الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتل بن لادن

زكرياء الفاضل

2011 / 5 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


قتل بن لادن
جرت العادة، عند مطاردة مجرم خطير، محاولة إلقاء القبض عليه حيا بهدف استنطاقه والحصول على معلومات مهمة تفيد في القضاء على الجريمة المنظمة إذ القضاء على فرد من شبكة إجرامية ما، مهما كان مركزه حساس في هرمها لا يقضي عليها. لكن ملف الإرهابي رقم 1 في العالم تم التعامل معه بطريقة غير اعتيادية ولا مألوفة في أعراف القوات خاصة كانت أم لا. فبعد أن طاردة المخابرات الأمريكية بن لادن لسنين طويلة وعثرت عليه تصفيه فورا دون محاكمة أي أنّ البيت الأبيض صرف أموالا طائلة من جيب المواطنين من أجل طلقات معدودة لا يتجاوز ثمن الواحدة منها دولار واحد على أبعد حد. أمن المعقول أن تكون أمريكا مسرفة ومبدرة للمال وهي المعروفة ببراغماتيتها المعهودة؟ أم أن الأمر به سر قد تكشف عنه وثائق ويكيليكس مستقبلا؟
نشر عدد لا يستهان به حول موضوع قتل بن لادن وتطرقت عدة جهات له مؤيدة للعملية أو مستنكرة لها، لكن لا أحد حاول التفكير في السبب الحقيقي لتصفية الإرهابي الأول في العالم حسب المنطق الأمريكي. فالقوة الخاصة التي نفّذت العملية اعترفت بأنّ بن لادن لم يكن مسلحا، ثم تعود وتضيف أنه قاوم. أليس الأمر غريب؟ كيف لشيخ هرم غير مسلح أن يقاوم القوات الخاصة الأمريكية المدربة والمسلحة ويجبرها على استخدام السلاح ضده؟ الحقيقة تصريحات القوات الخاصة الأمريكية من طراز أفلام سوبر مان (الرجل الخارق) الهليودية.
الحقيقة أنّ هذه القوات المنفذة للعملية قامت بما قامت به لتعليمات مسبقة تلقتها من قيادتها التي وضعت أمامها هدف واحد هو تصفية زعيم القاعدة وليس اعتقاله. وهنا يفرض سؤال نفسه علينا: لماذا؟؟؟
هناك احتمالين للإجابة على السؤال:
ا) قد يكون زعيم القاعدة بن لادن عميلا للمخابرات الأمريكية وجعبته مليئة بالأسرار الخطيرة تتعلق بضرب البرجين التوأمين بنيو يورك، وربما قد تكشف عن تورط شخصيات رفيعة من البيت الأبيض أو البنتاغون أو المخابرات بالقضية، أو باحتلال العراق، قد تؤكد ما يفكر فيه الكثيرون دون حصولهم على دليل ملموس، أو الكشف عن حقيقة أمور مهمة تمس باستراتيجية أمريكا في العالم أي الكشف عن المحجوب.
ب) قد يكون بن لادن عميلا أمريكيا لم تعد له حاجة بعد انطلاقة الربيع العربي وانهيار سراب بعبع قوة السلفية في المجتمع العربي وبالتالي باتت أمريكا في حاجة لاستراتيجية جديدة في ظل الظرف التاريخي الراهن. وفي هذه الظروف فإن بن لادن أصبح مستغنى عنه أي وسيلة مبتدلة تجاوزها الظرف الزمني ولم تعد لها حاجة، لكن اطلاعه على أسرار خطيرة يجعله هدفا لتصفية جسدية عوض تحويله على المعاش.
انطلاقا من الاحتمالين السابقين فإنه يمكن استخلاص نهاية تنظيم القاعدة كأداة استغلت في مرحلة قد ولّت كما ولّت الحرب الباردة. بالطبع هذا لا يعني أنه لن تكون هناك محاولات من بعض أفرادها، لكن هذه المحاولات ستكون مجرد رقصة الديك المدبوح. فوضعية القاعدة بعد تصفية زعيمها بن لادن شبيهة بمحاولة ملوك المماليك إحياء دولة الخلافة.
هناك أمر آخر بالقضية وهو استفراد أمريكا بتنفيذ العملية وعدم إشراك حليفها الرئيسي بالمنطقة باكستان خوفا من تسريب المعلومات وهذا في نفس الوقت خرق لسيادة دولة مستقلة وإهانة لها ومن الواجب إدانة مثل هذه الخروقات من أي كانت، لكن السؤال المطروح: من شقّ التراب الوطني الهندي لإنشاء به دولة على أسس عقائدية؟ أليست أمريكا؟ فماذا كانت تنتظر من دولة مثل الباكستان غير أن تصبح جحرا للفكر العقائدي المتطرف؟
ختاما يمكن القول بأن تنظيم القاعدة الذي أرهب العالم بأسره وكان يتلاوح للكثيرين غولا جبارا كشفت الثورات العربية عن حجمه الواقعي وأظهرت للعالمين حقيقته وزيف قوته، حيث قطعت رأسه في ساعات معدودات دون عداء ولا مقاومة. بينما قبل انطلاقة الربيع العربي احتار الأمريكان في العثور عن مكان تواجده واستعصى عنهم الوصول إليه.
فمزيدا من انتفاضات شعوبنا وإلى الامام يا أحرارنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم


.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في




.. نائبة بريطانية تدعو حكومة بلادها إلى الضغط على إسرائيل لوقف


.. أخبار الساعة | عمالقة النفط يدعمون حملة ترمب بمليار دولار




.. أخبار الساعة | -بوينغ- تسجل 3 حوادث جديدة خلال 48 ساعة