الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة المفاتيح الفلسطينية

خالد عياصرة

2011 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو صراع العربي مع نفسه، وصراعه مع عدوه المحتل صراعا شائكا يأبى النسيان، انطلاقا من فلسفة الحق المشروع في استعادة المسلوب. صراع النفس القائم على التمسك بذكريات الجميلة. وأخر مع محتل رافض التنازل عن أيدلوجيته الصهيونية .

يمكن قراءه هذه المعضلة في ثنايا تمسك الفلسطيني بحقه، الذي رافقه على شكل خطوط ثقافية مجتمعية شكلت هويته، عنوانها الشتات والمخيم ومفتاح البيت الذي شكل ركيزة أساسية في بناء الفعل المقاوم .
المفتاح الحديدي اليوم باتت بمثابة ارث حضاري يتم توريثه من قبل الأجداد إلى الإباء والأحفاد، على أمل العودة إلى مهدهم الذي ضاع أمام مرأى أعينهم .
يمكن استشفافها هذه الفكرة من مشهدين فنيين خزنتهما الذاكرة الفنية العربية .
*****************************
المشهد الأول من الفلم الأردني سيدي رباح الذي يؤرخ لمرحلة من مراحل الشتات الفلسطيني، قام ببطولة المبدع الراحل محمود أبو غريب، الذي أصيب بحزن شديد عندما اضاع عمامته رأسه التي يحتفظ في اسفلها بمفتاح بيته في فلسطين وقواشين أراضية.
على الرغم من مضي سنوات على احتلال الأرض دونما أي ان يتغير الحال. الا انه فرح فرحا شديدا عندما عادت إليه ضالته - أي عمامته - بمحتوياتها ومن ضمنها المفتاح.
ذهب سيدي رباح، انتهى الفلم، بقيت إسرائيل، وبقي المفتاح .
*****************************
أما المشهد الأكثر فنتازيه، من الفلم المصري "أولاد العم "جمع كريم عبد العزيز مع كنده علوش، التي تقدم دور فتاة فلسطينية يقتل أفراد عائلتها على يد الموساد، هذا يفجر بركان ثأرها لدم عائلتها، فتقرر القيام بعملية انتحارية في وسط تل أبيب، وتختار ناديا ليليا يسهر به الهدف.
كريم عبد العزيز، يمنع الفتاة من تنفيذ العملية، كونها باتت مكشوفة للموساد، فيقوم بإخفائها عن أنظار رجل الأمن.
الصورة تتوج، بقيام علوش بإهداء كريم سلسلة تحمل مفتاحا كهدية شكر له على موقفة، المفتاح" هذا مفتاح بيتنا في الضفة " تقول كندة علوش لكريم عبد العزيز عندما يسلها عن هذا المفتاح .
هذا دلالة واضحة على استمرارية تمسك الفلسطيني إلى اليوم بأرضة وحقه على الرغم من جميع الكوارث التي أحاطت به من، انهزامات واستسلامات وتنازلات باتت علامة واضحة تشوه الصورة الجهادية للشعب الفلسطيني.
ذهبت الفتاة، انتهى الفلم، بقيت إسرائيل رابضة على صدورنا، وبقي المفتاح
*****************************
عين القصة تكررت مع الفلسطينية قابلت الرئيس الشهيد صدام حسين، حيث قامت بإهداء مفتاحا له، ليسألها عن ماهيته فقالت " انه مفتاح بيتي المحتل في فلسطين وأريد أن تعيده لي" فما كان من صدام حسب الرواية الا أن قال لها : ابشري وأنا اخو هدله .
ذهبت المرأة، ذهب صدام، بقيت إسرائيل، وبقي المفتاح .
*****************************
الصورة الأكثر قتامه هي ثقافة المفاتيح باتت ذو بعد عربي تخطى حدود فلسطين، فهناك ألان مفاتيح عراقية وصومالية وليبية ولبنانية وسودانية، وحبل المفاتيح على الجرار .
هذا كله في الوقت الذي ينشد به حكامنا العرب السلام مع إسرائيل، يتوق إخواننا إلى التحرير انطلاقا من حق المفتاح في التحرر يأبى النسيان.
المشهد اليوم أكثر ضبابية من ذي قبل حيث صار المفتاح فلسطيني مفاتيح عربية، والدولة المحتلة إلى دول ، والجيش المغتصب جيوش ، وأخرى في طريقها .
ثقافة لابد من إعادة اكتشافها وتأكيدها وتعميمها، حق متوارث جيلا بعد جيل .
*****************************
ملاحظة إلى صديقي العزيز ماهر أبو طير:
كم مفتاح يوجد لدينا اليوم ؟ كم بطل عقدت عليه الآمال فخانه الزمن والرجال؟ كم ثكلى ذهبت عند باريها دونما أن تخرج المفتاح من رقبتها لتفتح بيتها المحرر ؟
آه يجتاحني موجا من الأحزان، وأنا أرى البعض يحاول جاهدا التفريط بأرضة وحقه وعرضه مقابل الدخول في تيار العمالة ومستنقعات الدولار والشيكل. موجا كاسرا على من يفضل قيام وطنا بديلا في الأردن، وتناسي اكيد، لكنه محتل ينتظر منا التحرير .
كم نحتاج إلى إعلان موقفنا، في ظل صمت يسيطر على أغلبية، ننتظر منها موقف حقيقي !!
الله يرحمنا برحمته .. وسلام على أردننا من الله وبركة
خالد عياصرة
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا