتي فتح و حماس و التي تعني عودة مصر إلى لعب دورها الطبيعي و الطليعي في المنطقة , هذا الدور الذي غيب على أثر اتفاقية كامب ديفد بين مصر و إسرائيل أيام حكم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات , ثم جاء حسني ليزيد من الطين بلة عندما أخذ يتأمر ضد قضايا الأمة العربية كقضية فلسطين و مواقفه المشينة من الجرائم التي اقترفتها الادارات الأمريكية تجاه الشعب العراقي من خلال مشاركته يالعدوان الأمريكي على العراق بحجة تحرير الكويت في حرب الخليج الثانية و في دعمه للغزو الأمريكي لهذا البلد في العام 2003 و غيرها من المواقف المشينة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: إسرائيل تريد الدخول إلى رفح.. لكنّ الأمور


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق الحالية بين حماس




.. صحيفة يديعوت أحرونوت: إصابة جندي من وحدة -اليمام- خلال عملية


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. نتنياهو يعلن الإقرار بالإجماع قررت بالإجماع على إغلاق قناة ا