الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الفلسطينية ومشكلة اين يجلس خالد مشعل ؟

سلمان محمد شناوة

2011 / 5 / 6
السياسة والعلاقات الدولية


المصالحة الفلسطينية الاخيرة في القاهرة مع انها ابهجت الشارع العربي , واعطت نوع من الامل للوضع العربي الراهن , خصوصا انها اتت وكأنها نتيجة للثورة العربية والتي سميت بربيع الثورات العربية , وهذه المصالحة التي جن لها جنون القادة في دولة اسرائيل , وكانت نظرتهم أنها بكل الأحوال ضد إسرائيل , إلى درجة إن نتانيهو رئيس الوزراء الإسرائيلي صرح إن السلطة الفلسطينية إما تكون شريكة لنا بالسلام أو تكون على اتفاق مع حماس , وليس من المعقول ولا المنطقي إن يجتمع الأمران , إن تتفق السلطة مع حماس وان تكون شريكة إسرائيل في عملية السلام .
إلا إن المتتبع لما جرى خلف الكواليس , وحرب الأعصاب الفظيعة التي جرت خلف الكواليس , تفقدنا كل أمل ربما شعرنا به حين رأينا الصور في الفضائيات والابتسامات بين مشعل وأبو مازن الصديقان اللدودان . وربما كانوا يوما رفاق سلاح وهم اليوم رجال سلطة متناقضون , وكل رؤية أبو مازن هي بالتأكيد بالضد من رؤية خالد مشعل , يختلفان تماما من النقيض للنقيض , وبينهما من الخلاف ما لا يمكن دفنه تماما , والحقيقة هو الخلاف بين سلطة علمانية قائمة على التعايش مع دولة إسرائيل , وسلطة أخرى دينية تريد إن تقذف إسرائيل في البحر , فلا مكان لدولة إسرائيل حيث تكون دولة حماس , والحقيقة أقول إن إسرائيل وحماس هما سلطتين قائمتين على الفكر الديني الخالص , فلا مكان في الفكر الإسرائيلي لسلطة أخرى تشاركها في دولة بني إسرائيل علما إن دولة إسرائيل قامت على الوعد الإلهي بالأرض الموعودة والوعد السياسي وعد بلفور المشئوم , وبين أحلام الدولة الإسرائيلية بقيام دولتها التي وعدها الله بها , وبين أحقية الشعب الفلسطيني بهذه الأرض التي عاشت عليها الآلاف السنين بشكلها العلماني كما تمثله دولة أبو مازن أو بشكلها الديني كما تمثلها حماس ودولتها الدينية , تقع مأساة الشعب الفلسطيني , وتقع إشكالية المصالحة والتي نحن بصددها اليوم .
ماذا جرى خلف الكواليس ويجعلنا نزداد تشاؤما من تحقيق نتيجة تفرح الصديق وتغيض العدو , إن أبو مازن وخالد مشعل كالقطبين المتشابهين للقضيب الممغنط , لا يجتمعان أبدا , فلا الطبيعة ولا السياسة ولا حتى المصالحة يمكن إن تجمعهما , ولقد بقيت السلطة المصرية 16 ساعة لكي تقرب ما بينهما ويجتمعان أمام عدسات التصوير لتقول للعالم كله إن المصالحة الفلسطينية ممكنه , فلقد رفض أبو مازن محمود عباس إن يجلس بجانب خالد مشعل على المنصة وضرورة إن يجلس مع زعماء الفصائل الأحد عشر بالمقاعد الأمامية للسادة المهمين , بينما أصر خالد مشعل إن يجلس على المنصة مع محمود عباس بكونه زعيما في الفصيل الأهم حماس والذين هم يحكمون غزة بصورة فعلية منذ عدة سنوات , وبقى المصريون محتارون مع السلطة ونقيضتها وتدخل وزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس جهاز المخابرات المصري اللواء مراد موافي , لإنقاذ ما يمكن إنقاذه واسقطوا موضوع المنصة وجلوس خالد مشعل بجانب أبو مازن , وان يكتفي خالد مشعل باللقاء خطاب مدته 10 دقائق , بينما استمر خطاب أبو مازن 33 دقيقة , وفي خطابه قال مشعل " لقد طلبوا مني إن أوجز , وسوف أوجز , فخير الكلام ما قل ودل " واستمر في ألقاء خطابه .
الحقيقة إن لقاء المصالحة أرعب الدولة الاسرائيلية وجعلت رئيس وزراءها بنيامن نتنياهو ينفعل ويقول ان المصلحة مع حماس معناه قطع الصلات مع إسرائيل . ووصف اللقاء في مكان أخر انه اللقاء الأكثر إرهابا في الآونة الأخيرة .
والحقيقة إن الأهم في المصالحة الفلسطينية ليس موقف أبو مازن أو خالد مشعل , المهم هو الموقف المصري , وكأن المصريين يريدون وبقوة عودة مصر إلى صدارة وقيادة الدول العربية مرة أخرى , وتريد إن يكون لها دور مؤثر بالشرق الأوسط مرة أخرى , ربما بمحاولة جادة لاستعادة دورها أثناء زعامة جمال عبد الناصر , ومشكلة إسرائيل في موقف مصر هذا , انه سوف تصاب بتخبط في الفترة المقبلة , ولأنها لا تعرف ماذا سوف يكون موقف مصر من كثير من المواقف والتي كانت مستقرة خلال الأربعين سنة الماضية منذ اتفاقية كامب ديفيد لغاية اليوم , فخلال الفترة السابقة كانت إسرائيل مرتاحة جدا من حدودها الجنوبية الغربية مع مصر , فكانت مصر هي الحامية من كل تدخل في هذه الحدود لدرجة إن الحكومة المصرية كانت تحسب إلف حساب إذا فكرت إن تفتح معبر رفح مع قطاع غزة حتى لو كانت لأسباب إنسانية لأكثر من مرة , إما هي ألان فتحت المعابر ببادرة يمكن تعتبر مصالحة مع الشعب الفلسطيني وبدون موافقة الجانب الإسرائيلي , وسارت إلى ابعد من ذلك في ترتيب المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية وبدون اخذ الاعتبار للجانب الإسرائيلي .
هل إنا متفائل للمصالحة الفلسطينية , أقول إنا متردد في التفاؤل وحذر في التفاؤل , لان القواسم المشتركة بين الفلسطينيين , أصبحت مناحي خطرة تفرق الفلسطينيين للاختلاف الواضح في كيفية إدارة السلطة , ومع إن حماس وصلت إلى السلطة بشكل ديمقراطي وانتخابات , إلا إن حماس تمسكت بالسلطة وأبت إن تغادر كراسي السيادة , حين دعت السلطة الفلسطينية في رام الله ألي انتخابات أخرى , فرفضت حماس الانتخابات وبقيت وبشكل لا يمس للديمقراطية متمسكة بمقاليد السلطة في غزة , وأصبحت لدينا في الواقع دولتان , دولة غزة بقيادة حماس وثوبها الديني المتشدد , ودولة الضفة الغربية وتحت السلطة الفلسطينية العلمانية , والحقيقة التي لا تقبل الشك , إن بين الفلسطينيين كثير من الملفات العالقة , وكثير من عدم الثقة , و كثير من النفوس المحملة بنزاعات الماضي , فهل يستطيعون إن يتجاوز كل ذلك وتكون هناك مصالحة حقيقة , أتمنى ذلك , ولكنه في نظري شبه المستحيل !
ولكن يمكن تفاؤلي سيكون بالموقف المصري والذي سيكون بلا شكل مختلف تماما عن الدور المصري قبل الثورة المصرية , وبلا شك إن الموقف المصري الجديد سيكون محبطا لكثير من الدول في مقدمتها طبعا إسرائيل وكثير من الدول العربية والتي يقلقها طبعا عودة مصر قوية إلى صادرة الدول العربية ,لأنها تعودت وأسست كل حساباتها إن تكون مصر متأرجحة بين الضعف والقوة , فلا هي قوية ولا هي ضعيفة , وخوفهم إن يتراجع دورهم إن تقدمت مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل