الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضات الحرية المتوهمة...!؟

جهاد نصره

2011 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الآن فقط أدرك الكثيرون أن مستقبل ( مصر ) صار في جيوب الإخوان المسلمين ولن ينافسهم على التركة غير التنظيمات الدينية التي تعتبر نفسها أكثر إسلاميةً كالسلفيين والصوفيين وحزب التحرير وغيرهم السؤال: كيف سيكون حال العلمانيين والطامحين بدولة الحداثة والنساء من غير أن نضيف اللادينيين ومن لفَّ لفهم...!؟ لا ريب في أن هذا ما سيكون عليه الحال قولاً واحداً في باقي الأقطار العربية التي كانت حتى وقت قريب ولايات تحكمها الخلافة الإسلامية التي انتهت في العام / 1924 / وكل رهان على غير ذلك في ظل استمرار علاقات القوة السائدة مجتمعياًً نعتقده خاسراً00! هو رهانٌ خاسرٌ بسبب جملة من العوامل أهمهما اثنان الأول أن الدين وحده كان ولا يزال المقوم الحياتي الأساسي عند شعوب المنطقة حتى أن مفهوم الخلافة كنظام حكم مستقرٌ في أعماق الذاكرة الجمعية استقرار الدين نفسه00 وثانيهما أن الأنظمة الاستبدادية التي ورثت عهد الاستعمار القائم على أنقاض الخلافة فاقمت في حالة الاستغراق الديني السائدة من حيث أنها لم تترك للناس متنفساً خارج المساجد والتكايا والمزارات00! لقد قامت هذه الأنظمة بالإجهاز على نويات المجتمعات المدنية التي ظهرت في مرحلة الهيمنة الاستعمارية وقامت بتصفية المنظمات النقابية أو حولتها إلى ملحقات لأحزابها السلطوية وألغت الحياة البرلمانية التي عرفتها ومنعت كل أشكال العمل السياسي حتى الأحزاب التي تحالفت معها مُنعت من النشاط في بعض الأوساط المجتمعية كالطلاب00! في حين أنها اتكأت على المشايخ ورجال الدين الذين استوعبتهم من خلال وزارات الأوقاف والتعليم الديني في المدارس الرسمية وتركت لهم حرية الوعظ والتربية في مؤسسات أقاموها لهذا الغرض ..! لقد راهنت هذه الأنظمة من خلال احتواء رجال الدين ورعاية نشاطاتهم على إمكانية اكتساب الشرعية فكانت النتيجة كما هو واضح اليوم أنها لم تكسبها إضافةً إلى أن رجال الدين هؤلاء ولأنهم كانوا صنواً للاستبداد فقدوا شرعيتهم أمام جمهورهم..!؟
لم يعرف أي شعب من الشعوب العربية منذ سقوط الخلافة حتى اليوم منظومة دولة بالمعايير الحديثة ولا زالت تحكمهم ( سلط ) أو نظم متعددة الطرازات سلطانية ملكية أميرية مشيخية وأحدث النظم التي عرفوها كان الطراز الجملوكي الذي أنتجه العسكر حيث تتوفر في هذا النظام كل موبقات ومواصفات الرداءة والإقصاء والاستعباد التي حفلت به الطرازات المجاورة المعروفة..! لقد أحالت النظم الحاكمة بين مجتمعاتها وفرص تحقق النهضة واللحاق بالعصر والمدنية فبقيت ولاءات وانتماءات مكوناتها على ما كانت عليه عبر التاريخ وإن ظلت تبدو في حالة سبات غير أنها ظلَّت قابلة للانفجار عند حلول اللحظة المؤاتية مثلما هو حاصلٌ اليوم لتطفوا على سطحها كل أشكال الصراعات المذهبية والعرقية التي عرفتها على امتداد تاريخ الإمبراطورية الإسلامية ولا يغيِّر من هذه الحقيقة نكران جهلاء التاريخ الإسلامي أو الساكتين عن الحقائق المروعة التي حفل بها..!؟ إنها عودة غير حميدة إلى إنعاش واستنفار كل ما هو دون المستوى الوطني أو الأخلاقي الأمر الذي لا يترك محلاً لأية طموحات سياسية مشروعة وآمال بالحداثة والمعاصرة ولا حتى بالحرية التي يصدح بها فرسان اللحظة الراهنة.. أية حرية تلك التي ستشرق على مجتمع يؤول إلى أحضان الإخوان المسلمين أو أية قوى تبصم على كون الشريعة الإسلامية ستكون المرجعية الأساس للبلاد والعباد...!؟
اليوم تدفع أنظمة الأمر الواقع الثمن وذلك بعد أن وجدت نفسها إما أمام فرضية السقوط أو البحث الفوري الجاد عن الشرعية التي لم تنلها بسبب سياساتها الاقصائية طيلة العقود الخمسة الفائتة فهل تحسن النظم التي لم تسقط بعد - ونخص بالذكر النظام السوري - التصرف فتعود عن سياساتها الاقصائية ورهاناتها السابقة سؤال إشكالي كبير بانتظار الجواب الملموس على الأرض وليس في أي مكانٍ آخر...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا