الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الفلسطينية بين الانجاز والمسار:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 5 / 7
القضية الفلسطينية


بمطالعتنا نجد كثير من الكتابات عالجت موضوع المصالحة الفلسطينية, ليس باعتبارها انجازا على مسار النضال الوطني, ومعالجة لخلل في الواقع الفلسطيني, بل من منظور اخر له زوايا متعددة, منها اسلبي المتشكك من احتمال تكرار تجربة عدم استكمالها في الواقع, او من منظور مسئولية القيادة الفلسطينية عن الاضرار والالام التي الحقتها فترة الانشقاق بالشعب الفلسطيني ونضاله. داعيا الى استكمال الانتفاض الشعبي ضد هذه القيادة....الخ.
بالطبع لجميع اصحاب زوايا هذا المنظور السلبي, عذرهم, كما الاعتراف بحقهم في النقد, والتشكك ....الخ, فهذا جزءا من العقاب الشعبي المشروع للفصائل وقياداتها, كما انه لا بد من الاقرار ان شعبنا لم يكن يتمنى ان تصل علاقته وموقفه من القيادة لهذا المستوى, بل على العكس فقد اعطى في مسار النضال تضحيات اكثر مما طلبته مناورة القيادة, وحصل في المقابل على حالة انقسام وانشقاق كان ضررها الذي لحق بشعبنا بقدار ما استفاد منها عدونا,
لكن البعض لا يحد موقفه النقد والتقريع, بل يطالب باستمرار التحضير لحراك الانتفاض الشعبي من اجل اسقاط هذه القيادة, وهو امر سنتفق معه فيه لو ان مشروع الانتفاض الشعبي يملك برنامجا نظريا سياسيا بديلا يعبر بالشعب الفلسطيني من الحال الراهن الى حال النضال البرنامجي المؤسس على ارض نظرية سياسية قومية فلسطينية _لا_ عرقية كما هو ارض ومنطلق تجربة المرحلة الماضية.
ان الوضع الفلسطيني ليس بصدد مزيد من الحريات الليبرالية كما هو هدف الانتفاضات الشعبية الاقليمية, بل على العكس فان وضعنا بصيغته الوطنية بحاجة لمزيد من المركزية, والعمل على الاستجابة للضرورة القومية, الى درجة ان هذا الامر يجب ان يشكل ناطم ممارستنا الديموقراطية, فنحن بحاجة الى استعادة ارادية اولا لوحدة صيغتنا القومية واستقلالها من خلال المهمة النضالية قبل توحيد صيغتنا القومية ماديا في صورة الدولة القومية المستقلة على ارض الواقع,
ان عدم وضوح هذا الشرط في مطلب الانتفاض الشعبي وعدم استعداد هيكلية الانتفاض الشعبي الاستعداد له في بنيته, يحمل خطر العبور بالوضع الفلسطيني الى مرحلة هدم الانجاز المتحقق دون استبداله بالانجاز المقترح, وحينها ستفرح الصهيونية بانتفاضتنا الشعبية, لذلك كانت دعوتنا دائما للانتفاضة الشعبية مقرونة بتوضيح المسار النظري السياسي الذي يجب ان تكون عليه والمهام الواجب انجازها, ولذلك كنا ندعوا الى اعتبار شعار الشعب يريد انهاء الانقسام مدخلا لمسار نضالي يعيد صياغة اسس مفاهيم واسس ومنطلقات نضالنا, ولا زلنا كذلك
لكن تصورنا هذا لا يمنع قراءة المصالحة الفلسطينية باعتبارها انجازا في مسار نضال تحرر القومية الفلسطينية, وهو الخلل الذي يسود مواقف المتشككين, فيقراون من المصالحة جانب موقعها في مسار التسوية فقط او جانب انها اضطرارية او جانب احتمال فشلها, واي خبرة نضالية قالت اصلا ان الوقائع السياسية يجب ان تكون ذات جانب وحيد؟
ان الروح الانهزامية المطلبية هي التي لا ترى لنفسها دورا في تحرير المصالحة الفلسطينية من جوانبها الضعيفة, وهي التي تريد مصالحة مستوردة راقية التكنولوجيا وحسب المواصفات المحلية في نفس الوقت, حيث لا يعود مهمة الشعب الفلسطيني سوى قيادتها لتوصله الى المكان الذي يريد,
ان انجاز اتفاق المصالحة لا يعني انهاء حالة الانتفاض الشعبي, بل يستدعي منها الاستمرار ولكن من مستوى ترقية رقابتها على مجريات تجسيد المصالحة في الواقع والعمل على تحويلها الى حال ووضع وحدة وطنية حقيقية, وهذا هو محك واختبار وعي وادراك الانتفاضة الشعبية نفسها لا القيادة الفصائلية, كما ان مهمتها لا تتوقف هنا ايضا فاتفاق المصلحة في احد جوانبه ودون انتباه حدد لمقولة الانتفاضة الشعبية عمرا حده الادنى انجاز التكليفات الديموقراطية التي انطوى عليها في موضوع الحكومة الانتقالية والمجلس الوطني ومرجعية م ت ف واكمال دمج الاجهزة ومعالجة مردود الحالة الانشقاقية وتفعيل المجلس التشريعي والانتخابات التشريعي والرئاسية....الخ, بل والاهم من كل ذلك في مجال التاسيس النظري السياسي البرنامجي الناظم لكل مجالات النضال الفلسطيني وفي جانبيه الوطني والديموقراطي,
لقد استجابت الفصائل الان للحد الادنى من شعار الشعب يريد انهاء الانقسام, فهل تستجيب الانتفاضة الشعبية لمهمتها في بناء هيكلية قادرة على مواكبة مشوار تجذير النضال الفلسطيني,
لناخذ مثلا مسالة فتح مصر معبر رفح بصورة دائمة, فهل يعني ذلك فكا كاملا للحصار عنها؟ ام انه في احد جوانبه يحرر الكيان الصهيوني من مقولة الحصار, ويقلل من شأن قوافل فك الحصار البحري ؟؟؟؟ فماذا سيكون دور الانتفاضة الشعبية في معالجة الجوانب السلبية لها والحفاظ على جوانبها الايجابية وبشكل خاص استمرار ابراز عدوانية السلوك الصهيوني في تعامله مع قطاع غزة؟ وكذلك فيما يتعلق بالضفة الغربية...الخ,
ان مهمات الانتفاضة الشعبية الفلسطينية اذن هي مهمات واسعة لا تتعلق فقط بالموقف من الفصائل بل انها اصلا تتعلق بالموقف من الاحتلال ودور الشعب في الصراع معه, ولا نقصد بذلك شكلا محددا للصراع بل نقصد استمرار الصراع كجوهر للعلاقة به, فهذا الذي يعيد توجيه المناورة الفصائلية ويضعها على المسار السليم ويحرر الموقف والقرار الفلسطيني من الوصاية عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الكندية تعتدي بالضرب على متضامني غزة


.. طفلة فلسطينية تتلقى العلاج وحيدة بعد فقدان معظم أفراد أسرتها




.. بايدن يصر على خوض السباق الانتخابي رغم الأصوات التي تطالبه ب


.. -سأهزم دونالد ترامب مجددا في 2020-.. زلة لسان جديدة لبايدن |




.. في أول مقابلة بعد المناظرة.. بايدن: -واجهتني ليلة سيئة-