الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين شباب دمشق وشباب حلب؟

زهير قوطرش

2011 / 5 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


هذا السؤال المطروح بشدة على الساحة السورية في أوساط المعارضة ,وفي حديث الناس ,وعلى صفحات الانترنيت والفيسبوك .....
قبل الإجابة على هذا السؤال ,أريد أن أقدم للقارئ الكريم ,جواباً لأحد الأصدقاء من مدينة حلب ,عندما سألته ببساطة ,يا أخي أين هم شباب حلب؟ لماذا هذا الصمت المطبق في دمشق وفي حلب؟
أجابني ...أسمع يا عزيزي....,أنا اقطن في الحي الفلاني (لا يمكن ذكر أسم الحي حفاظاً على صديقي من الاعتقال أو ؟؟؟؟).
البارحة في حوالي الساعة الثانية ليلاً ,خرجت إلى البلكون ,كي أتنفس هواء الحرية التي حملتها غيوم جاءت إلينا من درعا وغيرها من المدن السورية ...لفت نظري مشهد غريب .
ناديت على زوجتي بالحال ,وسألتها كم زبال ينظفون حارتنا في الليل ,أجابت زبال واحد مرة كل ثلاثة أيام ,سألتها ...بالله عليك تعالي وتفرجي على هذا المنظر ,عشرة زبالين يتوزعون الشارع ,بعربات زبالة ...وملابس الزبالين ...استغربت زوجتي وسألت ما الأمر ؟؟؟ قلت لها هؤلاء هم قوى الأمن ,لم يعد لديهم أي عمل ,فالأمان والأمن مستتب ,لهذا أصبحوا من القوى المنتجة ,وهم سيحولون مدينتا إلى مدينة سياحية نظيفة ومغلقة!!!!
وأردف صديقي بقوله ...وتسألني لماذا لم تتحرك حلب ودمشق ؟؟؟
كيف؟.
دمشق وحلب هما الرهان ,للنظام في سوريا ,النظام يحاول بكل ما أوتي من قوة قمعِ ,أن لاتصل شرارة الانتفاضة إليهما,لأنه يعتقد أن أي تحرك في دمشق وحلب معناه النهاية والسقوط.
لهذا ,المراقبون ,وشهود العيان يؤكدون هذه الحقيقة ,بأن الأمن يُمسك على كل المفاصل الجغرافية التي يمكن أن تنطلق منها شرارة الانتفاضة في هاتين المدينتين .وخاصة الساحات العامة مثل ساحة العباسين في دمشق ,حتى لا تكون رمزاً لساحة الحرية ,التي يمكن أن يعتصم فيها الشباب إلى أن تتحقق كامل مطالبهم.
الأمر الأخر والمهم , هو تحالف الفساد مع من يمثلون المفاصل الاقتصادية في حلب ودمشق ,والمفاصل الروحية ,وبعض القوى السياسية ...التجار ,المشايخ وعلماء الدين ,وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية .(زواج مصالح لا علاقة له بالممانعة والكرامة الوطنية ,لأن الممانعة والكرامة الوطنية تلد من رحم الكرامة الإنسانية)
هذا التحالف ,يلعب دوراً أساسياً في صالح بقاء النظام على حاله .(الكل مستفيد )
لكن رغم كل ما سبق ....فأن للشباب الذين ينشدون المستقبل الحر في هاتين المدينتين ,وللأغلبية الصامتة ,دورهم المرتقب .لأنهم على قناعة ,أن بلدهم بعد قيام انتفاضة الشباب ,لن تكون هي ذاتها قبل الانتفاضة ,فعجلة التاريخ التي تحاول قوى القمع إعادتها إلى الوراء بالتضامن مع قوى الفساد وقوى النفاق لن تعود .......وشباب دمشق وحلب ينتظرون اللحظة الحاسمة, فإذا لم يغير النظام من أساليبه ,ويأخذ مطالب الشعب في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية بعين الاعتبار (ولا أقصد هنا إصدار المراسم والقوانين لكن تفعيلها على أرض الواقع ).
إلى جانب محاسبة من قام بالقتل ,وفبركة مسرحيات التآمر الخارجي ,فإن صمتهم سيتحول في النهاية إلى عاصفة تدمر القديم وتبني على أنقاضه ربيعاً سورياً مشرقاً ,مثل ربيع دمشق.
حكمة :
مهما كانت قوة القمع للأجهزة الأمنية القمعية قوية ,فهي ضعيفة جداً أمام قوة الشباب المنتفض(لأنهم على حق) ,و في ضعف الشباب المسالم قوة كامنة قد تفجر الوضع بشكل يضع النظام أمام خيارين.
إما الرحيل, أو ....؟؟؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م