الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتِ خارج اللجنة

فليحة حسن

2011 / 5 / 6
الادب والفن


• أنتِ خارج اللجنة
في يوم من الأيام وكنت كعادتي اقرأ، اتصل بي احد الشعراء ليخبرني إن مكتب احد الأحزاب في مدينتي قد أقام مسابقة شعرية و إنهم قاموا بترشيحي لعضوية لجنة التحكيم لتلك المسابقة،
شكرته على المكالمة ولم اعلّق على شيء أبداً وهو يطلب مني أن أقابله صباح اليوم التالي ليعطيني القصائد المشاركة في المسابقة ، وقبل أن تغيب شمس ذلك اليوم سمعت هاتفي يرن مرة أخرى ليخبرني نفس الشاعر إن مسؤول تنظيمات ذلك الحزب لم يوافق على أن تكون امرأة من ضمن اللجنة التحكمية للمسابقة واعتذر مني وانتهت المكالمة ،
هذه الحادثة جعلتني أتساءل ِلمَ لا ُيرحب بوجود المرأة في اللجان التحكمية للمسابقات الثقافية في بلد مثل العراق بينما توجد مقاعد لها في البرلمان العراقي؟
وهل إن المناداة بتولي المرأة لزمام الحكم والتي يصاحبها اتخاذ قرارات عديدة ومهمة ومصيرية هي مجرد شعارات يستعملها الساسة لتخدير المنظمات النسوية ومنظمات حقوق الإنسان ؟
وهل هذا الأمر مقتصر وجوده على العراق فقط ، أم إنه يدخل ضمن أجندات ودساتير بعض الأحزاب العربية الحاكمة أيضاً ؟ً
وهل هذا راجع الى خلل في المرأة مثلاً ؟ إذ إنها لا تحمل حساً نقدياً يمكّنها من التمييز بين الصالح والطالح في الإبداع بعامة وفي الشعر بخاصة ومن ثم فهي ُتحرم من أن تكون ضمن تلك اللجان؟
أم إن العقل العربي ما يزال محتفظاً والى الآن بصورة نقص العقل للمرأة الذي يحرمها من الإمساك بزمام إطلاق الأحكام وان كانت تلك الأحكام أدبية خالصة وتأتي ضمن ضوابط متفق عليها ؟
أم إن سلطة الرجل العربي الذكورية التي منحها إياه المجتمع على غير حق، جعلته يتناسى إن للمرأة حضوراً نقدياً في تاريخنا العربي؟
ألم تطّلق الخنساء الشاعرة حكماً نقدياً لغوياً على الشاعر حسان بن ثابت وبحضور النابغة الذبياني في إحدى الأسواق الأدبية العربية ؟،
وهل تخلو كتب الأدب العربي القديم من روايات كانت بطلاتها من النساء اللواتي ُيحكّمن بين الشعراء من وراء الحجاب؟؛
فهذه مثلاً عقيلة بنت عقيل بن أبي طالب ُتفحم احد الشعراء وتوضح له الخطأ بين المعنى والمبنى في قصيدته التي طرحها متغزلاً،
أم انه الخوف في أن تصل المرأة بأحكامها تلك الى الحقيقة التي تجعلها تقبل بعض القصائد وتفضّلها على حساب بعضها الآخر بعيداً عن المحسوبية التي قد ينساق إليها الرجال دوناً عن النساء ؟؛
فشخصية المرأة تنأى عن المجاملة في تقييم الإبداع غالباً، أم إن العربي لما يزل غير راضٍ أن تحكم على إبداعه امرأة ، ويحتفظ بصورة امرئ القيس قريبة من مخيلته وهو يطلًق زوجته أم جندب فقط لأنها فضّلت صورة الفرس في قصيدة علقمة الفحل على صورة الفرس في قصيدته حين قالت له : ( علقمة أشعر منك . قال وكيف ؟ قالت لأنك قلت : فللسوط ألهوب وللساق درةُ وللزجر منه وقع أخرب مهذب ،
فجهدت فرسك بسوطك في زجرك ومريته فأتعبته بساقك )،
ولست أضع نفسي هنا في موقع المحاذاة من الأسماء التي ذكرتها أبداً،
غير أني يحزّ في داخلي إن العربي غير قادر بعد بالوثوق بحكم تطّلقه امرأة ويعتقد دوماً بمجانبة ذلك الحكم - وان كان صحيحاً – الصواب؛
ونحن في زمن ارتادت به المرأة ميادين معرفة كبرى كالفلسفة والنقد ومجمل ميادين الإبداع قبلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو